• ×

الطاهر ساتي يكتب : مأساة اغتصاب 3 أشقاء "الجاني الآخر"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية :: ( مأساة)، أقرب إلى قصص الخيال .. تعرض ثلاثة أطفال أشقاء للإغتصاب من قبل شاب ثلاثيني (صاحب دكان)، بمحلية أم درمان.. قد زار معتمد أمدرمان و وزيرة الرعاية الإجتماعية بالخرطوم و آخرين أسرة الأطفال بغرض الإسناد النفسي، كما قالت أخبار البارحة .. والمأساة، كما حكاها والد الأطفال - لصحيفة الصيحة - هي أن الشاب إستدرج هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثلاث و الخمس سنوات - ولدان وبنت - إلى الدكان و أغتصبهم ثم قام بتصويرهم وتهديدهم به.. وبالصدفة، بعد ظهور حالات أعياء على أحد الأطفال، كشفت الأسرة الجريمة وقيًدت بلاغاً ضد المتهم..!!

:: و ليس في هذه المأساة فقط، بل في كل المآسي ذات الصلة بالتحرش وإغتصاب الأطفال، قبل سب ولعن الجاني، ابحث عن علاقة الجاني بأسرة المجني عليه .. وعلى سبيل المثال الراهن والمتجلي في هذه القضية، فان العلاقة ما بين أسرة هؤلاء الأطفال الضحايا و الشاب المتهم هي أن المدان يعمل ب (جوارهم) و ( قريباً منهم ).. في بلادنا لا يدفع الطفل ثمن سوء أخلاق الجاني، بل كثيراً ما يدفع ثمن جهل وإهمال أسرته، وهذا ما يجب التحذير منه دائماً..أي في كل قضايا التحرش والإغتصاب، ليس في السودان فقط، بل في الدنيا كلها، نادراً ما يكون الجاني غريباً..!!

:: نعم ليس بالضروة أن يكون المعتدي على الطفل غريباً، وهذا الظن الشائع ( خاطئ جدا).. فالشاهد أن وراء كل جريمة تحرش وإغتصاب علاقة - عمل، جوار، رحم - ما بين المجرم و أسرة الضحية .. ولذلك كان - ولايزال - تحذير وتنبيه علماء التربية والقانون بأن ندرس ونفحص العائلة وعمالتها والجيران و الرياض والمدرسة و الخلوة و الملاعب وكل الأشياء التي حول الطفل بوعي و دقة..أي يجب فحص الدائرة المجتمعية الضيقة التي يتحرك فيها الطفل بحرية وبراءة، لأنها الدائرة المحفوفة بالمخاطر..!!

:: وقد تنجح - بالتخويف - إبعاد الطفل من دائرة الغرباء ( أخياراً كانوا أو أشراراً).. ولكن ليس من السهل إبعاده من أشرار الدائرة التي يتحرك فيها من (يعرفك ويعرفه)، إلا بوعيك و سلامة فحصك لمن حولك .. نعم، فالحقيقة الصادمة هي أن أعلى نسب الإعتداء على الأطفال - في كل دول العالم - يتصدرها من كان يثق فيهم أولياء أمور الطفل، ومنهم (بتاع الدكان) و (بتاع الفرن) و (ود الحلة) و..و.. أي من يتحركون - مع الطفل و أسرته - في تلك الدائرة الصغيرة، عُمالاً كانوا أو جيراناً أو ذوي القربى .. !!

:: لقد إرتفع حد العقاب إلى (الإعدام والمؤبد)، ومع ذلك لم - ولن - تختفي جرائم التحرش والإغتصاب .. ولن تختفي حتى ولو تم إعدام المجرم في (ميدان عام)، كما يطالب البعض.. فالعقاب - مهما كان رادعاً- يصبح وسيلة من وسائل مكافحة الجرائم.. ووكما تعلمون فان الوسيلة الكبرى تتحمل مسؤوليتها الأسرة، و هي ( رعاية الطفل وحمايته) .. وليس من الرعاية ولا الحماية توفير مناخ التحرش والإغتصاب للأطفال، كأن نرسلهم إلى المتاجر والأسواق أو يصبح ذهابهم إليها( شئ طبيعي).. ولذلك، في الدول المتحضرة لا تكتفي المحاكم بمعاقبة المدان فقط، بل تعاقب أيضاً ولي أمر الطفل على (اللامبالاة )..!!


بواسطة : admin
 0  0  3294
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:48 صباحًا الأحد 12 مايو 2024.