عثمان ميرغني يكتب : خاتم المُني !

السودانية حسب المركز السوداني للخدمات الصحفية “SMC” أنّ السيد رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، يقوم خلال الفترة المُقبلة، بجَولة عَربية (لحشد الدعم العربي لمُؤتمر إعمار وتنمية السودان)..

بديهي أن يكون السؤال، هل السودان بموارده الناهدة في حاجة لمزيدٍ من انتظار مؤتمرات الإعمار والدعم العربي؟ مَن يمنح مَن؟ بالمنطق أليس السودان أولى بأن يدعم العرب والأفارقة وينال فخر أن يكون اليد العليا.. لكن مع ذلك دعونا ننظر في اتجاهٍ آخر أكثر وجعاً..

لا أعلم متى سينعقد مؤتمر الإعمار العربي لتنمية السودان.. لكن ألم ينعقد قبل سنوات قليلة مؤتمر إعمار الشرق في الكويت، ونال السودان بمُوجبه دعماً سخياً يُفترض أن يُخصّص لتنمية الشرق.. فأين ذهبت أموال هذا الدعم العربي؟ وكثير من المشروعات –الدعم العربي – التي نسمع عنها ونقرأها في الإعلام لا يتجاوز تأثيرها ووجودها الحقيقي على الأرض فخامة جلسات توقيع الممهورة بأنخاب الفرح السياسي..

إلى متى يظل شعب السودان في انتظار استمطار عواطف العرب؟ إلى متى نظل ننتظر سماء العرب لتمطر ذهباً وفضةً في بلد مُترعٍ بخيرات لا تحتاج إلاّ لإدارة وحُسن تدبير لتكون هبة الله في الأرض.

ثم؛ وهو الأهم، لنفترض أنّ العالم كُلُّه قرّر أن يعقد مؤتمراً لإعمار السودان.. مؤتمراً من جلسة واحدة مُدّتها ربع ساعة ليس مطلوباً فيها سوى أن نمسح (خاتم المُنى) الدولي ليستجيب العالم لكل طلباتنا وأحلامنا وأمنياتنا.. بالله عليكم ماذا سنطلب؟

بعبارة أخرى، هل لدينا خُطة قومية لإعمار السودان.. وعندما أقول (خُطة قومية) لا أقصد الخطب التي يلقيها السادة وُلاة الولايات أو الوزراء في الحكومة الاتحادية التي لا تعدو أن تكون أكثر من (طَق حَنك) جماهيري.. خطب من أجل إسعاد الشعب المُتخم بالتعاسة.. مفعولها لا يتعدّى الحنجرة الخطابية وصدى هتافات الجماهير..

بالله عليكم، هل لدينا خُطة قومية استراتيجية لبناء دولة لا أقول قوية، بل على الأقل (مُحترمة)؟ هل لدينا (حُلُمٌ سُودانيٌّ) يعيش الشعب في انتظاره.. أم أنّ أقصى أمنياتنا السِّياسيَّة انتظار انتخابات 2020.. لنستمتع بـ (فَاصل ونُواصل)..

ما هي المشروعات والخُطة القومية التي سَيطرحها السودان على مُؤتمر إعمار عربي أو دولي؟.. بل؛ مَن وضع الخُطة إن وُجدت، هل لدينا مُؤسُسات تخطيط؟

لا تقولوا لي المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي!!