فضائيات سودانية تفقد ملايين المشاهدين بتحولها لنظام البث الجديد

السودانية الخرطوم – أمير الشعراني
فقد ملايين المشاهدين السودانيين، أمس الأول، القدرة على مشاهدة القنوات الفضائية السودانية، بسبب انتقالها الجماعي والمفاجئ لنظام البث الجديد (DVB-S2) الذي جعل مشاهدتها بأجهزة الاستقبال “رسيفرات” العادية مستحيلاً. لتضيف هذه القنوات أعباء مالية جديدة على كاهل المواطنيين، حيث بلغ سعر جهاز استقبال القنوات الفضائية الذي يعمل بتقنية الـ (HD) أربعمائة وخمسون جنيهاً.
وكانت شركة (جلف سات) للاتصالات مهدت لهذا الانتقال الجماعي للقنوات السودانية بإطلاقها في الثاني عشر من يونيو الماضي باقة القنوات السودانية (سنط سات) على مدار مجاور للقمر الإصطناعي المصري (نايل سات). وأرجع رئيس مجلس الإدارة (جلف سات) محمد الحاج، إطلاق الباقة لإستراتيجية خاصة للشركة، قائمة على فكرة الباقات المتميزة، وقال انها تساعد القنوات الجديدة لتكون جنباً إلى جنب على سلم البحث مع القنوات المعروفة للمشاهد.
وأرجع الخبير في مجال البث التلفزيوني المهندس فتح الرحمن الطاهر قرار الانتقال المفأجئ الذي اتخذته القنوات السودانية لضغوطات وإغراءات تعرضت لها القنوات من شركة (جلف سات) للاتصالات، وأكد أنها هي المستفيد الأول من هذه الخطوة. وأوضح الطاهر أن القنوات السودانية لن تستفيد شيئاً من هذا الإنتقال، بل بالعكس ستفقد أكثر من (50%) من مشاهديها، لأنهم لا يملكون أجهزة استقبال (HD).
في السياق، علمت الصحافة من مصادر موثوقة أن شركة الاتصالات الكويتية (جلف سات) أغرت القنوات السودانية بتخفيض (5.000) دولار من قيمة إيجار القمر الاصطناعي التي تتجاوز (18.000) دولار في العام، واسقاط جزء من المتاخرات مقابل التوقيع على عقد الانتقال لنظام البث على التقنية الجديدة.
التقنية الجديدة، عبارة نظام جديد من البث الفضائي الرقمي، يتميز بالعديد من المميزات الجديدة، من ضمنها إستيعاب أكثر لبيانات القناة القمرية الواحدة مما يوفر (30%) من تكلفة البث الفضائي مما يؤدي أيضاً إلى خفض سعر بث القناة الفضائية، بالإضافة إلى أن إشارة التردد بنظام (DVB-S2) يمكن إستقبالها بأطباق تقل أقطارها بنسبة (30%) عن النظام القديم. واشاروا الى أن أن هذه التقنية الرقمية المعيارية صدرت في العام 2004 سبقتها تقنية (DVB-S) في العام 1994م .
مدير الهندسة بقناة الشروق صالح محمد أحمد قال لـ (الصحافة) إن الانتقال الي نظام البث الجديد أمر حتمي لا بد منه، وأن العالم كله يتجه الآن الي التقنية عالية النقاء، والي ما بعد الـ (HD). وأكد صالح استمرار بث الشروق بالنظام (SD) القديم على القمر عرب سات، وقال إن إنتقالهم للنظام الجديد على (جلف سات) بهدف مواكبة أحدث تقنيات البث والإنتاج في العالم، والحرص على توفير محتوى يُلبّي طموحات المُشاهد من ناحية الصوت والصورة.
من جهته، قلل المهندس أحمد علي سليم، مدير الهندسة بمجموعة قنوات أنغام والملاعب، تاثير الخطوة على حجم المشاهدة، وقال إن كثير من المشاهدين يستقبلون القنوات بأجهزة تعمل بتقنية (HD) وأعتبر قرار الإنتقال بالخطوة الأولي نحو التلفزيون عالى الجودة، ووعد المشاهدين بنقله كبيرة من حيث جودة الصورة والصوت.
وأعاب مهتمين وخبراء، ما رشح من أخبار عن انتقال القنوات السودانية لتقنية الـ (HD) وقطعوا بأن معظم القنوات السودانية أبعد ما تكون عن هذه التقنية، التي عرفوها بأنها نظام التليفزيون فائق التفاصيل أو عالي الجودة، الذي يتميز بسرعة نقل الصورة وحركتها في التلفزيون فائق التفاصيل تصل الي 60 إطارا في الثانية الواحدة وهي نسبة عاليه جدا لم تكن متوافرة في الأنظمة القديمة وهي سرعة كافيه لإخفاء أي عيوب موجودة في الصورة مثل الظلال وغيرها وهو ما يوفر عرض صورة اقرب الي الطبيعة بالإضافة الصوت الرقمي عالي الجودة أيضا. وأكدوا أن تقنية التلفزيون فائق التفاصيل HDTV توفر للمستخدم خيارات كثيرة ومتعددة منها خدمات الوسائط المتعددة وتصفح الانترنت وعرض مقاطع الفيديو من علي الشبكة ألعنكبوتيه وتصفح البريد الالكتروني وعرض البيانات والصور التوضيحية وتشغيل الاسطوانات المدمجة للصوت والصورة كما تتيح للقنوات التلفزيونية عرض دليل برامجها الالكترونية والتوسع في تقديم خدماتها مثل المشاهدة بالطلب وتوجيه الإعلانات الي فئات ومناطق جغرافيه محددة.