• ×

أُسطورة مستريحة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية الأحد الماضي لم ينمْ الشعب السوداني وظل متواجداً في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب ما حدث في مستريحة من أحداث نقلت بطرق مختلفة، ولأنَّ الأخبار كانت كثيفة وغير موثوق فيها لم يكن بمقدور أحد بعيد عن منطقة الحدث أن يعرف ما الذي حدث. صباح الأمس الأول جاء الخبر اليقين وتأكد أنَّ قوات الدعم السريع دخلت مستريحة، و صحيفة (الانتباهة) خرجت بعنوان عريض يقول: الدعم السريع تنهي (أسطورة مستريحة) وتعتقل هلال. وذكرت في التفاصيل أنَّه وبعد عملية عسكرية سيطرت قوات الدعم السريع على مستريحة سيطرة كاملة، بعد أن فرضت عليها حصاراً ونقلت الشيخ هلال الى الخرطوم . السؤال الذي يطرح نفسه هل فعلاً كانت مستريحة تشكل أسطورة تخيف الحكومة، لدرجة السعي للسيطرة عليها؟.

الشيخ موسى هلال وقف مع الحكومة بصدق وساندها ضد التمرد الذي اجتاح دارفور عام 2003 وأقصى الكثيرين، وانحصر في قبائل بعينها مما شجع موسى وآخرين على الوقوف مع الحكومة، ولكن موسى كان الأكثر صموداً معها. خلال تلك السنوات فهم شيخ موسى كيف تلعب الحكومة مع الجميع فأراد أن تكون له شخصيته، وحين شعرت هي بذلك منحته المناصب في الخرطوم لتبقيه قريباً منها كما فعلت مع الكثيرين، ولكن سرعان ما هجرها، وبحكم الظروف التي توفرت له امتلك الرجل المال والرجال والسلاح، فكون له مجلساً ثورياً باسم مجلس الصحوة وغادر الخرطوم وبقي بمستريحة. ورغم أنَّه لم يقم بأي عمل مسلح ضد الحكومة، لكن بدأ انها أحست بالقلق ولم تعد تتحمله، ولماذا تتحمله فهي لم تتحمل خليل ابنها البار الذي تربى في كنفها وخدمها كل عمره وجاهد من أجلها، فكيف يمكنها أن تتحمل موسى هلال الشيخ القادم من البوادي الغائبة عن ذاكرتها؟.

حتى هذه اللحظة لا أحد يعرف ما الذي حدث في مستريحة، هل هناك معارك وقعت بين قوات الدعم السريع وقوات موسى هلال؟ انتهت بسيطرة الدعم السريع على مستريحة والقبض على شيخ موسى وبعض رجاله وتم ترحيلهم إلى الخرطوم. لكن السؤال المهم الآن هل ستستريح الحكومة بعد أن تصادمت قوات الدعم السريع مع قوات الشيخ موسى، وسيطرت على مستريحة وأسرت الشيخ؟

فقد تمنينا أن يكون كل ما نقلته وسائل التواصل غير صحيح، وأنَّ الحدث ليس بهذا الحجم المنقول وأن يكون أهل مستريحة بخير حتى وإن صدقت الأقاويل، كما نرجو ان تتمكن الحكومة من حل المشكلة بالحكمة والسلم ، فدارفور لا تتحمل أية أحداث جديدة مهما كانت، خاصة بين موسى وأبناء أهله في الدعم السريع، وعلى الحكومة أن تتذكر أيضاً أنَّها هي التي تصنع الأساطير . فالبلد حبلى بكثير من الأساطير التي ستقلق مضجعها في مقبل الأيام أكثر من مستريحة.
أسماء محمد جمعة ـ التيار


بواسطة : admin
 0  0  1204
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:27 صباحًا الثلاثاء 7 مايو 2024.