• ×

خبير سياسي : المؤتمر الوطني ترك البشير وحيداً في "المعركة"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية لؤي عبد الرحمن
تترقب الأوساط السودانية سيما السياسية هذه الأيام، التغييرات التي سيجريها حزب المؤتمر الوطني الحاكم في طاقمه التنفيذي بالمركز والولايات، وذلك بعد أن تحدثت العديد من القيادات عن الخطوة وأهميتها بعد القصور الذي لازم أداء حكومة الوفاق الوطني، وكانت آخر المعلومات في هذا الشأن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أن التغيير سيكون في غضون عشرة أيام، وعقب عودة الرئيس البشير من القمة العربية، ليبقى السؤال الذي يسيطر على أذهان الكثيرين: "ما الجديد الذي يمكن أن يحدث بتغيير الأفراد طالما أن السياسات لم تتغير؟ سؤال أطل برأسه لحاجة الناس إلى تغيير حقيقي يغير الواقع في جميع المناحي ولأن التعديلات السابقة خلال السنين الماضية لم تحدث أثراً يبشر بجدوى هكذا تغييرات
جولات مساعد الرئيس
ارهاصات التغيير في صفوف وزراء المؤتمر الوطني المركزيين والولائيين أكدتها جولة مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس الحزب د. فيصل حسن إبراهيم على العديد من الولايات، والتي كانت لتقييم الأداء، تقييم آثر الدكتور أن يقف عليه ميدانياً، بعيداً عن التقارير المنقولة، ومن المؤكد أن الواقع السيء الذي تشهده ولايات عديدة، إن لم تكن كلها في الأداء التنفيذي، سيجعل حقيبة فيصل حافلة بقوائم الاستبدال التي ستشمل التنفيذيين والحزبيين، وهو ربما ما يفسره الصمت المطبق للقيادات وإحجامها عن التصريحات هذه الأيام انتظاراً لما ستسفر عنه عاصفة تغيير المسؤولين المتوقع أن تعم البلاد خلال الساعات القادمة
خطوة متأخرة
القيادي بالمؤتمر الوطني والخبير الإعلامي د. ربيع عبد العاطي قال في حديثه لـ"آخر لحظة" إنه يتوقع تغييراً شاملاً وجوهرياً لمواجهة الأزمات والظروف التي تمر بها البلاد، وما التأخير في الإعلان عن الخطوة إلا للمزيد من الدقة في الاختيار والتجويد، حسب تعبيره، وحول ما إذا كان التغيير سيشمل الأفراد والسياسات، قال عبد العاطي إن الرئيس البشير في خطابه أمام الهيئة التشريعية القومية، تحدث عن السياسات والمنهج وملاحقة الفساد بجانب السلام، مختتماً بقوله ليس لدينا مشكلة في إيجاد الحلول، لأننا جلسنا في الحوار الوطني ووضعناها، ولكن نحتاج إلى جدية وإلى من يتولى المسؤولية بطريقة جادة .
فقدان الاستراتيجية
"لا أتوقع أن تاتي التغييرات بفائدة نهائياً" بهذه العبارة عبر د. أسامة توفيق، الأمين السياسي لحركة الإصلاح الآن التي يقودها د. غازي صلاح الدين عن رؤيته، وأضاف المؤتمر الوطني ليس لديه خطة استراتيجية ولم يعد فيه مفكرين حالياً، ويعمل برزق اليوم باليوم، وقال للصحيفة إن التغيير سيخرج المغضوب عليهم الموالين لمعسكر د نافع على نافع وابراهيم محمود ، والذين دورهم بالضعيف في دعم رئيس الجمهورية خلال انتخابات 2020م، وأردف منذ اليوم وحتى العملية الانتخابية سيعلى قيادات الواطني وفقا لدرجة الدعم المقدم للبشير في ترشيحه لفترة رئاسية جديدة.
الحاجة لتغيير السياسات
أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية البروفيسور حسن علي الساعوري يرى أن الواقع يتطلب فهم الأوضاع والسياسات في السودان، هل هي سياسات خاطئة أم صحيحة، ولم تجد الفريق المؤهل لتنفيذها بشكل جيد؟، وقال المؤتمر الوطني إذا أراد تغيير الأفراد فإنه يفترض أن سياساته جيدة، ولكن إذا نظرنا إلى الأداء العام فإن السياسات هي التي تحتاج إلى التغيير وليس الأشخاص، ونحن محتاجون إلى سياسات جديدة وجادة لتحسين حال الناس، لأن الأشخاص لايأتون بالسياسة، ومن المفترض أن يكون للحزب الحاكم خطاً سياسياً محدداً إذا لم ينجح لابد أن يتم تغييره بخط آخر وتبديله، أما إذا كان التقييم بأن القيادات هي السبب، فإن ذلك يعني أن الوطني اختياراته خاطئة منذ البداية، وليست سليمة، وإنه لايتابع أداء الجهاز التنفيذي.
مشكلة عضوية
الساعوي يرى أن المؤتمر الوطني كحزب جعل الرئيس البشير وحيداً في المعركة، في وقت كان يفترض أن يكون فيه الحزب مسؤولاً عما يجري من أخطاء، إذا كان فعلاً يتابع أداء الجهاز التنفيذي، واسترسل التنظيم أصبح حزب حكومة وليس حزباً حاكماً لأن الحكومة هي التي تسيره، وكان الواجب أن تقوم كل أمانة من أماناته بمتابعة الوزارة النظيرة في الهيكل الوزاري مؤكداً أن الحزب يعاني من مشكلة عضوية في الحزب والجهاز التنفيذي، ولابد من التحول إلى حزب حاكم من كونه حزب حكومة، وأن تتابع الأمانات المتخصصة في الحزب الوزارات المعنية.


بواسطة : admin
 0  0  1873
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:57 صباحًا الأربعاء 8 مايو 2024.