• ×

شمائل النور تكتب : قهر ..حول انهيار منظومة التعليم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية لا خلاف في أنَّ مقياس تقدم الأمم ورقيها هو العلم، ولا خلاف في أنَّ العقلية المستبدة تسيطر على الشعوب عبر أداة التعليم، لأنَّها الأنجع والأنجح، والحالة السودانية وغيرها نموذج صارخ.

سال مداد كثيف حول انهيار منظومة التعليم، بل منظومة التربية التي تسبق التعليم، ولم يتوقف الخبراء عن الحديث عن ضرورة إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وهذا لا يحتاج كثير جدل لإثباته، لأنَّ النتيجة مفضوحة بين أيدي الجميع.

قبل فترة رفع النقاب عن دراسة أُجريت من قبل لجنة فنية تمّ تشكيلها بواسطة وزارة الصحة ولاية الخرطوم وضمّت كلاً من التربية والتعليم الاتحادية والولائية والصحة المدرسية والاتحادية والولائية، ومجلس الطفولة القومي والولائي ووزارة التنمية الاجتماعية وشرطة حماية الأسرة والطفل، وقسم الإرشاد النفسي بوزارة التربية واليونسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية.

الدراسة التي استعرضتها (التيار) أجريت بمدارس ولاية الخرطوم عن طريق العينة العشوائية، توصلت نتائجها إلى صورة مأساوية متكاملة، وعلى قدر النسب الصادمة في العنف ضد الأطفال في المؤسسات التعليمية، إلاَّ أنَّ هذه الدراسة تصلح أن تكون مرشداً لما ينبغي أن يكون عليه الحل.

كشفت الدراسة أن الذكور أكثر تعرُّضاً للعقاب البدني بنسبة (56%)، فيما تصل نسبة البنات اللائي يتعرّضن للعُقُوبة البدنية لـ(45%)، وأنّ البنات الأكثر تعرُّضاً للتوبيخ اللفظي بنسبة (28%)، بيد أنّ الأولاد (20%).

وأشارت أيضاً إلى أنّ العقاب النفسي والحرمان وصل لدرجة (19%) للبنات، فيما بلغت نسبة الذكور (17%)، وأشار التلاميذ – حسب الدراسة – إلى أنَّ هناك عُنفاً يُمارس ضدهم بسبب دفع الرسوم ليصبح العقاب إما جسدياً كالضرب أو الحرمان من الامتحان أو يُقال لهم: “ما عندكم قروش جايين تقروا لي شنو”؟!
كشفت الدراسة عن وجود تعاطٍ للمُخدّرات وسط طلاب الثانوي .الدراسة نبّهت لارتفاع حالات التحرش بمدارس الأولاد أكثر من مدارس البنات، لكن البنات الأكثر تعرضاً للتحرش في الشوارع، بجانب انتشار الأفلام الإباحية عبر الموبايلات.

وأظهرت الدراسة وجود عُنف من قِبل الطلاب تجاه المُعلِّمين خَاصّةً بالمَدارس الثانوية، بجانب الاستهزاء بالمُعلِّمين من قِبل الطلاب وذويهم، وأشَارَت الدراسة إلى عدم احترام المُعلِّمات خَاصّةً بمدارس الأولاد.

هذه الدراسة لخصت باختصار ما آلت إليه مؤسساتنا التعليمية.. تخيل تلميذ/ة يتلقى مراحله في بيئة مثل هذه، ماذا يُنتظر منه أن يكون بعد التخرج، غير أنه مقهور.

هذه الخطوة في طريق التشريح، تحتاج إلى تطوير واستمرار، لا رميها في دواليب المؤسسات.


بواسطة : admin
 0  0  1059
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:27 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.