• ×

فردوس عبد الحميد في سوق أمدرمان والوفد المصري يغادر على أكفّ المحبّة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية انتهت فجر أمس (الثلاثاء) فعاليات مبادرة شباب السودان ومصر للتواصل الثقافي والاجتماعي والتي نظمها الاتحاد الوطني للشباب السوداني، بسفر الفنان محمد رياض والذي كان آخر أعضاء الوفد في العودة إلى مصر، وسبقته فردوس عبد الحميد في طائرة مساء الاثنين، وغادر قبلهما الفنان لطفي لبيب والروائي إبراهيم عبد المجيد. الزيارة جاءت بعد إعداد كبير من قبل الاتحاد، فقد بدأت الفكرة بالسجال الإعلامي بين مصر والسودان والذي نتج عن وضع سياسي غير مستقر بين البلدين، فكان لابد من الخروج بالعلاقة بشكل مختلف، وتم التنظيم لهذه المبادرة التي يقودها الشباب في البلدين، وعبر عنها نجوم كبار، وجاء الوفد الفني المصري المكون من فردوس، رياض، لبيب وعبد المجيد، ليؤكدوا أنّهم -باسم الفنانين المصريين- يريدون تأسيس علاقة مع السودان، أساسها الشعوب بعيداً عن أيّة مهاترات سياسية.

المبادرة انطلقت بتدشين حقيقي مساء (السبت) الماضي بقاعة الصداقة، باحتفال كبير حضره مساعد رئيس الجمهورية، عبد الرحمن الصادق المهدي، وعدد كبير من المسؤولين، سمّي فيه كل من طه سليمان، ومحمد رياض، كسفيرين للمبادرة. الأمسية تفاعل خلالها الجمهور مع إبداعات طه وفرقة عقد الجلاد وكلمات روضة الحاج الرائعة، فكانت ليلة ممتعة أضافت زخماً كبيراً لخطوات وليدة في مستقبل مبادرة لها معنى، فيما تم خلالها تكريم الضيوف، وسعد الفنانون المصريون بهذا الاستقبال السوداني الكبير، ما جعلهم يتحدثون بحماس عن العلاقات وضرورة الخروج بها من هذا النفق الضيق إلى فضاءات أوسع.

* زيارة لمقر الاتحاد

خرج الفنانون المصريون من الحفل يلتف حولهم الجمهور السوداني العريض والإعلاميون، ما زاد بهجة الوفد، ليؤكّدوا وهم في طريقهم إلى الفندق بأنّهم في مصر وليسوا في السودان، عقابيل تيارات الحب الجارف، والتفاعل الكبير الذي غمرهم به جمهورهم. وفي اليوم التالي زار الوفد مقرّ اتحاد الشباب، وقام الدكتور شوقار بشار رئيس الاتحاد بتنوير الفنانين المصريين بالاتحاد وأنشطته المختلفة والممتدة في جميع الولايات السودانية، كما قدم أمين القطاع بالاتحاد ملخصاً لمهامه، مع تأكيد على أن فعاليات مبادرة الشباب بين البلدين ما هي إلا بداية انطلاقة لهذا العمل للتقريب بين الشعبين، ومطالبة للفنانين المصريين بتقديم المساعدة لفتح الأبواب المصرية لها، في وقت وعد خلاله الوفد بالعمل على تذليل كل العقبات التي يمكن أن تواجهها بالتبني الكامل لها.

* عمل مشترك.. لم لا؟

بالنسبة للفنان محمد رياض الذي تحدث بالإنابة عن الوفد، فقد قال: إننا نقف على بدايات عمل كبير، ويجب أن نبني عليه مستقبلاً، وعدم الاكتفاء بالاحتفالات والكلمات بعيداً عن الفعل الحقيقي، وأضاف: يمكن أن نقوم بدور كبير في هذا الأمر كفنانين، وقال: يمكننا بعمل فني مشترك التقريب كثيراً بيننا، ويمكننا أن ننقل كل واقع السودان ومشاكله وعاداته وتقاليده في عمل درامي مميز بإنتاج مشترك، وسرد (حدّوتة) بسيطة لتجسيد هذا المعنى قائلاً: "يمكنني أن أجسّد دور شاب مصري جاء يعمل بالسودان، والتقى بفتاة سودانية وتزوّجها، ولبس (سوداني) وأكل مع السودانيين، مع طقوس الفرح السودانيّة"، مؤكّدا أنّه على استعداد للمشاركة في عمل كهذا، كما أبدت الفنانة فردوس عبد الحميد رغبتها أيضاً في المشاركة.

حسناً، هي محض أفكار وكلمات بترجمتها يمكن أن يتحقق الكثير، ويبدو أن الفكرة لاقت استحساناً كبيراً، وهناك جهات أبدت ترحيبها بذلك، وتحمس علي مهدي للدخول فوراً في التنفيذ، كما وعدت جهات كثيرة بالمساعدة.

* فردوس ترقص

الفنانة فردوس انتقلت بعدها إلى محاضرة مفتوحة مع طلاب كلية الدراما والموسيقى بجامعة السودان، تحدثت فيها عن تجربتها في العمل الفني، واستمعت إلى أسئلة الطلاب، معربة عن سعادتها لوجودها معهم، ونصحتهم بضرورة تقديم عمل جيد يساعد في نقلة نوعية للمجال الفني بالسودان، كما تحدث عدد من الأساتذة بالكلية قائلين إنهم خريجو معهد الفنون المسرحية بمصر، وتخرجوا على أيدي الأساتذة المصريين في مجال الإبداع، وشاركت فردوس في نهاية المحاضرة أطفال فرقة فنية الرقص، وتفاعل معها الطلاب بصورة كبيرة، لتزداد سعادة النجمة المصرية مؤكدة جمال هذا البلد وشعبه، وقالت: "السودانيون منا، أنا لست غريبة في هذا البلد على الإطلاق".

* زيارة لسوق أمدرمان

هذه السعادة التي ارتسمت على محيا فردوس أنستها التعب والإجهاد وسخونة الجو، وأصرّت على التجوّل في سوق أم درمان، والتسوق منه، وعندما تحدّثنا إليها بأنّه يجب لبس نظارة كبيرة حتى لا يعرفها الناس، وننجز مهمّتنا بسرعة، حتّى نفر من هذه السخانة، قالت: أنا أحب الالتحام بالناس، وسأسعد بلقائهم، وحدث ما توقّعناه، فعندما نزلت فردوس من السيارة تجمع حولنا البائعون ترحيباً بضيفة البلاد، وهي تقابلهم بابتسامة عميقة، تحدثوا معها عن أعمالها بأسمائها، ونادى عليها أحد المارة بـ(وقال البحر)، وهو اسم مسلسل لها، والتفتت إليه قائلة: "أنا فعلاً أحبّكم كثيراً، فأنتم شعب كبير"، وتسوقت فردوس من منتجات السوق الجلديّة والتحف وأكرمها التجار كثيراً، وخرجت منه رغم التعب وهي في قمّة سعادتها لتعود إلى الفندق للراحة.

* عشاء مع الوالي

التعب لم يمنع فردوس من المشاركة في عشاء أقامه جمال الوالي رئيس نادي المريخ، على شرف الوفد في المساء، دعا إليه كبار السياسيين والفنانين والإعلاميين، وأبدى رياض وفردوس إعجاباً كبيراً بهذا الحضور الذي يعكس صورة مبهرة للشعب السوداني، كما شاركا الدكتور راشد دياب ليلة ثقافية بمركزه، وأهداهما راشد لوحات من أعماله الفنية، واستمتعا بفاعليات الليلة وبالمشاركات الشعرية التي قيلت عن حب مصر.

في اليوم الأخير ورغم التعب الشديد شارك النجمان في باقي الفاعليات والتي تضمنت لقاءات تلفزيونية وصحافية، واختتمت بغداء نظمته شركة سوداني والتي ساهمت مع اتحاد الشباب بجزء من الرعاية، وقاموا بتكريم الفنانين ووفد الشباب المصري الذي شارك في المبادرة، وجاء جمال الوالي بنفسه للغداء لتقديم هدايا لهما ترحيباً بهما، وفي النهاية أثنى الجميع على الزيارة والمبادرة بشكل كبير.

* كلمات ليست كالكلمات

في وداع فردوس بالمطار كانت آخر كلماتها: "ما جئت به من مشاعر ود عدت بأكبر منها بكثير، ولن انقطع أبداً عن السودان"، كما عبر رياض عن سعادته بالزيارة وعن تفاؤله الكبير بترجمة المبادرة إلى واقع يكون انطلاقاً لعلاقة مختلفة بين مصر والسودان.
اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1141
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:10 صباحًا الجمعة 17 مايو 2024.