• ×

عثمان ميرغني يكتب : من يقتل الطلاب في الجامعات ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية أصدرت (الحركة الطالبية) التي تمثل طلاب حزب المؤتمر الشعبي بيانا حول أحداث مقتل طالبين بجامعة أمدرمان الإسلامية.. شرحت فيه تفاصيل الحادثة.. مشاهد من فيلم رعب حقيقي.. ومعركة في لا معترك..

تقول فقرة من البيان (( لقد تابعتم تلك اﻷحداث المؤسفة التي دارت رحاها في داخلية جامعة أمدرمان اﻹسلامية يوم الخميس الماضي الموافق 31/8/2017 م والتي قام بتنفيذها عضو حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين المدعو (ابن كثير عبدالرحيم ) الملتحق ب {الوحدة الجهادية (دباب)} التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، حيث قام بتنفيذ عملية مداهمة مباغتة لغرفة المجنى عليهم أسفرت عن طعن ومقتل الطالبين اللذيْن ينتميان إلى الجبهة الشعبية المتحدة وهما الطالب : جعفر محمد الباري والطالب : أشرف الهادي الدومة ، وإصابة آخرين بجروح خطيرة مما أدى إلى تدخل قوات الشرطة واﻷجهزة اﻷمنية ومنسوبي طلاب المؤتمر الوطني لاقتحام سكن الطلاب (الداخلية) و تفريقهم و طردهم ونهب ممتلكاتهم))

لكن ليست المشاهد المروية على لسان (شهد شاهد من أهلها) هي وحدها الصادمة بل في سطر مثير للدهشة ورد في الفقرة الأخيرة للبيان..

يقول بيان طلاب المؤتمر الشعبي إنهم يطالبون الحكومة (بإزالة الوحدات الجهادية من الجامعة والمجمع السكني فورا )..!!!

مطالبة عجيبة!! بإزالة (الوحدات الجهادية) من الجامعة والمجمع السكني!! أية وحدة جهادية هذه؟ ما علاقة الحرم الجامعي والسكني بوحدات جهادية؟

حسنا.. الحكومة تجمع السلاح الآن في دار فور .. ما معنى أن تجمع السلاح هناك وتوزعه هنا؟

لكن ما يثير الإحباط فعلا أننا لم نسمع صوتا واحدا يثير هده القضية على مستوى جاد ..أ حزاب الحوار الوطني التي اقتسمت الكيكة ودخلت البرلمان .. لماذا لا تستدعي وزيرة التعليم العالي لتجيب على سؤال (دستوري) حول حقيقة وجود الوحدات المسلحة هذه داخل الجامعات السودانية بعلم وربما إشراف الحزب الحاكم نفسه..

مطلوب إجابة واضحة لا تأويل فيها من وزيرة التعليم العالي حول حقيقة هذا الأمروشرعيته القانونية ومدى ارتباطه بأحداث العنف الجامعي السابقة والحالية..

دماء الطلاب في ساحات الجامعات السودانية أصبحت لا تكدِّر حتى عطلة العيد، فيقتل طالبان في عمق حرم السكن الجامعي وكان شيئا لم يكن .. كأني بها جريمة بحي عشوائي في أقاصي البلاد الطرفية.. لم يهتز للجريمة طرف رسمي او تبْدُ في الأفق حالة احساس استثنائية بأن الأمر لا ينفصل .. عنف القبائل في بعض الأصقاع .. وعنف الطلاب في قلب العاصمة الآمن….

متى ترتاح بلادنا من الدماء والدموع؟!


بواسطة : admin
 0  0  1395
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:23 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.