• ×

هددوا باغتيال البشير ونائبه عثمان وقيادات اخرى من حكومته

شباب القاعدة بالسودان يعقدون اجتماعاتهم بحدائق العشاق المعدمين "حبيبي مفلس"بالخرطوم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم:فتحي العرضي  ظهرت مجموعات شبابية متطرفة ملتحية تتخذ من حدائق الخرطوم العامة مقار لاجتماعاتهم , ورجح بعض المراقبون انتماء هولا الشباب لتنظيم القاعدة . ويطلقون على بعضهم القاب مشابهه لالقاب اعضاء القاعدة الدولي مثل ابوحفص,ابودجانة ,ابا الوليد. ويلجا هولا لعقد اجتماعاتهم في الحدائق العامة التي يرتادها الفقراء من عشاق الخرطوم , والمعروفة باسم " حبيبي مفلس" وهي حدائق مجانية تنتشر في وسط العاصمة السودانية الخرطوم . وبعض هولا الشباب طلاب جامعيين , ويجلسون في شكل حلقات تقام بشكل دوري في الامسيات أطلق عليها « ملتقي شباب التوحيد والجهاد » بحسب صحيفة الصحافة السودانية . وهناك مسمي آخر لمجموعة ثانية بذات السمات والمنهج تلتقي في ساحة حديقة حبيبي مفلس في الجهة الجنوبية لكبري الانقاذ المؤدي لمدينة المهندسين والفتيحاب بام درمان ويسمي مجلسهم بـ « ملتقي الاحباب » ... فيه ايحاء واحياء لقيم التواصل والاعتصام والترابط علي منهجية وفكر موحد يجمع هذه المجموعات وعنوان لقاءاتهم هو اجتماع « دعوي - ثقافي - رياضي - ترفيهي » لكن ما خفي كان أعظم .فأول ما يثير الانتباه الغموض الذي يكتنف نشاط الملتقيات بدءا من اختيارهم لحدائق الشهيد عبيد ختم بدوي لتكون مقرا لاجتماعاتهم الليلية للمسامرة والسهر، فهل كان اختيار الموقع من باب المصادفة أم أمرا مقصودا ؟؟ فمن الواضح ان الشباب حاول استلهام واستيحاء المعاني الجهادية من اسم الرجل الذي كان يحفظ القرآن الكريم بالاضافة لامامته لمسجد البركس بجامعة الخرطوم ويعد من أوائل الطلاب الذي ساهموا بقدر وافر في قيادة العمل الطلابي لحركة الاتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم في أوائل عقد الثمانينات وكان يعشق الجهاد وأشواقه دوما مروبطة بالاستشهاد فهو من ضمن قادة الكتيبة الخضرا واستشهد في عملية « الفرقان واحد » بجنوب النيل الازرق عام 1997م ...
الجانب الاكثر اثارة هو انتشار الألقاب والكني لهذه المجموعات التي يتخفي اسمها الحقيقي خلف أسماء حركية وكودية ونذكر هنا بعض النماذج والامثلة علي شاكلة « خاطب الحور - المغيرات صبحا - القادرني السلفي - محب الدين الراغب - أبو معاذ الحنبلي - أبو عبد الله السنبلابي - أبو صالح السوداني - أبو البراء المجاهد » وهلم جرا ... فرغم ان الكنى تعد من الاشارات والدلالات التي لها أبعاد ومرجعية إسلامية , ويتخذون الالقاب كذريعة للتخفي ....
ومن ابرز مؤشرات المعاني الجهادية الادبيات التي تقال وتردد في الحلقات لمجموعة ملتقي شباب الجهاد ففيها الكثير مما يدل علي الاتجاهات الجهادية مثل نشيدهم الذي يتناقلونه في جلساتهم:
أنا « الحجاز » أنا « نجد » أنا « يمن » ....
أنا « الجنوب » بها دمعي وأشجاني ....
بـ« الشام » أهلي و « بغداد » الهوي وأنا ....
بـ« الرقمتين » وبـ« الفسطاط » جيراني ....
وفي ربا « مكة » تاريخ وملحمة علي ثراها بنينا العالم الفاني ...
وكذلك أهزوجة أخري مطلعها :
جدر المذلة لا « تدك » بغير « زخات الرصاص » ...
والحر لا يلقي القيادي لكل « كفاّر وعاصي » ...
وبغير « نضح الدم » لا يمحي الهوان عن النواصي ...
فالشاهد ان المجموعة مهتمة بما يجري ويدور في المنطقة وتتطلع للمشاركة في عمليات التغيير بوسائلها المذكورة في اشعارها وأدبياتها،
ومن الملاحظ اتساع نشاطهم بتكوين واجهات شبابية مثل روابط المساجد كرابطة المجمع الإسلامي بالجريف غرب ورابطة مسجد شباب الهدي بالكلاكلات وغيرها .الا ان المتحدث باسم الشرطة اللواء السر احمد عمر نفى في حديثه ل"الشرق" وجود مجموعات شبابية متطرفة او جماعات في تنظيمات محدده .واكد عدم حدوث بما يسمى بالحروب المذهبية بالسودان ,وارجع ذلك لطبيعة الشعب السوداني المتسامح , وقال ان علماء الدين في البلاد على درجة عالية من العلم ولايوجد خلاف عدائي بينهم وهم على درجه عاليه من التواصل فيما بينهم وانما مايجمعهم اكثر من مايفرق بينهم . واض اف إذا كانت هنالك خلافات فهي طفيفة ومحصورة في الجوانب الفقهية واستبعد وقوع اي مواجهات عدائية بين الاطراف .ووقال ماحدث من اعتداء على ضريح ودالارباب" صوفي بمنطقة شرق النيل بالخرطوم بحري " لايعتبر نواة حرب مذهبية لان هذا الاعتداء تم من شخص او اشخاص وتبراءت منهم كل الطوائف الدينية في البلاد ولم يصدر اي بيان من اي جه لتبني الاعمال التخريبية المعزولة.
ولكن الرئيس السودانى عمر البشير قد كشف في وقت سابق عن وجود جماعات اسلامية متشددة تمثل نواة لتنظيم القاعدة فى السودان. وأعلن ان السلطات اكتشفت مجموعة تكفيرية من الشباب تمت تغذيتهم وتدريبهم في العراق والصومال ليكونوا نواة لتنظيم القاعدة في بلاد النيلين، مبينا ان السلطات علمت انهم بدأوا في تصنيع المتفجرات والصواريخ باسم (الظواهري) وان الرئيس والنائب الاول على عثمان طه وصلاح قوش مدير المخابرات السودانية السابق من الشخصيات المستهدفة من هذا التنظيم. وقال البشير في لقاء تلفزيوني بثته كل من قناة النيل الأزرق، التلفزيون القومي، الشروق الفضائية والاذاعة السودانية إنهم فتحوا حوارا فكريا مع هؤلاء الشباب وجلس معهم بعض العلماء مثل الدكتور عبدالحي يوسف وتمكنوا من اقناعهم وارجاعهم عن هذه الأفكار الهدامة.
وقال البشير (أن هناك مجموعات تكفيرية متشددة أنشأت تنظيما باسم (تنظيم القاعدة لبلاد النيلين)، لكنها مجموعة غير كبيرة تتكون من نحو 50 إلى 70 شخصا).
وأضاف (أن هذه المجموعة كانت قد بدأت في تصنيع متفجرات وقنابل وصواريخ، مشيرا إلى أن حكومته اتبعت منهجا للحوار مع المجموعة المتشددة واستطاعت إقناع العدد الأكبر من أعضائها بالتخلي عن النهج المتشدد). وأوضح البشير (أن مثل هذه المجموعات يجب عدم الاستهانة بها وان لا ندعها تنمو كمجموعات يمكن أن تشكل خطرا على المجتمع). وأشار إلى حادث مقتل دبلوماسى امريكى بالخرطوم مطلع العام 2008، وهو الحادث الذى تبنته جماعة دينية متشددة لافتا الى هذا الحادث كان مؤشرا لخطر هذه المجموعات المتشددة ". وكانت جماعة تطلق على نفسها " انصار التوحيد" قد تبنت اغتيال الدبلوماسي الأمريكي جون مايكل جرانفيل ( 33 عاما) وسائقة السوداني عبد الرحمن عباس في الخرطوم فى الاول من يناير عام 2008.
وكانت السلطات الامنية قد القت القبض على اربعة متهمين فى الحادث، وقضت عليهم بحكم الاعدام، لكن المتهمين تمكنوا من الهرب خارج السودان، وتقول روايات انهم هربوا إلى دولة الصومال، وان احدهم قتل .


بواسطة : admin
 0  0  2125
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:05 مساءً السبت 4 مايو 2024.