سهير عبد الرحيم تكتب : حنك الدبلوماسي !

السودانية أكثر طُرفة رَاقت لي في حادثة تحرُّش الدبلوماسي السوداني الأخيرة؛ قول أحدهم إنّ هذا الدبلوماسي عَجزَ أن (يُحنِّك) فتاة في عُمر الـ (٢٣) وفي داخل بار، فكيف له أن (يُحنِّك) دبلوماسيين آخرين أكبر سناً وأكثر نضجاً وأيضاً في كامل وعيهم..!!

الطرفة تُلخِّص عجز الدبلوماسي في امتهان مهنة الدبلوماسية نفسها بما فيها من استدراج الخَصم والقُدرة على استمالته وإقناعه وتدجين أفكاره ومُحاصرته ومُحاصصته ومُحاورته وتحييده على أسوأ تقدير إن لم يكن ضمه إلى جانبه..!!

ودبلوماسي يفشل حقاً في إقناع صبية بمُلاطفته لها أنى له أن يقنع دولاً عملاقة وشرسة بمطلوبات واحتياجات ومواقف دولته..!!

الغريب في الأمر ليس واقعة التحرُّش في حَد ذاتها، وإنّما الغريب عجز الدبلوماسية السودانية دوماً والمُستمر والبائن وفي أكثر من واقعة على إغراء الأمريكيات..!!

هذا يُوضِّح بجلاء أنّ بعض دبلوماسيي غندور عاجزون وفاشلون حتى في القيام ببعض ما يقوم به المُراهقون وليس أدلّ على ذلك من رفض النساء لما يَقومون به..!!

رفض الأمريكيات لأولئك الدبلوماسيين السودانيين ليس فقط بسبب استعمالهم أساليب بالية وحركات عفا عليها الزمن، بل لأنّهم يفتقدون الحد الأدنى من القُبول والحُضور والذي يُمهِّد لأيِّ رجلٍ الطريق نحو قلب وعقل المرأة..!!

أكثر ما يُؤلم في حادثة الدبلوماسي هو إيراد اسم زوجته كاملاً ووظيفتها والحديث عن طفله الذي لم يكمل العام بعد، فما ذنب هذه المسكينة ليزج اسمها في القضية وما علاقة الرضيع بجرم والده..؟!

ألا يكفي هذه الزوجة أنّها ضحية لزيجة غير مُوفّقة، ورجل يعيش على تَحَسُّس مُؤخِّرات النساء.. ألا يكفي هذا الرضيع وصمة العَار التي جَلبها والده له وللسُّودان بأسره..؟!

الآن ننتظر من وزارة الخارجية نشر نتيجة التحقيق كَاملةً وبكل شَفافيةٍ، وأن تشرع في إجراء تحقيق شامل وجمع معلومات عن بعثاتها في الخارج وتنظيف صُفُوفها قبل أن تأتي مُصيبة أخرى على نفس الشاكلة..!!

خارج السور:

غداً سيصبح اسم بعثاتنا في الخارج بعثة التحرُّش السوداني، وممثل السودان الدائم للتحرُّش الدولي، ومُوفد السودان للتحرُّش، ومبعوث السودان للتحرُّش وقنصلية التحرُّش...

بئس التمثيل أنتم..!!

المقال الإسفيري العاشر.