• ×

شمائل النور تكتب : داء الدواء !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تذكرون تظاهرات مرضى الفشل الكلوي، احتجاجاً على انعدام العلاج وتوقف الجلسات.. وتذكرون مرضى السرطان الذين ماتوا وهم في قائمة الانتظار بسبب تكدس المرضى وتعطل الأجهزة؟.
اليوم يحدث هذا مع المرضى النفسيين، لم يتظاهروا بعد. لكن وفقاً لخبر منشور في “التيار” اليوم فإن جولة للصحيفة كشفت عن انعدام الأدوية التي تصرف للمرضى النفسيين بالصيدليات، لأن المستوردين توقفوا عن الاستيراد منذ أسبوع.
وكشفت ذات الجولة، أن الصيدليات باتت خاوية من علاج الأمراض النفسية.
الأمر بلا شك له علاقة مباشرة بانهيار الجنيه المتتالي، والأمر يبدو واضحاً لكل مواطن، فلم يعد الحصول على دواء أمراً سهلاً، ربما يستلزم تجوالك على عدد من الصيدليات، وحتى إن توفر لديك قيمة الدواء التي ترتفع بلا توقف، فربما لا تستطيع الحصول على الدواء.
قبل شهور، نشرت «التيار» سلسلة حلقات عن الوضع الدوائي في البلاد، كانت الصورة كارثية، والآن تزداد ضيقاً.
الخلاصة، أن أزمة الدواء المتصاعدة يوماً بعد يوم، لا تتوقف عند حاجة الفقراء الذين لا يستطيعون ملاحقة الأسعار التي لا يوقفها شيء، بل حتى الذين بمقدورهم دفع قيمة الدواء المتسارعة، ربما لا يفلحون في الحصول على الدواء نفسه، لأن الشركات توقفت عن الاستيراد.
الزيادات في الدواء لا تحتمل، هي مسألة موت وحياة، ومنذ تحرير دولار الدواء، انفجر الوضع وتضاعفت محنة المرضى، هم تكاليف العلاج على هم الحصول عليه.
الغليان الذي تشهده أسعار الدواء هذه الأيام، وصل مرحلة أن يكون خيار الموت صمتاً حاضراً، الأمر لا يحتاج إلى اجتهادات نواب برلمان ولا أئمة المساجد.
تحرير دولار الدواء، هذا القرار الكارثة وضع حياة كل المرضى على حافة الموت.. فكيف بحال مرضى يحتاجون إلى الأدوية الدائمة أو المنقذة للحياة كحاجتهم للماء.. هؤلاء الدواء بالنسبة لهم هو الحياة.
الوضع أصبح خارج دائرة الاحتمال، صيدليات تشتعل بالأسعار وهي خاوية من العلاج، شركات توقفت.. لا بد من معالجة ذات خصوصية عالية لأسعار الدواء، هي ليست رفاهية ولا مكمل غذائي، هذه حياة أو موت.
إن حياة الناس لا تنتظر، الوضع بحاجة إلى سياسات منقذة للحياة قبل الوصول إلى مرحلة أدوية منقذة للحياة.
ليس أخلاقياً أن نرى وفود الحكومة وأحزابها تصرف الملايين من العملات الأجنبية، تسافر بين مطارات العالم جيئة وذهاباً، تصرف الحكومة على هذا العدد الضخم من الدستوريين والتنفيذيين وببذخ، بينما الناس يموتون من المرض والجوع.


بواسطة : admin
 0  0  1501
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:01 مساءً الأحد 19 مايو 2024.