سهير عبد الرحيم : مالك معاي !

السودانية قبل فترة ليست بالقصيرة كانت جثة لمواطن سوداني تقبع تحت ظل شجرة بالقرب من مدارس كمبوني، الجثة ظلت بالساعات الطوال هناك، لم يجرؤ أحدٌ من المواطنين للتبليغ عنها وكان تبريرهم أنّ (ناس الشرطة حيساهروا بينا) وسين وجيم وتلتلة!!
ظلت الجثة بموقعها حتى تبرع احدهم بالإبلاغ عنها، ولا ندري إن كانوا (ناس الشرطة ساهروا بيهو ولا لا!!)، ولكن المؤكّد أنّ سين وجيم كانت حاضرةً، شفتو كيف ؟والقال ليك منو هو ميت ؟ والجابك بالشارع ده ذاتو شنو؟ والخلاك تتلفّت شنو؟!!
بذات السيناريو تعرّضت الكنترول وكبيرة المراقبين بمحلية شرق النيل للإيقاف عن المراقبة وإخضاعها للتحقيق وذلك إبان إبلاغها عن كشف امتحان مادة الكيمياء..!
نعمات عبد الرازق وحسب حوارها مع الزميل عمر الشيخ بصحيفة (الجريدة) أكدت أنّها تعرّضت لتقريع وتأنيب وإيقاف عن العمل وإخضاع للتحقيق، وذلك عقب مقارنتها لامتحان الكيمياء الذي أمام عينيها بين أيدي الطالبات وبين الامتحان المُتداول في السوشيال ميديا..!
بمعنى أنّ نعمات (ساهروا بيها) ناس التعليم بالمحلية أو حسب قولها: (نعمات مالك معاي.. كيف تبلغي ان الامتحان مكشوف!)، ذلك كان حديث مدير التعليم بمحلية شرق النيل حسب إفادة الأستاذة نعمات عبدالرازق.
السؤال الذي يفرض نفسه كم أستاذ غير نعمات اكتشف أنّ الامتحان مُسرّبٌ وآثر الصمت، بل كم أستاذ اتصل على مدير التعليم بمحليته وقال له الأخير (مالك معاي!!).
مع الأسف أنّ ماحدث مع الكنترول نعمات سيجعل الكثيرين في مُقبل السنين يغضون الطرف عن تسرُّب أي امتحانات ان حدثت حتى تفوح رائحتها مثل تلك (الجثة) ولسان حالهم يقول (هسه الجماعة يساهروا بينا!).

خارج السور:

يوم الثلاثاء ١٧ أبريل يجلس الطلاب لامتحان الكيمياء المُعاد، نتمنى أن لا نشاهد الامتحان مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي قبيل الجلسة تحت عنوان تشاهد غداً..!!

المقال الاسفيري ١٤
Kalfelasoar76@hotmail.com