• ×

رحيل الطبيب الشهير «فلاتة» يبكي العروس السودانية طفلة السادسة

أجرى 800 عملية زراعة كلى وعاش عصاميا..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية م تتمالك طفلة السادسة إسلام صديق محمد محمد أحمد (سودانية الجنسية) التي أصبحت اليوم عروسا في عقدها الثاني من حبس دموعها بعدما علمت برحيل الدكتور عبدالله بكر فلاتة أشهر جراح في زراعة الكلى في المملكة (رحمه الله)، الذي أجرى لها قبل 14 عاما عملية زراعة كلى بعد أن وصلت من السودان برفقة أسرتها إلى جدة لإجراء عملية زراعة الكلى تبرعت بها والدتها وتكللت بالنجاح.
كان الدكتور فلاتة يعاملها كأنها طفلته وقد دعاها برفقة والديها بعد نجاح العملية وخروجها من المستشفى إلى منزله وقدم لها هدية، ولم تنقطع علاقته الإنسانية بها بعد رجوعها إلى السودان، حيث كان يتواصل معها هاتفيا وينصحها بتناول الأدوية في مواعيدها.
ومن المواقف التي لا تنسى أيضا حرصه في يوم إجازته على معاينة مريض راجع المستشفى في وقت متأخر شاكيا من آلام حادة في كليته، حينها لم يتردد عندما أشعرته الممرضة بموضوع الشاب بالتوجه إلى المستشفى والوقوف على حالة المريض رغم يوم راحته.
ومن المواقف التي لا تنسى عندما أصر شاب مقبل على الزواج على إقامة حفل تكريمي له بعد نجاح العملية التي أجراها الطبيب فلاتة، إلا أنه رفض بشدة، وقال له «دعواتكم أكبر تكريم لي».
لم يكن الدكتور عبدالله بكر فلاتة مجرد طبيب فقط فقد عرف عنه البساطة والعفوية والعصامية، ولم يبتعد عن المجتمع رغم مرضه وتواجده على السرير الأبيض، كان يتواصل مع الجميع ويطمئن على أحوالهم.
ورغم انشغاله في المستشفى.. وبعدها تنويمه على السرير الأبيض نتيجة مرضه كان يحرص على متابعة مباريات الاتحاد، فقد كان اتحاديا حتى أخمص قدميه، والفرحة لا تسعه عندما يفوز الاتحاد -وقد لاحظت ذلك «عكاظ» عند تواصلها معه- مرددا: «أنا فرحان لأن الاتحاد قد فاز، كنت حينها أدعو الله أن يشفيه ويخرج لنا سالما من المستشفى».
العلاقة التي ربطت «عكاظ» بالفقيد امتدت على مدى 25 عاما، عرفته عن قرب في تغطية معظم عمليات زراعة الكلى التي أجراها في مستشفى الملك فهد العام، وحرصه الشديد على التقاء المرضى بعد إجراء الزراعة والاطمئنان على صحتهم.
وأخيرا .. يرحل الإنسان وتظل مآثره خالدة في الحياة وتبقى بصماته شاهدة على كل أعماله الجليلة ويتذكره البشر كلما جاءت سيرته العطرة ومبادراته النبيلة، هكذا كان الدكتور فلاتة الذي عاش عصاميا وعمل في صمت، عرفه الصغير قبل الكبير، ولم تكن علاقته مع المرضى علاقة المرض والعلاج بل علاقة أخوية فقد ارتبط مع الجميع بجوانب إنسانية كبيرة، كان يحرص في علاقاته مع المرضى أن يتلمس احتياجاتهم وأن يكون قريبا من مشاعرهم.
يشار إلى أن الدكتور فلاتة يعد من أشهر الأطباء في مجال زراعة الكلى فقد بدأ حياته العملية في مستشفى الملك فهد التي تقلد فيها مناصب عديدة كان آخرها رئيسا لأقسام المسالك البولية بجانب العضويات العلمية التي يحملها، وأجرى خلال سنوات عمله 800 عملية زراعة كلى، وقدم عدة محاضرات داخل المملكة وخارجها، وعرفه المرضى بالطبيب البشوش الذي يستقبل مرضاه بابتسامة ويودعهم بابتسامة.
عكاظ


بواسطة : admin
 0  0  1477
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:36 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.