اجتماع مفاجئ بين الحسن الميرغني وأزرق طيبة

السودانية في بادرة غير مسبوقة ،عقد مساعد الرئيس السوداني ، نجل زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد الحسن الميرغني السبت، اجتماعا بالشيخ عبد الله أحمد الريح الشهير بـ"أزرق طيبة"بمقر إقامة الأخير بمنطقة "طيبة" غرب مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.

و"أزرق طيبة" المولود في العام 1946، والذي يعتبر زعيما للسجادة العركية القادرية ، يعد أحد القيادات البارزة والمؤثرة في الحزب الاتحادي، وعرف طوال تاريخه بمعاداة النظم العسكرية.

ويرفض الرجل انطلاقا من هذا المبدأ أي تقارب أو حوار مع نظام الرئيس عمر البشير، كما شهدت العلاقة بينه والمرشد الروحي للطريقة الختمية محمد عثمان الميرغني فتورا واضحا منذ اختيار الأخير المشاركة في حكومة البشير.

ولسنوات طويلة لم يتم رصد أي اتصالات بين الرجلين بينما نشط مقربون من أزرق طيبة في العمل بصفوف المعارضة، واستضاف الرجل بمقر إقامته في العام 2014 اجتماعا لافتا لتوحيد قوى المعارضة السودانية.

وبادر الحسن وهو كبير مساعدي الرئيس البشير مصحوبا بقيادات بارزة في الحزب الاتحاد والطريقة الختمية، وفي موكب من السيارات الرئاسية لزيارة أزرق طيبة وبحثا في اجتماع مغلق الشؤون السياسية والحزبية، كما أبلغ الحسن رسالة من والده الميرغني لشيخ السجادة القادرية العركية، يستفسر فيها عن وضعه الصحي.

ولم يدل الرجلان بأي تصريحات عقب الاجتماع، لكن مراقبين اعتبروا الاجتماع بمثابة حجر الزاوية في نهضة الحزب القادمة تحت رعاية الميرغني ونجله الذي يقود مشاركة الاتحادي الأصل.

وكشفت هذه الرحلة كذلك عن تطبيع واسع لعلاقات الحسن الميرغني بقيادات في الحزب كان ناصبهم العداء لأشهر طويلة وأعلن فصلهم وتعريضهم للجان المحاسبة، على رأسهم علي السيد المحامي الذي رافق الحسن في جولته النادرة هذه.

وقال المتحدث باسم الشيخ ازرق طيبة، الطريفي يونس، لـ (سودان تربيون) إن الزيارة لها ما بعدها ولها ابعادها وقيمها.

وأضاف "هي معاني جديدة في الأدب والخدمة وتأتي تدعيماً لعلاقات قديمة بين الختمية والقادرية".

من جهته قال علي السيد، بـ (سودان تربيون) إن زيارة الحسن تمثل بداية لزيارات للولايات تمهيدا للمؤتمر العام لإجراء حوارات مع قيادات الحزب في الولايات حول الراهن السياسي والتشاور حول انعقاد المؤتمر العام.

وأضاف "الزيارة فاتحة خير للعمل من أجل الوطن والمواطن، أزرق طيبة، لديه مكانة ومنزلة خاصة في قلوب الاتحاديين".

كما أبدى القيادي بالحزب الاتحادي سيد هارون تفاؤله بمنتجات اللقاء وأكد على أنها "زيارة لها ما بعدها وتفتح خط للتعاون بين الطرفين".

ورصدت (سودان تربيون) جمع الزيارة لبيوتات دينية مهمة، كما اعتبرت مدلولا بلم شمل الفصائل الاتحادية، حيث شهد مقر السجادة القادرية العركية تدافعا كبيرا لمؤيدي الختمية والقادرية وحزبي الاتحادي الاصل والوطني الاتحادي بولاية الجزيرة.