• ×

خبراء عن اسئلة امتحان التربية الاسلامية : فيها غباء وأخطاء

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية أثار وصف رئيس الحسبة وتزكية المجتمع عبد القادرعبد الرحمن أبوقرون بعض الأسئلة التي وردت في امتحان التربية الإسلامية لطلاب الشهادة الثانوية أمس الأول، بأنها تشيع الفوضى والفاحشة والسخرية وكراهية الدين لدى الطلاب المراهقين، أثار جدلاً كثيفاً وسط التربويين وولاة الأمور والوسائط الإعلامية حول طبيعة الأسئلة، وهل هي مناسبة لطلاب الشهادة، «آخر لحظة» طرحت الأسئلة على خبراء تربية وتعليم وكذلك على هيئة علماء السودان.

*الأسئلة مثار الجدل

أبوقرون ذكر في بيانه أن الأسئلة التي وردت في امتحان التربية الإسلامية، أسئلة فيها غباء، موضحاً أن دائرة الفتوى بمجمع الفقه الإسلامي تعجز عن الإجابة عنها، هذا إن أرادوها مسألة فقهية لا تحتمل مقاصد أخرى، واصفاً إيرادها في الامتحان بأنه إشاعة الفاحشة بين هؤلاء الشباب المراهقين أو فتح باب السخرية لهم وكراهيتهم في الشريعة والدين. متسائلاً (هل يوجد اختلاط لدرجة أن يضل الرجل عن زوجته، ويزني بأخرى، وهل ستستسلم له، أو أنه اغتصبها؟)، مضيفاً أن (هؤلاء مراهقون ومراهقات، قد يكون بعضهم وقع في هذه المنكرات ولا يظن أن لها حدوداً وعقوبات بسبب قلة التوجيه والوعي في المجتمعات). وأشار إلى أن السؤال الثاني حول رجل طلق امرأة ثم زنا بها حكمه الرجم أم الجلد أم لا حد عليه، وقال (هذا السؤال قد نجد له إجابة عند مجمع الفقه الإسلامي، وطالب وزارة التربية بأن تعيد النظر في هذا الامتحان وأن يتقوا الله في هؤلاء المراهقين وأن يعرضوا مثل هذه الأسئلة خارج المقرر المدرسي ومجمع الفقه، وطالب أبو قرون المجمع والهيئة أن يتصدوا لما وصفه بالمهازل والسخرية، وقال (جاء في الأثر إذا حدثت قوم بحديث لا تبلغه عقولهم إلا وكان لبعضهم فتنة).

*عقول متحجرة

الأمين العام لهيئة علماء السودان، بروفيسور إبراهيم أحمد صادق الكاروري اعتبر الأسئلة التي وردت بامتحان التربية الإسلامية خطأ، وقال إن المدخل الأهم للإجابة على ما حدث من أخطاء، هو هل الأسئلة جاءت لتحديد رؤية معينة لإدارة المناهج؟.. وأجاب بلا، وقال ما ورد واضح بأنه من غير رؤية، وزاد بأنه يخشى من الوصول إلى أن يكون فيها مستوى الطلاب متفوقاً على طبيعة مثل هذه الأسئلة، واصفاً من وضع هذه الأسئلة بأصحاب العقول المتحجرة، ويرى الكاروري أن الفقهاء تجاوزوا بمراحل كل هذه الاجتهادات غير الموضوعية لمثل هذه الأسئلة، وأضاف نحن نعيش في القرن العشرين، ومضى الكاروري إلى أبعد من ذلك وأكد أن القضية، قضية إستراتيجية ولا تقل عن قضية الأمن الوطني، باعتبار أن الطلاب ثروة بشرية تبنى ولا تهدم، وكشف الكاروري عن تلقي الهيئة للعديد من الأسئلة بخصوص ما جاء في الامتحان، مؤكداً أنها سترد ببيان شافي وكافي.

*قياس الجانب العلمي

مصدر مسؤول بالمركز القومي للمناهج رفض ذكر اسمه، استبعد إعادة الامتحان وتوقع أن يكون السؤال الذي ورد في مادة التربية الإسلامية فيه اجتهاد لقياس الجانب المعرفي للطلاب والتمييز.
وفي ذات السياق أوضح حمدي صلاح الدين (إعلامي وخبير تربوي)، أن للامتحان شروطاً، مثلاً التدرج من الأسهل إلى الأصعب ثم الشمولية (أن يغطي الامتحان أكبر قدر من المنهج المقرر و ألا يركز واضع الامتحان على باب معين أو جزئية معينة)، وفي بعض الأحايين تضع الجهة المسؤولة عن الامتحانات نسباً لكل فرع من فروع المادة المعنية، وأن يشتمل الامتحان على ما يفرق بين من يحفظ ومن يفهم، وهو ما درج على تسميته (أسئلة الذكاء)، أما بخصوص إيراد أسئلة خارج المنهج، فهو أمر معروف ومسلم به، وقال مررنا به كلنا في مراحل تعليمنا المختلفة، ولكن هذا يكون في حدود توضحها الجهة المسؤولة عن الامتحانات في منشورها للذي يضع الامتحان، ويتكرر هذا الخروج في اللغة العربية، حيث ترد أبيات شعر للمقارنة وفي البلاغة من خارج المنهج، وفي الجغرافيا أيضاً يتكرر هذا، لكن وفق ضوابط ونسب.

*ردود أفعال متفاوتة

مواقع التواصل الاجتماعي (الواتساب والفيس بوك)، لم تهدأ منذ الأمس، وهي تناقش الأسئلة التي وردت في امتحان الإسلامية، وتفاوتت وجهات النظر حيال هذه القضية، وفيها أتهام واضح، حيث قال أحدهم بأن هنالك أيادي خفية ماسونية أو شيعة تلعب فى مناهج التربية والتعليم وتدخل عبر أسئلة الامتحانات، بينما شدد الكثيرون على أن تتم متابعة الأمر ومعرفة من المسؤول عن هذه الأخطاء الصادمة، وأشاروا إلى أن الخطوة فيها الاحترام للمجتمع ووضع الطلاب أمام أسئلة فقهية لا تتناسب مع مقرراتهم الدراسية أو عقولهم.

تقرير: عيسى جديد
اخر لحظة.


بواسطة : admin
 0  0  1325
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:47 صباحًا الأربعاء 15 مايو 2024.