وجاءت المصادرة بعد يوم واحد من مصادرة الجهاز يوم الخميس صحيفتي الميدان الناطقة بإسم الحزب الشيوعي وجريدة الجريدة اليومية المستقلة لكتابة تقارير عن الغلاء وارتفاع الأسعار ومظاهرات امدرمان والخرطوم وحملة الاعتقالات.
وقال الصحفي أشرف عبد العزيز رئيس تحرير جريدة الجريدة اليومية المستقلة أمس "إن جهاز الامن أصدر تعليمات صارمة للصحف بعدم تغطية هذه الاحداث."
وذكر أن ضابطا بجهاز الامن اتصل بهم وأخبرهم بعدم تناول وتغطية التظاهرات السلمية والمواكب. ولكن أشرف قال إنه أكد لضابط جهاز الأمن بأنهم سيقومون بتناول وتغطية الاحداث وذلك من منطلق الواجب المهنى والأخلاقي والوقوف مع قضايا الجماهير.
وأشار الي أنهم قاموا بتغطية التظاهرات السلمية الاحتجاجية ضد زيادة الأسعار والغلاء وموكب الحزب الشيوعى وما جرى فى ميدان المدرسة الأهلية بامدرمان بصورة مهنية لكنهم تفاجئوا صباح أمس بمصادرة نسخ الجريدة من المطبعة دون إبداء أي أسباب.
ومن جهة ثانية انتقد أشرف منع جهاز الأمن للصحف من تغطية احتجاجات المواطنين ضد الغلاء وارتفاع الأسعار.
واعتبر أشرف تلك التوجيهات والمصادرات ضد حرية التعبير وتتناقض مع الأحاديث التى ظلت يكررها السلطات برفع جهاز الامن الرقابة القبلية على الصحف. ولكن كما يقول أشرف إن ما حدث يؤكد بأن هناك رقابة قبلية وعقابا أكبر تأثيرا فى اقتصاديات الصحف.
وأكد أن الهدف من المصادرة هو محاولة من جهاز الأمن تركيع الصحف وتكميم الأفواه أثناء الأحداث والمواقف والقضايا المهمة التى تهم الوطن.
وأوضح أن خسائر صحيفة الجريدة يوم أمس تجاوزت 40 ألف جنيها.
الى ذلك أجلت محكمة الصحافة والمطبوعات يوم الخميس جلسة النطق في الحكم في القضية المرفوعة ضد صحيفة (الميدان) التي تمثلها رئيسة التحرير السابقة الأستاذة مديحة عبدالله والأستاذ سليمان حامد القيادي بالحزب الشيوعي تحت المواد
22) و(26) و(66) من القانون الجنائي.وحددت يوم 29 يناير القادم لجلسة النطق بالحكم، بينما تم سحب ملف الاتهام الخاص بالمتهم الثاني الكاتب إبراهيم ميرغني وحول إلى المحكمة العليا بطلب من مكتب نبيل الأديب المحامي.
(دبنقا)