• ×

فاروق أبو عيسى: الآن الصوت عالٍ داخل الحركة الإسلامية بعدم إعادة ترشيح البشير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية / الخرطوم/ القيادي البارز بقوى المُعارضة فاروق أبو عيسى في حوار الساعات الحرجة : لن نتراجع!!
نحن كمعارضة إجابتنا واحدة هذا النظام ينبغي أن يذهب لمزبلة التاريخ.

(أنا أبو عيسى دا لا أثق في أيِّ أجندة إسلامية، أنا مُجرِّبهم من كُنت طالب في حنتوب لا يؤمنون بالديمقراطية بتاتاً)

لآن الصوت عالٍ داخل الحركة الإسلامية بعدم إعادة ترشيح البشير

الذي ينضم إلى النظام في هذه المرحلة مصيره السقوط مع النظام

انتخابات 2020 نحن ضدها.

الآن البلد يقودها شخصٌ واحدٌ

حاورته: شمائل النور

وإذ يظهر القيادي البارز بقوى المعارضة فاروق أبو عيسى عزماً لا يلين عن مُنازلة النظام بـ “الأربعاء” بالقول: “لن نتراجع”، ويتبع قوله بأنّ المعارضة أضحت على قلب رجل واحد. وقلل أبو عيسى من تقاطعات وجهات النظر التي تنبت بين حينٍ وآخر بين قُوى المُعارضة بأنّ الخلافات تُوجد حتى بين الزوجين. ولوّح أبو عيسى أنّ المُعارضة تدرس خيارات للمواجهة بينها العصيان المدني والإضراب السياسي العام. ودَحض أبو عيسى الأنباء التي رَاجَت عن اعتزام زعماء بالمُعارضة الذهاب إلى أديس أبابا تلبيةً لنداء امبيكي لاستئناف مُفاوضات خارطة الطريق، وقال “الخط المُتّفق عليه الآن الانتفاضة”، وَنَفَى الحَديث عن نقل نشاط المُعارضة للخارج، وتَساءل بسُخريةٍ: “نمشي وين”؟ ويُجاهر أبو عيسى بعدم ثقته في الإسلاميين، لكنه يعود ويثني على المؤتمر الشعبي، واصفاً تجربة التحالف معهم بالمفيدة وإلى التفاصيل:-

فاروق أبو عيسى، غيابٌ طويلٌ عن الساحة السياسية؟
لكن موجود في المشهد.

غياب عن الإعلام؟
ضاحكاً، بزوغ منه، لكن عائد إليه.

كيف تنظر إلى الوضع الآن؟
هناك أكثر من منظار يُمكن النظر بها إلى المشهد، لكن بالمنظار المُباشر البسيط، الوضع لا يُسر، وأعني أداء الحكومة ونظام الإسلاميين، وفشل أجندة الإسلاميين، وهذا ليس حديثي وحدي إنّما حديثهم، الترابي قبل رحيله قدم شهادته فيه.. عموماً المشهد مُؤلمٌ.

هناك إجماعٌ على ما قلته، من قبل المعارضة أو حتى الإسلاميين أنفسهم، لكن ما العمل؟
نحن كمعارضة إجابتنا واحدة، هذا النظام ينبغي أن يذهب لمزبلة التاريخ.

كيف يَحدث هذا، هذا شعار رفعته المُعارضة باكراً لكنه لم يتحوّل لواقع؟
صَحيحٌ، ذلك لضعف المعارضة، ولاختلاف بعضها حول الشعار نفسه، هناك قُوى مُعارضة كَانت تتبنّى الهُبوط الناعم، هذا جانب، جانبٌ آخر هو أنّ القوى الأجنبية التي كانت تدعم وتُخطِّط للمُعارضة أصبحت غائبةً.

أي قوى أجنبية؟
طبعاً الأمريكان وحُلفاؤهم هم اللاعبون الرئيسيون، دعمونا في فترة طبعاً “التجمع الوطني” وكانوا يأملون أن نُحقِّق لهم مصالحهم، وهذا لم يحدث، الأمر الذي اضطرهم للتفاوض مع جون قرنق لوحده.. وقد تحقق هدفهم لاحقاً بانفصال جنوب السودان والحديث يطول حول التجمع الوطني.

حسناً، دعنا نتوقّف في حراك المعارضة الأخير، موكب الثلاثاء وما تلاها في أمدرمان، كيف تُقيِّمه؟
بصراحة، فُوجئت حقيقةً باستجابة الشارع في يوم الثلاثاء، خاصةً بعد انقطاعٍ طويلٍ للمُعارضة عن الشارع، فما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء هو “بُروفة” ناجحة.

لكن ردة فعل السُّلطات كانت عنيفةً؟

طبعاً كلما ضاق النظام كلما ازدادت شراسته، هذا طبيعيٌّ، وربما لاحظتم أنّ يوم الأربعاء كانت السُّلطات شرسةً أكثر مما كانت عليه يوم الثلاثاء، لكن المُهم قوله إنّ ما تبقى من السودان يحتاج ثمناً غالياً ونحن جاهزون لدفعه.

كيف يَتَحَقّق ذلك؟
يَتَحَقّق بوحدة المُعارضة.

مَا هو المَوقف الآن داخل المُعارضة، أقصد وحدتها؟
الآن هناك تَحسُّنٌ كَبيرٌ في وحدة موقف المُعارضة، رؤساء الأحزاب اجتمعوا واتفقوا على استمرار خط الانتفاضة.

هناك اتصالاتٌ من الوساطة الأفريقية للدعوة والانضمام إلى مُفاوضات أديس أبابا؟
صَحيحٌ أمبيكي اتصل ببعض قوى المُعارضة، لكن أمبيكي يقوم بدور حكومي، والخط الآن هو الانتفاضة.

يعني لا هجرة إلى أديس أبابا؟
لا، وصدر بيانٌ بهذا الخُصُوص، مواصلة الحراك الداخلي.

برأيك، ما الذي استجدّ وجعل المُعارضة تتوحّد في مواقفها؟
طبعاً وضوح المَشهد بشكلٍ جلي أمام الجميع، كما أنّ النظام لا وسيلة أمامه للخروج من الأزمة، خَاصّةً الاقتصادية، والذي ينضم إلى النظام في هذه المرحلة مصيره السقوط مع النظام.. الآن البلد يقودها شخصٌ واحدٌ، يحكم ويضع سياسة البلاد الداخلية والخارجية، الناس وصلت إلى أنّ النظام عاجزٌ وهذا ساعد على وحدة المعارضة.

يعني هذا أن لا خلافات داخل المعارضة؟
الخلافات موجودة حتى بين الزوجين في البيت الواحد، نعم، هناك عقبات “صغيرة صغيرة” نَعمل على تخطيها

لأيِّ درجة هذه العَقبات يُمكن أن تعيق الخط المُتّفق عليه في المُعارضة؟

والله حينما ترتبط المَسائل بالبشر يصعب مقياسها

هل يُمكن القول إنّ المعارضة الآن على قلب رجل واحد؟
أستطيع أن أقول نعم..

مَن هو؟
جميعنا.

بالعودة إلى نشاط المُعارضة هذه الأيام، كيف تتوقّع أن تكون مسيرة الأربعاء 31 يناير المُعلن عنها؟
حقيقةً الاستعداد لها كبيرٌ والتنظيم أكبر، كما أنّ منطقة شمبات والشعبية هي مناطق نفوذ لقُوى المُعارضة.

لهذا اخترتم أن تكون المحطة الثالثة في بحري؟
أنا لم أحضر اجتماع اختيار المكان ولم أشارك فيه، رغم أنّ في رأيي أن المركز – الخرطوم لا تزال تحتاج تكثيف جُهُود.

ماذا بعد المَواكب والمَسيرات؟
طبعاً، المُعارضة الآن تدرس خيارات عديدة، من بينها العصيان المدني والإضراب السياسي، لكن طبعاً في السابق الإضراب السياسي كان يقود إلى نتائج فعّالة، لكن الإضراب الذي يشل العمل ويُعطِّل الدولة تقوده النقابات، الآن صعبٌ جداً لأن النقابات تسيطر عليها الحكومة، المُهم أنّنا ندرس خيارات.. النظام واقع، “مطلوب من المعارضة تشد حيلها شويه”.

ما المطلوب بالضبط؟
تحريك الجماهير نحو التدافع إلى الشارع رجالاً ونساءً ولا عودة إلا بعد سقوط النظام ودفنه، بقاء هذا النظام ليوم واحد يعني مزيداً من الجوع، مزيداً من الفساد ومزيداً التوهان، نحن قرّرنا أن نواصل حتى اسقاط النظام، الانتفاضة هو الخط المُتّفق عليه، الآن الصورة تغيّرت، نحن نحتاج إلى عملٍ كبيرٍ على مُستوى الشارع لاستعادة ثقة الشعب، لأنّ هناك كثراً يقولون إنّ الحكومة فاشلة وكذا المعارضة.

كيف يحدث هذا؟
باستعادة الثقة في أنفسنا نحن كمُعارضة، مثلاً كنا جسماً واحداً ثم تفرّقنا، ثم اجتمعنا وتفرّقنا، الشعب ذاتو “حوّص” لا بد أن نعيد هذه الثقة، ونحتاج إلى كبح جماح بعضنا، هناك من له طُموحه الحزبي وطُموحه الشخصي، هناك من يعتقد أنّه الأولى بقيادة الكل، وهذا لن يخدم الخط العام.

في احتجاجات سبتمبر 2013م الشعب خَرجَ إلى الشوارع ودفع ثمناً، لكن لم يجد المعارضة؟
أولاً المعارضة لم تكن غائبةً في سبتمبر، والأغلبية كانت قليلة تجربة بالشارع، والأهم أنّ بعض قُوى المُعارضة الرئيسية اتخذت موقفاً سالباً جداً، لكن نحن ندرس هذه التجربة جيداً ونعمل على الاستفادة ممّا حَدَث، لكن التعويل أيضاً على الصحافة.

هل تدرس المُعارضة مُقترحاً لنقل نشاطها بالخارج؟
“نمشي وين”؟ هذا الحديث غير وارد، صدر شعبنا حنون علينا ويكفينا للبقاء بالداخل للمواصلة، بل على العكس الآن اتصالاتنا مُكثّفة بالخارج لربطها بحراك الداخل.. وهم مُكمِّلون للداخل.

بَرَزَ جسمٌ جديدٌ يحمل اسم “قوى المعارضة السودانية” هل هو بديلٌ للإجماع الوطني؟
قوى المُعارضة المقصودة لا تَقتصر على الأحزاب السِّياسيَّة فقط، وتنشط تحتها كل القُوى المُعارضة أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني ونشطاء وبعض النقابات، هي الجسم الأكبر الذي يشمل جميع قُوى التغيير، وهي الجسم الأوسع، لكن نتطلع إلى المزيد من التوسعة، وأرجو أن أوجِّه نداءً للأطباء إلى العمل لخلق جسم مُوحّد لهم، للعمل جميعاً وصولاً لاستعادة الديمقراطية.

كيف تنظرون إلى المُعارضة الإسلامية؟
(أنا أبو عيسى دا لا أثق في أيِّ أجندة إسلامية، أنا مُجرِّبهم من كُنت طالب في حنتوب لا يؤمنون بالديمقراطية بتاتاً)، هؤلاء تركيبتهم مُعادية للديمقراطية ولا تعترف بالآخر.

لكنكم تحالفتم مع حزب المؤتمر الشعبي في قوى الإجماع؟
صَحيحٌ تحالفنا وعَايشت هذه التجربة.

كيف تقيِّم تحالف المُعارضة مع الشعبي وقتذاك؟
والله كان حلفاً مُفيداً جداً، وأنا شخصياً كانت لديّ علاقات خاصّة مع الترابي، لكن لو قُدِّر لي أن أبدي رأيي في حلف جديد لا أفضّل.

يعني لا تنصح بأي تحالف بين المُعارضة والإسلاميين؟
لا تنظري إلى السودان فقط، انظري إلى المنطقة، الإسلاميون دورهم تخريبي في المنطقة، وفي مصر هدّدوا بذلك.

لكن في تونس مثلاً، الإسلاميون عبروا بالثورة؟
صحيحٌ، لكن الغنوشي فكره مُختلفٌ واستفاد كثيراً من التجارب، وكان يستمع للترابي كثيراً.

تجربة الحكم ألم تُغيِّر في إسلاميي السودان؟
غَيّرَت فيهم طبعاً لكن للأسوأ، الفكرة كلها قائمة على الطفيلية.

الآن هناك إعلانٌ لخمسة مجالس رئاسية يرأسها البشير، كيف تنظر لهذه الخطوة؟
طبعاً هي أحد أعراض صراع الإسلاميين، وهي مُحاولة لإلغاء مجلس الوزراء وتصفيته.

هل تعتقد أنّ هذا له علاقة بمعركة انتخابات 2020م؟
طبعاً، الآن الصوت عالٍ داخل الحركة الإسلامية بعدم إعادة ترشيح البشير، وما يجري الآن مُرتبطٌ بصورة مُباشرة بمعركة الانتخابات.

على هذه السيرة، ألا تنظر المعارضة إلى هذه الأصوات باعتبارها تخدم خطها؟
طبعاً أي زول يعارض النظام سوف نصفِّق له فقط، لكن لا نتحالف معه، ولو ربنا يسّر لهم وأصبحوا البديل، كأننا لم نفعل شيئاً بل رجعنا إلى الوراء. لذلك ينبغي علينا الحذر، أي عمل مشترك مع الإسلاميين يحتاج النظر إليه ألف مرة قبل البدء فيه.

رغم أنّك قلت إنّ تجربة الشعبي في الإجماع الوطني مُفيدة؟
نعم مُفيدة، لكن لو أُعيد طرحها الآن سوف أتردّد، لكن دعيني أقول إنّ نجاح تجربة الشعبي داخل الإجماع الوطني كان بسبب وجود الترابي نفسه، الترابي كان حريصاً لتغيير هذه الصورة باعتباره المسؤول عما يجري، لذلك كان حريصاً أن يمد يده إلى أقصى اليسار، وكان الحليف الأكبر له داخل الإجماع هو الحزب الشيوعي.

الحركة الشعبية، كيف تنظر إلى الأوضاع داخلها؟
طبعاً الشعبية كانت حليفتنا، عملنا سوياً لفترة طويلة مع الثلاثي، وإن كان فترة نيفاشا لم يعجبني أداءهم لأنّه افتقد للرؤية، ولم نكن مُوافقين على كثير من الأشياء، (ناس الشعبية لخبطوا، والصفقة التي دُبِّرت بليل في قانون الاستفتاء مقابل قانون الأمن تحدث عن ذلك).. والآن أصبحوا جناحين، لكن أعتقد أنّ المُسيطر سياسياً هو جناح عقار – عرمان، لكن لا أريد الخوض كثيراً في هذا الأمر.

المُجتمع الدولي أين هو الآن من الحكومة والمُعارضة؟
المُجتمع الدولي ونتيجة لما نقوم به ربما يُغيِّر الموقف لصالحنا، وقد بدأ، الآن قناعة المُجتمع الدولي أنّ هذا النظام أصبح غير مُفيدٍ، نحن نُريد أن نكسبهم في صفنا.

منذ بداية حراك المُعارضة، هل هناك أيِّ اتصالات بينكم والمُجتمع الدولي؟
نعم في اتصالات، لازم نتواصل.

ممّن؟
لا، خليها كدا.

هل يُمكن أن تدرس المُعارضة خوض انتخابات 2020؟
لا طبعاً، نحن ضدها.

الحركة الشعبية جناح عقار – عرمان، مُعارضة كانت لا يرى ما يمنع؟
هذا كان في فترة ماضية، صَحيحٌ كان يدور لغطٌ هنا وهناك.

والآن؟
الآن الأحداث فرضت على الجميع ألاّ حديث على الإطلاق عن الانتخابات، والحركة الشعبية بجناحيها مُشاركة معنا في المواكب والحراك الداخلي.

هل هناك ضغوطٌ من المُجتمع الدولي على المعارضة للانخراط في الانتخابات؟
يعني، لكن خطنا الآن، الانتفاضة فقط لا غير.

في نداء الخلاص الذي أعلنته المُعارضة، فيه مُناشدة لحملة السلاح بأن يمنحوا الحراك المدني فرصة، ماذا يعني هذا؟
نحن على تواصلٍ مُستمرٍ مع كل الفصائل المُسلحة وهم الآن جُزءٌ من نداء السودان، هذه المَرّة سندخل المَعركة ونحن مُوحِّدون مية مية، ولا نجاح بلا وحدة قوية، نحتاج الآن التخلي والتنازل عن الحزبية الضيِّقة، وأعتقد أنّ المَسائل تسير في اتجاه ما نُريد.

وحدة المُعارضة الآن، هل هي قوية بما يكفي لتحقيق الخط المُتّفق عليه؟
(الموجود دا بيودي لقدام، نحن مُتوحِّدون بالضغط وليس بالطبطبة).

التيار.


بواسطة : admin
 0  0  1506
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:06 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.