• ×

الصين تساعد السودان مالياً وتعفي جزء من الديون

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية أعلنت الصين، الجمعة، عن تقديم دفعة جديدة من المساعدات للسودان تتمثل في مبلغ 500 مليون يوان صيني وإعفاء 160 مليون من الديون، مبدية استعدادها لمعالجة الديون وآثار انفصال جنوب السودان.

وابتدع السودان والصين آلية النفط مقابل المشروعات، لكن بعد ذهاب معظم إيرادات النفط عند انفصال جنوب السودان في 2011 وحاجة الخرطوم لأخذ نصيب الشركات من النفط الخام لتغطية الاستهلاك المحلي، طلب السودان من الصين تأجيل سداد الديون والاستمرار في تمويل مشروعاته، من دون تقديم ضمانات لانسياب تمويل المشروعات الصينية أو سداد الديون.

وأنهى رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي، زيارة رسمية للخرطوم على رأس وفد رفيع، الجمعة، أجرى خلالها مباحثات بالقصر الرئاسي مع النائب الأول للرئيس، رئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح.

وأعلن المسؤول الصيني عن تقديم دفعة جديدة من المساعدات للسودان تتمثل في مبلغ 500 مليون يوان صيني بجانب إعفاء 160 مليون من ديون القروض الميسرة علي السودان.

وفي إطار المباحثات بين الجانبين بحث وزير النفط والغاز السوداني عبد الرحمن عثمان سبل تطوير التعاون المشترك بين السودان والصين في مجال صناعة النفط والغاز مع نائب رئيس الشركة الوطنية الصينية للبترول (CNPC) زانق جيان هو.

وأكد جيان هو رغبة الشركة في تطوير التعاون المشترك بين البلدين، مشيراً الى "امكانية تقديم رؤية جديدة للاستثمار في مربعات (2B) و(2A 4) النفطية والاستثمار في مربعات جديدة مع استعداد الشركة التام لمجابهة التحديات المتمثلة في معالجة الديون والآثار المرتبة جراء انفصال الجنوب وسلامة العاملين الصينين".

يشار إلى أن إجمالي الديون الصينية المترتبة على السودان يقترب من 10 مليار دولار، تمثل نحو خُمس الديون السودانية الخارجية المقدرة بنحو 50 مليار دولار، ومنحت الصين السودان فترتي سماح، لكن الخرطوم لم تستطع سداد ما عليها من ديون.

وأشار مسؤول الشركة بالتعاون الايجابي بين البلدين في مجال النفط الذي أدى الى تأسيس نموذج لصناعة نفطية رائدة ومتطورة في السودان، ونوه إلى أن زيارته السودان تعد الأولى الى أفريقيا، ووعد بزيارة حقل "بليلة" النفطي للوقوف ميدانياً على أهمية زيادة الإنتاج.

وثمن وزير النفط السوداني أهمية التعاون بين البلدين في مجال صناعة النفط والغاز والتي امتدت لأكثر من عشرين عاماً، وعدها شراكة استراتيجية حيث بلغت استثمارات الصين فيها أكثر من 15 مليار دولار.

ودعا الصين لتوسيع استثماراتها في قطاع النفط والاستفادة من الفرص الواعدة بعدد من المربعات المطروحة للاستثمار حالياً وتطوير الحقول المنتجة وزيادة الانتاج النفطي وتعهد بإزالة التحديات التي تعيق زيادة الاستثمار الصيني في قطاع النفط والغاز.

وقال النائب الأول لرئيس السوداني في كلمته أمام جلسة المباحثات أن العلاقة بين الخرطوم وبكين تمثل أنموذجا في علاقات التعاون، مبينا أن توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين زعيمي البلدين في عام 2015 يمثل مرحلة غير مسبوقة في التواصل بين قارتي آسيا وأفريقيا.

وأعرب عن تقدير السودان حكومة وشعبا لمواقف الصين خلال الظروف العصيبة التي مر بها وتعهد بترقية وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين.

من جانبه أبدى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني في كلمته عن تقديره لجهود السودان في تعزيز علاقات الشراكة الإقتصادية مع بلاده، مبينا أن مسيرة العلاقات الثنائية بين الخرطوم وبكين إمتدت لأكثر من 50 عام.

وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور إن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تربط بين السودان والصين تعد أنموذجا للعلاقات في الإطار الاقليمي والدولي.

وأكد غندور في المؤتمر الصحفي المشترك في ختام المباحثات السودانية الصينية المشتركة بالقصر الرئاسي وقوف السودان مع وحدة الأراضي الصينية، مبينا أن الصين ظلت شريكا وداعما لقضايا السودان في المحافل الاقليمية والدولية.

وقال أنه تم الاتفاق بين البلدين علي تكوين لجنة عليا برئاسة وزير المالية والتخطيط الاقتصادي لمناقشة تفاصيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين، موضحا أن الصين تعد الشريك الأول للسودان في مجال النفط وأكد مضي السودان قدما في توسيع افاق التعاون المشترك ليشمل الزراعة والطاقات الانتاجية والمتجددة والتصنيع الزراعي.

وكشف غندور عن عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تم التوقيع عليها في مجالات التعاون الاقتصادي والفني، وتنمية الموارد البشرية، وإعفاء الديون والتدريب.

وأبان أن صالح وقاو لي أزاحا في ختام مباحثاتهما الستار عن مجسم المسلخ المركزي الذي في غرب أمدرمان والذي تنفذه حكومة الصين بتكلفة 450 مليون يوان، موضحا أن المسلخ سيعمل بطاقة انتاجية 2 ألف رأس من الماشية.

وأشاد نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ، بدعم السودان لمبادرة بناء الحزام وطريق الحرير التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بنغ، ودعا الى تمتين أواصر التعاون الاقتصادي حتى تتحقق أهداف اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

يذكر أن الصين شريك استراتيجي قدم مساعدات قيمة للسودان في وقت كان يتعرض فيه لحصار اقتصادي شامل.


بواسطة : admin
 0  0  1109
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:43 مساءً الإثنين 29 أبريل 2024.