• ×

حملات لا تتوقف علي بائعات الشاي ..اتجاه لإستيعابهم بالتدريب المهني

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية كشفت وزارة التنمية البشرية والعمل بولاية الخرطوم عن اتفاق مع اتحاد بائعات الشاي لاستيعابهن بمراكز التدريب المهني لدراسة التطريز والتجميل وغيرها من التخصصات النسائية التي تدرس بالمراكز، وقال الوزير جعفر أحمد عبد الله إن هناك اثنان وعشرون ألف بائعة شاي توقف عملهن بعد القرارات المحلية الأخيرة، مشيرا إلى أن اتحاد بائعات الشاي سيقوم بتنوير قواعده بالاتفاق الذي تم مع الوزارة ومن ثم رفع أسماء الراغبات في الالتحاق بالتدريب المهني للتوزيع على المراكز حسب المحليات، وأضاف جعفر أن بائعات الشاي يعملن بنظام ممتاز ولديهن تنظيم يعتبر أنجح من أي حزب سياسي في البلاد، وامتدح الوزير جهود عوضية كوكو وحرصها الشديد على معالجة أوضاع بائعات الشاي وما تبذله من جهود في العمل على تنظيم عملهن، مشيرا إلى أن الأمر أسهم في تتويجها قائدة لزميلاتها وبموجب جهودها الجبارة حصلت على تكريم في العاصمة الأمريكية واشنطن حيث سبق وأن كرمها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري ضمن أشجع (10) نساء في العالم، لنضالاتها التي حققتها برفع بائعات الشاي عبر أنشطة الاتحاد ونظرا لجهودها من أجل حماية البائعات من “كشات المحلية” منذ تأسيسها للاتحاد التعاوني المتعدد الأغراض.
(1)
يأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من المعاناة التي عايشتها النساء في أعقاب القرارات المحلية بمنعهن من العمل في الشوارع الرئيسة بالعاصمة، وسبق أن كشفت عوضية كوكو رئيس الاتحاد التعاوني النسوي لبائعات الأطعمة والمشروبات عن تفاقم معاناة بائعات الشاي بسبب الحملات المستمرة التي تنظمها السلطات، وفرض الغرامات الباهظة، بالإضافة إلى حظر العمل في شارع النيل والساحة الخضراء والميناء البري وأعربت عن استغرابها من تطبيق قانون مخالفات الأراضي على بائعات الشاي، موضحة أن الغرامات التي تتم جبايتها شهرياً من بائعات الشاي مبالغ فيها وأوضحت أن بائعات الشاي اللاتي أوقفتهن السلطات من العمل يعشن أوضاعا مأساوية مما اضطرهن لبيع أثاثاتهن المنزلية من أجل تغطية مصروفات أبنائهن وتعليمهم، واستهجنت عوضية كوكو الاتهامات التي وجهت إلى بائعات الشاي في شارع النيل، مشيرة إلى أن بائعات الشاي ظللن يعملن في شارع النيل لأكثر من 10 أعوام وطالبت بالتعامل القانوني المباشر مع من يتم ضبطها بهذه الجرائم.
وكانت وزيرة االتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم أمل البيلي عقدت اجتماعاً مع قيادات اتحاد بائعات الشاي والأطعمة، دعت لتمليك بائعات الشاي أكشاكاً ثابتة، وأشارت إلى أن سبب منع النساء من العمل في شارع النيل هو الحفاظ على المظهر السياحي، وأكدت العمل على حل المشكلة بدخول هذه الشركات التي ستقوم بتصميم أكشاك تُملك لبائعات الشاي على أن يدفعن كلفة الأكشاك بالتقسيط.
(2)
ولا تزال السلطات المحلية تقوم بتنفيذ بحملات شبه يومية تستهدف البائعات وتصادر أدوات صنع الشاي والأطعمة وتشترط لإعادتها دفع غرامة مالية كبيرة تتجاوز قيمتها أحيانا سعر الأدوات المصادرة، وبحسب إحصاءات رسمية فإن عدد بائعات الشاي في ولاية الخرطوم يبلغ (22) ألف عاملة خرجن للعمل بفعل الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد.
وتشير دراسات إلى أن (87 %) من العاملات في هذه المهنة يقعن في الفئة العمرية من (18 – 45) وأن (45.1 %) غير متزوجات، و(33 %) متزوجات، و(21 %) منهن أرامل ومطلقات، وتوصلت الدراسة إلى أنّ (88.6 %) من بائعات الشاي بالولاية نازحات من ولايات أخرى، نتيجة الحرب وصعوبة الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع نسبة الأمية.
(3)
وفيما يبدو فإن قرار إيقاف بائعات الشاي بالطرق الرئيسة لم يأت بين ليلة وضحاها فقد تم التمهيد له في عدة منصات حيث كان نائب رئيس مجلس الخرطوم التشريعي محمد هاشم قد وجه انتقادات لاذعة قبل ثلاثة أعوام من الآن لممارسة المهنة في شارع النيل بقوله في جلسة رسمية إن الشواطئ النيلية مشوهة بستات الشاي ومتسخة ومهملة وغير جاذبة، كما وجه نواب آخرون المجلس، انتقادات لاذعة لتحلق الشباب حول ستات الشاي بشارع النيل، وطالبوا بإنشاء منتجعات سياحية في المناطق التي تستغلها ستات الشاي على هذا الطريق، وفي السياق ذاته سبق وأن أبدى الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين والي الخرطوم أسفه على حالة بائعات الشاي وقال إن المهنة لا تليق بالمرأة، ووجه وزارة التنمية الاجتماعية بتوفير مهن أخرى لهن، وأضاف: “كلما أشوف ست شاي قلبي بتقطع”، وكان القرار الذي بموجبه تم إيقاف (400) من بائعات الشاي عن العمل بشارع النيل، أثار ردود فعل واسعة، وكانت السلطات قد فضت وقفة احتجاجية نظمتها المئات من بائعات الشاي أمام قاعة الصداقة، احتجاجاً على منعهن عن العمل في عدد من المواقع الرئيسة في الخرطوم.
اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  977
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:53 مساءً الخميس 9 مايو 2024.