• ×

السعودية تحتضن القمة العربية تحت أصداء الصواريخ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تنطلق يوم غدٍ الأحد القمة العربية العادية التاسعة والعشرين ..وسط أجواء خلاف عربي معتاد وصوت صواريخ غربية لم تختف من أجواء عالمنا العربي منذ عام 1990 والشرق أوسطي .. بل تنتقل فقط من بلد إلى بلد .. من الصومال والخليج العربية عام 1990 حتى اليوم إلى اليمن وأفغانستان منذ 2001 وصولا إلى ليبيا وسوريا منذ ثورات الربيع أو الخريف العربي.. وجرفت معها شباب التيارات والجماعات الإرهابية إلى داخل عالمنا العربي بدلا من الكفاح في فلسطين.

وبدلا من أن تركز دولنا العربية ،المغلوب على أمرها ، على التنمية الإقتصادية الداعمة لشعوبنا الأبية ، أصبحت تركز جهودها على مكافحة الإرهاب والإرهابيين ، الذين جعل منهم الغرب “فزاعات حقيقية” تهدد أمن دولنا ومواطنينا في الداخل بعد أن كانوا يسمعون عن الإرهاب خارج بلداننا.

كل هذا ودول الجوار العربي تقف متفرجة على ما يحدث بيننا وعلى تراب أراضينا .. وتنتظر اللحظة التي تنقض فيها علينا لتقسم عالمنا العربي بينها .

إيران تغذي الصراعات في اليمن والسوريا والعراق وتدعم أتباعها في سوريا ولبنان واليمن بأحدث ما أنتجته ترسانة الصواريخ الفارسية لتقض مضجع الأشقاء في الخليج العربي والهلال الخصيب. ولم تدعهم لإطلاقها على الكيان الصهيوني بل إلى العواصم العربية .

وهاهي ، للأسف تنجح في تهديد إجتماع القمة العربية الذي كان مقررا عقده في العاصمة السعودية “الرياض” ونضطر لنقله إلى مدينة “الدمام” في المنطقة الشرقية بعيدا عن مرمى الصواريخ الحوثية التي هربتها لهم إيران.

وفي الشمال ومن سواحل البحر المتوسط تنطلق الصواريخ والقذائف الغربية لتدك “سوريا” “ردا كما يقولون ، على مذبحة “دوما الكيماوية” التي إرتكبتها الحكومة السورية. ولا مانع من توجيه رسالة للقادة العرب بأن الصواريخ الغربية موجودة لتستخدم ضد كل من تسول له نفسه الخروج عن الطوق الغربي .

وفي الشمال أيضا نجد “أتراك إردوغان” ينفذون مخططا إستعماريا مشابه في مدينة عيفرين وماحولها ويقتطعون ،جزءا من الكعكة ، كان الغرب يمانع في حصولها عليه.

ولم يكتف إردوغان بهذا ، بل قفز بقواته ، لأول مرة، إلى الخليج العربي مستغلا أزمة تمويله و “دولة قطر” للإرهاب وخلاف “الدول العربية الأربع الرافضة للإرهاب”،وأنشأ موطأ قدم له في بلد خليجي بقاعدة عسكرية تضم نحو 3000 جندي.

وادعى “سلطان الإرهاب” أنه بعث هذا لحماية “قطر” من غزو سعودي إماراتي، بينما تمضي “قطر ” في غيها ودعمها وتمويلها للإرهاب ماديا وعسكريا وإعلاميا .

وإمتدادا لأفريقيا العربية من موريتانيا والمغرب وتونس والجزائر والسودان والصومال وجيبوتي تتسلل أيادي الإرهاب الإيراني والتركي والقطري تزرع الموت والفتن على أراضي الأشقاء وبين أبناء البلد الواحد . كل هذا بحثا عن نفوذ لا يهم على جثث من أو دمائه يتحقق.

كل هذا يحدث ويكاد ينسينا “قضية العرب الأولى سابقا” المعروفة لمن نسيَ بـ “القضية الفلسطينية” التي أصبحت هامشية رغم كل تطوراتها الأكثر دراميا ، وخاصة بعد قرار “الرئيس الأمريكي ترامب” في ديسمبر الماضي بنقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى “القدس المحتلة ” وما تبعه من توحش إسرائيلي يستقوي بدعم “العم ترامب”. ورغم المذابح الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، فإن أمريكا منعت مجلس الأمن الدولي من مجرد إصدار بيان ضد الدولة الهمجية العنصرية “إسرائيل”.

ورغم هذه المقدمة المحبطة ، فإن الشعوب العربية مازالت تتمسك بالأمل في أن يتمكن القادة العرب من التوحد للخروج من النفق المظلم وإنقاذ بلداننا من براثن الذئاب المحيطة من كل جانب بوطننا العربي المستعدة لنهش أعضاء جسدنا الواهن.


بواسطة : admin
 0  0  802
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:56 مساءً السبت 18 مايو 2024.