• ×

توقعات باندلاع مواجهات دامية بين دولتي السودان وجنوب

الحرب اولها كلام ...وجوبا تبدا الحرب الكلامية ...والخرطوم ترد بعنف

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم : فتحي العرضي 
رئيس مفوضية ترسيم الحدود: كلمة " About" استغرقت ستة اشهر من زمن المفوضية لترسيم الحدود
الحرب:
عززت تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير باحتمال وقوع حرب بين الشمال والجنوب توقعات المراقبون بدخول البلدين في حرب دامية ومدمرة . وقال الرئيس البشير مساء الجمعة في حوار مع تلفزيون السودان الرسمي ان الحرب مع الجنوب واردة , في الوقت ذاته , قال ان الخرطوم ظلت تتعامل مع الجنوب وفق اخلاقيات والتزامات اقتتضها المسوولية , ولكن الحزب الحاكم في جوبا " الحركة الشعبية لتحرير السودان " تعاملت باخلاق غريبة عن السودانيين بل حتى الافارقة .
الحرب اولها كلام
اكد ان الخرطوم تبحث دوما عن السلام عبر التفاوض ولن تلجأ الى الحرب الا اذا فرضت عليها كما حدث في ابيي وجنوب كردفان والنيل الازرق .
في الاتجاه المقابل حزر رئيس دولة جنوب السودان الفريق اول سلفاكير ميار ديت من تجدد الحرب بين بلاده والخرطوم في حال عدم توصل مفاوضات النفط لاتفاق بين بلاده والخرطوم . وقال "نرفض مقترح الوساطة الافريقية ولن نمنح الخرطوم مليارات لم نكن ندين بها للخرطوم كما اقترحت الوساطة ", واضاف "مقترح الوساطة قد يولد ازمات في مجالات مختلفة . واعلن عن استعداد بلاده لمواجهة اي صراعات محتملة تهددها في اشارة منه الى استعداد جوبا لمحاربة الخرطوم.
أعلنت
دولة جنوب السودان عن توصلها لاتفاق مع شركات اسرائيلية وامريكية لتوصيل خط انابيب لنقل بترول الجنوب الي لامو الكنيية وميناء مومبسا بكينييا . وكشف عن تلقيها عرضا بدفع مبلغ 11.6 مليار دولار من مستثمرين اسرائليون وامريكيون مقابل وقف ضخ نفط الجنوب لمدة عام . وان جوبا لن تعود مجددا لتصدير نفطها عبر الاراضي السودانية لاتهامها للخرطوم بالقرصنة على نفطها المصدر عبر الانبوب والمواني السودانية . من جهتها اعلنت الخرطوم في اول ردة فعل عنيفة تجاه تعنت جوبا وتصرفاتها الاستفزازية على لسان وزير خارجيتها على كرتي الانتقال الى الخطة "ب" في التعامل مع جوبا . وقال "لم نستخدم بعد ايا من كروتنا للضغط على دولة الجنوب , وقطع بان الخرطوم لم تسع من قبل الى زعزعة استقرارها . واضاف "لوفكرنا فقط ان الوسائل لاتحصى ولاتعد". وحزر دولة الجنوب , وقال يجب عليها الانتباه لانها ستحرق يدها قبل ان تحرق ايدي الاخرين . واوضح وزير الحارجية السوداني ان القادة الافارقة على دراية تامة بان الخرطوم تملك تملك كروت ضغط عديدة ضد دولة الجنوب ولم تستخدمها . واشار الى ان الوقت الان اصبح مناسبا امام الحكومة السودانية للانتقال في الخطوة القادمة الى الى ماسماه بالخطة "ب" . ووصف مايدور منذ توقيع اتفاق السلام مع الحركة الشعبية بمحاولات تغيير النظام في الخرطوم . وقال ان محاولات انشاء مصفى للنفط وتمرير نفط الجنوب عبر كينيا مؤشر لحصار السودان اقتصاديا وقطع الحبل السري .
حرب استنزاف
قدرت تكاليف الحرب المواجهات المسلحة بين الدولتين بحسب العقيد عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد البشير ب 100 مليار دولار من الجانب السوداني فقط , فيما بلغت خسارة السودان من الحرب الاقتصادية بين البلدين في المجال التجاري وحده ب600 مليون دولار في العام نتيجة وقف التبادل التجاري مع الجنوب واغلاق الحدود . واقتصاديا فقد السودان 36% من اجمالي عائدات الخزانة الاتحادية , فيما يشكل البترول الذي او قف الجنوب ضخه 98% من عائدات الدولة الوليدة . وانعكس ايقاف النفط الجنوبي لايام في الحال على المواطن , حيث اعلنت حكومة الجنوب عن تدابير تقشفية لمواجهة ازمة وقف تصدير النفط بتخفيض الرواتب 40%.
تداعيات أمنية
يشكل وقف ضخ النفط الجنوبي عبر الشمال تهديد امني كبير لحكومة جوبا التي خفضت الرواتب 40% , ويتعمد معظم سكان جنوب السودان على الرواتب كمصدر دخل رئيس , حيث يعمل معظم السكان اما في قطاعات العسكرية" الجيش, الشرطة , الاجهزة الامنية , مليشيات مؤيدة للحكومة, او موظفي وعمال في سلك الدولة . فيما يعمل بقية السكان في الانشطة الخدمية الاخرى لبيع خدماتهم لجمهور موظفي الدولة , القلة الاخرى تمتهن الزراعة الرعي بصورة غير ذات جدوى اقتصادية مباشرة , حيث تعتبر الثروة الحيوانية مصدر للمكانة الاجتماعية للفرد داخل المجتمع , وان النظرة لها لم تصل بعد لمرحلة الاستفادة الاقتصادية من الثروة الحيوانية التي يتمتع بها الجنوب , وتستخدم في نطاق ضيق مثل الزواج وحالات اجتماعية اخرى مشابهه. ولم يصل الجنوب بعد لمرحلة استيعاب شعبه للترابير الاحترازية بتخفيض الراوتب نتيجة طاري , باعتبار ان مستحقاتهم حق تحقق عبر نضال البندقية , وبالتالي انه حق لايقبل النقاش مما يفتح باب العودة للتمرد مجددا لحمل البندقية ضد الحكومة في جوبا باعتبارها انتقصت حقوقهم المالية التي تحققت عبر النضال الطويل .
المجاعة تهدد الجنوب
قالت الامم المتحدة ان قرار جنوب السودان وفق انتاج النفط سيجعل المزيد من سكانه يعتمدون على المساعدات الغذائية في واحدة من اقل الدول نموا في العالم وقالت فاليري أموس وكيلة الامين للشؤن الانسانية " الوضع في البلاد بالغ الخطورة واحتمال ان تشهد تراجعا خطيرا . وقالت في وقت متاخر يوم الخميس بعد زيارة لبلدة بيبور في ولاية جونقلي التي تضررت بشدة بسبب اعمال العنف بين القبائل وان جنوب السودان سوف يشهد في عام 2012"موسم جوع اطول "ومبكرا مقارنة بالعام المنصرم وقالت أموس" اذا توقف انتاج النفط سيشعر كثير من الناس بالاثار وستذداد الاحتياجات الانسانية حتما والجهود المشتركة للحكومة ووكالات المعونة والمانحين لن تكفي "ومضت تقول "العالم باسرة يشعر بالقلق لانهيار المحادثات بين السودان وجنوب السودان على النحو الذي انهارت به وان السلام والامن والاستقرار هو مايحتاجه الشعب في السودان وجنوب السودان ,والنفط هو شريان الحياة لاقتصاد الدولتين ولكن جنوب السودان اكثر تاثرا نظرا للحرب التي دمرته وحاجته ان يبني من الصفر تقريبا . وكشف زعيم المعارضة الجنوبية البروفسير ديفيد ديشان ل"الشرق" في وقت سابق مواجهة 2.6 مليون مواطن جنوبي خطر الموت جوعا . فيما اتهم الرئيس البشير حكومة جوبا بالافتقار الى اي مسووليات تجاه مواطنييها , منوها الى حالة مجاعة تجتاح الدولة وارتفاع الاسعار في بلد ينتج البترول . وابدى اسفه عن تبديد حكومة الجنوب امولا طائلة من عائدات البترول لم توظف لمصلحة المواطن الجنوبي , فيما كدست قيادات الجنوب في حساباتها اموالا طائلة . وفي الشمال الحال ليس بافضل كثير من الجنوب , الاوضاع الاقتصادية في السودان قد بلغت مرحلة من السوء , وارتفاع سعر صرف الجنيه وتراجعه امام العملات الاجنبية , بجانب تدني العملية الانتاجية , وتفشي البطالة وارتفاع معدلاتها وسط الشباب ,بجانب الافرازات الاقتصادية الاخرى ذات الطابع الاجتماعي مثل ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق والفقر وسط شرائح المجتمع .
الجنوب يتسلح
كشفت مصادر عن وصول طائرات امريكية من طراز اف15 الى دولة الجنوب . وينشط جنوب السودان في حشد وتطوير قدراته التسلحية والقتالية قبيل انفصاله وتكوينن دولته المستقلة , وارسل الجنوب مجموعة من الطياريين الي بعض البلدان الغربية لتلقي دورات تدريبة لتاهيلهم بصورة تجعلهم في وضع جاهزية للقتال . الا ان مصدر سوداني رفيع نفى وصول اي طائرات من طراز اف 15
واكد ان الجنوب الان ليست في نيته مقاتلة الشمال , وبدورها ايضا ان الشمال لاينوي محاربة الجنوب , الا ان كل الاحتمالات واردة بما فيها احتمال الحرب .
القضايا الخلافية العالقة
لم يحسم شريكا اتفاق نيفاشا "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان " القضايا الخلافية العالقة من بينها ملف ابيي, والخلافات الحدودية الخمس , وملف الخلافات النفطية . واستغرقت عملية ترسيم الحدود بين الجنوب والشمال كل الفترات الذمنية المتاحة ابان الفترة الانتقالية قبل الاستفتاء على تقرير المصير دون التوصل لاتفاق يحسم المسالة .
وكشف مفوضية ترسيم الحدود البروفسير عبدالله الصادق ل" الشرق" ان تفسير كلمة " about استغرقت ستة اشهر من عمر المفوضية ". واستمر الجدل من الطرف الجنوبي طيلة فترة ستة اشهر حول تفسير هذه الكلمة .
والخلافات الحدودية المتبقية بين الجنوب والشمال اغلبها في اعالي النيل مع حدود ولاية النيل الابيض , تحديدا في منطقة دبة الفخار " الحدود الشمالية " الا ان الجنوبيون يدعون ان حدودها شمال دبة الفخار في منطقة " وانطو " في جودة الشمالية , وان منطقة الفخار ضمت الى الجنوب بقرار اداري لتسهيل عملية ادارة مشاريع الاعاشة الزراعية بمنطقة النيل الابيض, واما الخلاف الثاني في منطقة فشودة في اعالي النيل والتي ضمت الى الشمال" ولاية النيل الابيض" , بجانب الخلاف الحدودي في منطقة حفرة النحاس "كافيا كنجي بين ولاية جنوب دارفور وغرب بحر الغزال الجنوبية . بجانب الخلاف الحدودي في منطقة جبل المغنيص الواقعة بين ولايتي النيل الابيض واعالي النيل .
وطالب الجنوب أن تضاف إلى المناطق منطقة خامسة تقع في أقصى الغرب بين جنوب دارفور وغرب بحر الغزال في جنوب بحر العرب (بين قبيلة الهبانية في جنوب دارفور وقبيلة دينكا ملوال في غرب بحر الغزال.


بواسطة : admin
 0  0  1506
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:16 مساءً السبت 4 مايو 2024.