• ×

وفقاً لدراسة سودانية.. (الكسرة) على حافة الانقراض في العام 2017!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية حذر خبراء استراتيجيون من انقراض الكسرة السودانية (الرهيفة والعصيدة) بحلول العام 2017م، وأشاروا إلى أن الإدارة الأمريكية تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية ما حدث بعد عملها منذ منتصف القرن الماضي لتغيير النمط الغذائي، وجعل القمح هو الغذاء الرئيسي لشعوب العالم بما فيها السودان، في وقت ساهمت فيه الحكومات المتعاقبة في دعم ذلك المخطط دون وعي استراتيجي، وأضاف الخبراء في حلقة دراسية بأكاديمية الأمن العليا خصصت للتخطيط الإعلامي أن دراسة عملية أشارت إلى أن السودان في العام 1950 كان يستهلك الذرة كغذاء رئيسي بنسبة 100%، وبعد أن وصلت المعونة للسودان انخفض ربع الاستهلاك في العام 1960، ليصل في العام 2014 لحدود 5.5% وهي تعني انحصار الكسرة في مناطق محدودة بالريف علاوة على أكلها في إطار (الاشتهاء) بالمدن.
تغيير نمط:
ويقول الخبير الاستراتيجي د.جمال رستم إن إنتاج القمح في أمريكا أكبر من استهلاكها المحلي، فلجأت لتغيير النمط الغذائي في العالم، ليتوافق ذلك مع استراتيجيتها على المستوى الداخلي والخارجي، ويشرح حديثه ويقول: "سيسمح ذلك بدعم النشاط الزراعي الأمريكي، وتوفير فرص عمل، وفي ذات الوقت سيحقق لها هدف السيطرة عبر ما عرف بـ(مصيدة القمح)". وأضاف رستم أن الاستراتيجية الأمريكية بدأت في العام 1949 عبر تقديم القمح كمساعدات غذائية وتوفير تكنولوجيا للطحين لا تتلائم إلا مع القمح الأمريكي.
أزمات عدَّة:
وتشير مصادر مطلعة إلى أن منظمات الإغاثة الأمريكية استجلبت للنازحين في دارفور قمحاً، ولكن المواطنين المحليين لم يرغبوا به، فطلبت منهم السلطات المحلية بيعه واستبداله بالدخن، فما كان من المسؤول الأمريكي سوى أن قال: "ينبغي أن يأكلوه" "They have to eat it". ويؤكد ذات الخبراء أن غياب الفكر الاستراتيجي تسبب في العديد من الأزمات التي يعايشها السودان وليس آخرها أزمة تغيير النمط الغذائي السوداني.
استيراد مضاعف:
ويتفق مع الحديث السابق الخبير الاقتصادي محمد إبراهيم كبج الذي تساءل عن السبب الذي جعل القمح وجبة أساسية في المائدة السودانية، رغم أن الدخن ـ مثلاً ـ من ناحية غذائية أفضل منه؟! ورجح كبج وفقاً لحديث سابق أن يكون ذلك في سياق إحكام سيطرة القوى العالمية والغربية تحديداً على القرار السوداني واستعماره. واستدل كبج على ذلك بأن الولايات المتحدة وكندا واليابان وغرب أوروبا يدعمون القمح سنوياً بما قيمته 350 مليار دولار في العام أي بما يقارب المليار دولار يوميا من أجل أن يسيطروا على العالم. ثم استطرد كبج أن الإنقاذ رغم أنها بدأت بشعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وتمزيق فاتورة القمح وغيرها من الشعارات؛ إلا أنه وبلغة الأرقام، فقد كنا قبل الإنقاذ نستورد 250 ألف طن من القمح سنوياً، وفي العام 2012م استوردنا مليونين وخمسمائة ألف طن من القمح، أي أن الاستيراد تضاعف عشر مرات!!.
مقارنة إنتاجية:
إنتاج السودان من الذرة يصل لأربعة ملايين طن سنوياً، أما الدخن فإن إنتاجه يصل للمليون، بينما لا يتجاوز القمح 600 ألف طن، وفي ظل تنامي الحاجة له بات السودان يستورد قمحاً بما يقارب 10 آلاف دولار سنوياً. وقد سعى وزير المالية السابق علي محمود في أعقاب انفصال الجنوب، لتنفيذ سياسة متقشفة طالب فيها السودانيين بالعودة إلى الكسرة، إلا أن حديثه قوبل بالسخرية لاعتبارات تتعلق بارتفاع تكلفة الذرة، مقارنة بالقمح، ويرجع ذلك بطبيعة الحال للدعم الذي توفره الدول الكبرى لمزارعي القمح، فيصبح طن القمح بـ200 دولار، وضعفها لمثله من الذرة.
مهددات كبيرة:
ويعود د.جمال رستم ويقول: "تحتل الذرة مرتبة متقدمة في سلم الإنتاج الزراعي بالسودان، إلا أنها تراجع استخدامها كغذاء". وزاد رستم: "بات الاستخدام الغالب للذرة ينحصر في (الحلو مر) و(الأعلاف)، ويزيد نشأة أجيال جديدة باتت لا تستسيغ الذرة، خاصة مع (الأمهات الجديدات) اللاتي بتن يستنكفن (عواسة) الكسرة، ومهما يكن من أمر، فإن الكسرة السودانية باتت على حافة الانقراض بعد ثلاثة أعوام، وهو ما يعني ضمنياً إحداث تغير كبير ليس في النمط الغذائي فحسب، بل في الاقتصاد والثقافة والهوية السودانية، بل ويفرض مزيداً من المهددات على الأمن الاستراتيجي السوداني، بإضعاف الإرادة الوطنية التي سيزداد اعتمادها على الدولة الخارجية لإطعام مواطنيها، ويكفي أن آخر التقديرات تشير إلى أن ولاية الخرطوم وحدها تستهلك يومياً 26 مليون رغيفة، وهو ما يعني ضرورة اللجوء لحلول استراتيجية تنقذ السودان من هذا المأزق".
فلاشات: محمد عبد العزيز-- السوداني


بواسطة : admin
 0  0  954
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:08 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.