• ×

المغتربون ..شوهتم صورة السودان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ضطر لاستعادة النكتة الشهيرة للسوداني الذي ذهب في القاهرة ليتصور في أستديو، ولم تعجبه الصورة فغضب وثار، فقال له صاحب الأستديو: (في أيه يا بيه.. أنا جبت حاجة من عندي- لا سمح الله؟!).

أمس- خبر غريب جداً نقلته شبكة– قناة- الشروق السودانية، يقول: (دعا مساعد رئيس الجمهورية، إبراهيم محمود الجاليات السودانية في الخارج إلى تغيير الصورة السالبة عن السودان، التي تم إلصاقها عمداً من قبل أعداء السودان؛ لتشويه صورته، مشيراً إلى أنها لا تمثل السودان، وتحكي عن الواقع الماثل فيه).

في كل محفل تجمع فيه الحكومة المغتربين السودانيين تطالبهم بـ (تحسين صورة السودان في الخارج)!.. فهل (تشويه) صورة السودان في الخارج كان بيد المغتربين، ليصلحوه الآن؟، لسان حال العالم الخارجي يقول لنا: (لا سمح الله نحن جبنا حاجة من عندنا؟)؛ فهي صورتنا التي التقطتها كاميرا العالم لعمائلنا الرسمية.

بعبارة أخرى- من الذي شوَّه صورة السودان في الخارج؟- بالتحديد- ما هو المشوّه في صورة السودان بالخارج؟، هل المشوه هو سلوك المواطن السوداني؟، فيتطلب أن يصلح المغتربون (سلوكهم) حتى تنصلح صورة السودان في الخارج؟.

لا يختلف اثنان أن أكثر من (60) قراراً أممياً صدرت من مجلس الأمن الدولي ضد السودان كانت كلها موجهة إلى سلوك الحكومة.. والعقوبات الاقتصادية الأمريكية هي ضد الحكومة.. والقائمة السوداء التي أدرج اسم السودان فيها، اسمها قائمة الدول– لا الشعوب- الراعية للإرهاب.. لُحمة المشكلة وسَداتها هي الحكومة والساسة.. لا الشعب السوداني، ولا المغتربين، ولا السجن ولا السجان باق.

ما الذي تريد الحكومة من المغترب أن يفعله لـ (يصلح صورة السودان الخارجية؟).. هل يحدث زملاءه الأجانب في العمل عن السودان وطن التسامح والسلام؟، عندها يرتفع حاجب الدهشة لدى الأجنبي وهو يستعيد في ذاكرته نشرات الأخبار، والروايات التي يحكيها العالم- كله- عن السودان.. في بعض الدول يضطر السوداني لتعريف وطنه السودان بأنه الدولة التي فيها (دارفور).. فمن أشعل الحريق الذي امتد لهيبه “14” سنة حسوماً؟.

صحيح الصورة الخارجية للسودان لا تشبهنا.. لكن الأصح أنها تشبه حكومتنا.. والدليل على ذلك أن الحكومة ما انفكت تردد أن العالم الخارجي لا يهمها ولا يعنيها.. بل تؤكد أن العالم إذا رضى عنها فذلك دليل انحراف في سلوكها.. ما حاجة الحكومة– إذاً- للصورة الخارجية؟.

صورة السودان الخارجية هي أمر داخلي لا علاقة للمغتربين السودانيين به، فهم سيرتهم محفوظة بسلوكهم المشهود به، لكن الحكومة في حاجة ماسة لتدرك أن الشعب يوجه لها اتهاما بالمادة 159 من القانون الجنائي السوداني (إشانة السمعة)!.. سمعة الشعب السوداني.

الأجدر أن ينصح المغتربون الحكومة بـ (تحسين صورة السودان الخارجية)!.


بواسطة : admin
 0  0  2287
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:16 مساءً الخميس 16 مايو 2024.