• ×

حفلات رأس السنة بالخرطوم تبدأ بـ "50" جنيه وتنتهي بـ "500"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تمتلئ شوارع العاصمة بالبوسترات واللافتات على الجدران ترويجاً لحفلات رأس السنة التي تحتضنها صالات ومسارح الخرطوم لأسماء عدد من الفنانين، التي أضحت بمثابة بوصلة تحدد نجومية الفنان للعام المنصرم وبداية الجديد.
وفي السياق، تُلاحظ سيطرة (تامة) لبعض الفنانين على صالات ومسارح كبرى يحيون فيها حفلاتهم نهاية كل عام، فإذا شهدت تلك الأماكن جمهوراً غفيراً وكان الحفل ناجحاً، فتلك إشارة إلى أن النجاح سيكون حليف (الفنان) المحدد في السنة الجديدة.. (اليوم التالي) طرقت على الظاهرة وخرجت بالإفادات الآتية:
إحجام متوقع
وقياساً على ذلك، فالمكان بجانب (الفنان) يلعب دوراً محورياً في تحديد سعر تذكرة الدخول، التي دائماً ما يصنع (الصفر) الفارق فيها، ففئات التذاكر تتراوح ما بين (50) إلى (500) جنيه، وهكذا فإن الصفر كلما (تطرف يميناً) تميز الفنان ونجح حفله. على أي حال، فإن الأسعار الفلكية لتذاكر حفلات رأس السنة، مقرونة بأوضاع الجمهور ومستوى دخله، ربما تؤدي إلى إحجام كبير في الإقبال على حفلات رأس السنة هذا الموسم.
ارتفاع غير مبرر
ولرصد حركة بيع تذاكر حفلات رأس السنة خاصة تلك التي تتجاوز قيمتها (500) جنيه، تحدث إلينا أحد موظفي الشركات المنظمة للحفلات، قائلاً إن حركة بيع التذاكر انطلقت منذ أسبوعين من الآن، كاشفاً عن أن أكثر التذاكر بيعا لحفلات الفنانة ندى القلعة بجانب عاصم البنا اللذين سيصدحان في صالة السلام بالحديقة الدولية. وأضاف: معظم تذاكر الحفلات تبدأ من (50) جنيهاً مثل حفل مكارم بشير باستاد ود نوباوي، وبقية التذاكر أعلى مثل حفل سميرة دنيا وأحمد الصادق الذي وصل سعر تذكرته إلى (500) جنيه، وأيضا تتراوح تذكرة دخول حفل أحمد أمين ومازن حامد ما بين (300-500) جنيه بقصر القيروان، فيما بلغ سعر تذكرة حفل عاصم البنا وندى القلعة (300) جنيه التي تقام بصالة السلام، كما سيغني طه سليمان مع إنصاف مدني بصالة إسبارك سيتي، وسيصدح معتز صباحي وأحمد فتح الله بصالة الحضري. ونافست حفلات الـ(دي جي) بقوة في هذا العام ووصلت أسعار تذاكرها إلى أرقام فلكية ما بين (300 – 500) جنيه، ويضيف المتحدث: وعن النشاط فإن حركة البيع تنشط بكثافة يومي (30 و31) ديسمبر، وسط زحام كبير جدا، كما أن المطاعم أصبحت قبلة للحفلات مع العشاء الفاخر التي تتفاوت فيها أسعار الحجز حسب أفراد الطاولة الواحدة، على أن تتوالى الليالي حتى نهاية الأسبوع.
ليس بحثاً عن السعادة
بحسب حديث الزبير سعيد، الناقد الفني، فإن الزيادات الحاصلة في الحياة اليومية لها آثارها في تنظيم الحفلات، حيث نجد أن إيجار المسارح والصالات والإعلانات الترويجية وطباعة التذاكر بجانب الضرائب، أدت إلى ارتفاع تذاكر حفلات رأس السنة، واستطرد: رغم ذلك إلا أن الأمر ليس مبررا بشكل مطلق، لأن الجمهور يعتبر أن الحفلات تفرحهم وتخرجهم من دائرة الهم والغم والغلاء الطاحن، وتحسر الزبير على الوضع وقال: كنت أتوقع أن يكون الفنان أرحم على الشعب من السياسيين (الشعب أصبح بين مطرقة الساسة وسندان الفنانين)، وأضاف: قيمة الفرح في السودان تكون بهذه التكلفة المالية الباهظة مع إن هناك أزمة فرح حقيقي في السودان، بينما تزداد كل صباح الأسواق المجانية للأحزان والفواجع، وقال الزبير أتوقع في ظل هذه الزيادات أن تكون تلك الحفلات ملاذا للأثرياء والمترفين الذين يرتادون هذه الأمكان ليس بحثا عن السعادة والفرح، بل إنها للوجاهة الاجتماعية، وختم حديثة قائلاً: عامة الشعب من الفقراء والمساكين رسالتي لهم أن العام الذي مضى ربما لم يختلف عن العام الجديد، لذلك الزموا منازلكم وأحسنوا الظن بالله عسى ولعل أن تنزل عليكم بركات من السماء وسعادة العبد بما يرتضيه من القليل والكثير من راحة البال والضمير.
هؤلاء الأفضل
ومن الملاحظ أن أغلب الحفلات الجماهيرية تميزاً هي تلك التي تكون أسعارها بسيطة، حيث تحظى بنجاح كبير دائما، ما يخرج المطرب منها وقاعدته الجماهيرية قد ازدادت، كما أنها تعد سانحة لتقديم الجديد من الأغنيات، هذا يدعو إلى طرح سؤال عريض حول دواعي الزيادة غير المبررة في أسعار حفلات بعض الفنانين، طالما أن الأسعار (الرخيصة) تكون سببا في نجاح الحفل والمطرب نفسه.
اليوم التالي.


بواسطة : admin
 0  0  1932
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:24 مساءً الأربعاء 8 مايو 2024.