• ×

محمد عبد الماجد : في رثاء شهادة حسن السير والسلوك

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية (1)
> هناك مناصب ووظائف يفترض أن يكون التشدد (الأخلاقي) فيها أكبر من التشدد (العلمي)، وأعظم من التشدد في (الخبرات) والقدرات (المهارية والفنية) الخاصة.

> وذلك ليس فقط بالرجوع إلى سوابق الشخص وماضيه، وإنما بالاستكشاف عن مستقبله وما يمكن أن يورد منه، باختباره وامتحانه في معاينات لقياس أمانة الشخص والتزامه الأخلاقي.
> قد يكون ذلك أمراً صعباً، لكن لضمان سلامة المجتمع يجب مراجعة مواقف الشخص عندما يشغل وظيفة (رسالية) أو عندما يكون في تقاطع مباشر مع العامة في منصب عام.
> الأطباء والمعلمون يجب أن يخضعوا للمزيد من (التفحيص)، لأن تلك المهن شرطها الأول والأساس هو (إنسانية) شاغلها.
> كذلك لا بد من وضع المزيد من الشروط (الأخلاقية) لمن يمتهنون مهنة الإعلام عبر ضروبه المختلفة في الإذاعة والتلفزيون والصحافة.
> وكذا الحال بالنسبة للدبلوماسيين الذين يمثلون بلادهم في الخارج، فيمس وقعوهم في الخطأ أمة بحالها.
> الشخص العادي يمكن أن يقع في (الخطأ) دون أن يتوقف عنده أحد، لا يوجد أحد معصوم من ذلك، لكن عندما يقع الخطأ من طبيب أو معلم أو قاضٍ أو إعلامي أو دبلوماسي فإن الكارثة تكون أكبر، كما أن الخبر ينشر ويُعمم بصورة كبيرة وفي نشرات رسمية.
> لذا فإن الذين يمثلون أمتهم في هذه المناصب يجب الاعتناء بهم أكثر، ليخرجوا وهم أكثر حصافةً وحصانةً.
(2)
> أكاد أنعي شهادة (حسن السير والسلوك) التي كانت تمثل الشرط الأساس في الالتحاق بأية وظيفة.
> قد يحدث تلاعب في الشهادات العلمية، ويحدث تزوير في شهادات الخبرة، ويدفع الكثيرون للكثير من الوظائف والمناصب الرفيعة عبر الواسطة، والولاء السياسي أو التميز القبلي.
> يحدث ذلك في كل الضروب وفي الكثير من البلدان، غير أن شهادة (حسن السير والسلوك) هي الشهادة الوحيدة التي كانت تحتفظ بمكانتها، وكانت وحدها التي لا يحدث فيها غش أو تلاعب.
> الآن أجد أن مناصب عامة وذات تأثير كبير في المجتمع، تصل حد مناصب الضباط الأربعة في الاتحاد أو في المريخ أو في الهلال، فيحدث تلاعب كبير في شهادة حسن السير والسلوك للمترشحين لها، بل للفائزين بالتزكية دون أن يكون هناك (خط أحمر) لإيقاف مثل تلك الأمور.
> مثل هذه الأمور يجب أن يكون للقضاء قول فاصل فيها، بحيث أن (الطعون) فيها لا تقبل كل هذه الفترة التي نشهدها الآن في آدم سوداكال الفائز بمنصب رئاسة مجلس إدارة المريخ بالتزكية.
> حتى قيادات الاتحاد العام لكرة القدم السوداني السابقون والذين ترشحوا لشغل مناصبهم نفسها في الانتخابات القادمة لاتحاد كرة القدم السوداني في (27) أكتوبر الحالي، هناك اتهامات وتحقيقات تمت معهم من قبل النيابة العامة في تجاوزات تصل لمرحلة (الفساد).
> بعضهم سوف يقول إن هذه القضايا كلها لم تبلغ مرحلة (الإدانة)، وهي كلها في طور (الاتهام)..والمتهم بريء حتى تثبت إدانته.
> في مثل هذه المناصب العامة يفترض أن يكون المتهم بعيداً عن المنصب حتى تثبت براءته.
> لا يعقل أن يظل مرشح لمنصب في حكم منصب رئاسة نادي المريخ متهماً لمدة (6) سنوات أو أكثر دون أن تصدر في حقه إدانة أو براءة، ويفوز بعد ذلك كله بمنصب رئاسة المريخ بالتزكية.
> إن حدث ذلك فإن أقل ما يمكن أن يكون أن يبعد (المرشح) وإن كان ذلك مؤقتاً حتى تثبت البراءة.
(3)
> الأمر المؤسف والشيء الخطير أن الكثير من المناصب العامة والوظائف التى تكون لها علاقة بالجمهور والمجتمع يلتحق بها (المتهم) حتى يشكل عبرها أداة للضغط على السلطة والجهات العدلية، أو حتى يتوارى عبرها عن الناس والمحاسبة، وليتحرك (مالياً) بحرية أكبر دون محاسبة أو مساءلة.
> وبعضهم يمكن أن يصبح بطلاً شعبياً بعد كل تجاوزاته.. ويهتف الناس باسمه وتحمل الجماهير صوره.. وتكتب الصحافة الرياضية عنه باعتباره (بطلاً) قومياً.


بواسطة : admin
 0  0  900
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:54 صباحًا الأحد 5 مايو 2024.