• ×

زهير السراج : بنك السودان ام "عدو السودان"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية * تخيلوا مفارقات هذا البلد وغرائبه ومتناقضاته، وسياسات حكومته التدميرية الغبية ...

* بينما تشن الحكومة ( أو تتظاهر) بشن حملة شعواء على تجار العملة وتزج بهم فى المعتقلات، وترفع عقوبة الاتجار فى العملة الى السجن عشر سنوات، فإن بنك السودان ( أو عدو السودان، او خصيم السودان، سموه ما شئتم) يصدر منشورا الى البنوك التجارية يأمرها بمنع تمويل استيراد مدخلات الانتاج الزراعى والصناعى من مواردها بالعملة الصعبة، وأن يقوم المستوردون بدفع قيمة الفواتير المبدئية كاملة من مواردهم الخاصة بالعملة الصعبة، فمن أين سيأتى المستورد بالعملة الصعبة، يطبعها أم يسرقها أم ماذا .. فضلا عن حرمانه من ميزة الاستيراد بالسعر التشجيعى للدولار الذى يحدده بنك السودان قبل صدور هذا المنشور ؟!

* وكان السعر التشجيعى فى السابق (6 جنيهات) ثم ارتفع الى ( 16) ثم الى (19جنيها ) الآن مقابل الدولار، وهو بالطبع إرتفاع كبير، ولكنه على كل حال أفضل من سعر الدولار بالسوق الموازى الذى يبلغ الآن (26 دولار) وهو مرشح للزيادة بشكل كبير خلال الأيام القامة !!

* ولم يكتفِ السيد بنك السودان ( او عدو السودان) بذلك، بل منع فى نفس المنشور المستوردين فى القطاعين من نظام الاستيراد (بدون تحويل عملة) أو ما يطلق عليه مصطلح الـ(ِنل فاليو) ــ Nil Value ــ الذى كان يسمح للمستوردين فى القطاعين بالاستيراد من الخارج مباشرة من حساباتهم فى الخارج، أو بشراء العملة من خارج السودان، من المغتربين أو غيرهم، والهدف من ايقاف هذا النظام واضح، وهو ارغام المستوردين على الاستيراد بطريقته الجديدة بتوريد قيمة فواتيرهم العملة الصعبة، مع تجفيف الحكومة للمصادر التى كانوا يحصلون منها على هذه العملة !!

* الغريب فى الأمر، انه فى الوقت الذى يفرض البنك هذه القرارات التعسفية على مدخلات الانتاج الزراعى والصناعى، فإن يسمح للمستوردين فى القطاعات الأخرى، او للمستثمرين، بالاستيراد بدون تحويل عملة، أو بتوريد قيمة الفواتير بالعملة المحلية للبنوك مع الانتفاع من السعر التشجيعى للدولار وبقية التسهيلات الأخرى أيا كانت، إعفاءات ضريبية أو جمركية أو غيرها !!

* تخيلوا، يحدث ذلك فى أهم وأكبر قطاعين يعتمد عليهما اقتصاد وتقدم البلاد، هما القطاعان الزراعى والصناعى، بل وإنه يستهدف بشكل مباشر مدخلات الانتاج (بالتحديد)، فما هو الهدف من ذلك، هل هو تدمير ما بقى من زراعة وصناعة وطنية، وممارسة سياسة الضغط والتجويع على الشعب السودنى، بغية قتله والتخلص منه، وهل من يفعل ذلك هو (بنك السودان) المنوط به حماية وتطوير السودان واقتصاد السودان وشعب السودان بسياسات مالية تسهيلية وتشجيعية، أم هو عدو للسودان يفرض عليه أقسى انواع السياسات والعقوبات ؟!

* وأذكِّركم، أنه بينما تضع الدولة تجار العملة فى السجون، فانها تفرض على العاملين فى أهم قطاعين فى البلاد إيداع قيمة فواتير الاستيراد بالعملة الحرة، فكيف يمكننا فهم هذه المعادلة الصعبة، وما هو الهدف منها؟!

* بالله عليكم، ماذا نطلق على هذا السلوك .. جريمة، أم قهر، أم مذلة، أم إستهتار، أم مهانة، أم المزيد من تدمير الدولة وإحكام قبضة العصابة الحاكمة عليها؟!


بواسطة : admin
 0  0  1020
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:30 صباحًا الأربعاء 1 مايو 2024.