شمائل النور تكتب : لسنا بخير !

السودانية خلاف بين زميلين أثناء مباراة لكرة القدم، بعد ما تدخّل الزملاء فُض الاشتباك وذهب كلٌّ إلى حال سبيله، لكن ماذا حَدث في مساء اليوم نفسه، أشعل أحد المُختلفين النار في زميله، فقط خلاف في مباراة لكرة القدم.!!

هذا الشاب الذي يدرس في إحدى ثانويات منطقة أبو حمد أمس، فارق الحياة متأثراً بالحروق، بعد أيام من بقائه في المستشفى هناك، فارق الحياة وهو في طريقه إلى الخرطوم لإسعافه.

هذه الواقعة التي حدثت في إحدى داخليات مدارس الثانوي بمنطقة أبو حمد..لا يُمكن أن نعدها مجرد جريمة طرفيها مراهقان، هذا مُؤشِّرٌ خطيرٌ لتفشي العُنف في المُجتمع، إذا كانت مباراة لكرة قدم، تقود الخلافات فيها إلى مثل هذا الانتقام، فكيف يكون الحال فيما هو غير رياضة؟!

مطلع العام الحالي، مريض يدخل على طبيب، ثم ينهال عليه طعناً بالسكين ولا يتوقّف إلاّ بعد ما تأكد أن فريسته لم يَتبقَ لها أمام الموت إلاّ ثوانٍ معدودة، الحادثة التي شهدتها مدينة سنار، كانت دوافعها الانتقام والتشفي من مريض ضد طبيب.
وليس بعيداً عن ذات التوقيت، وفي نهر النيل، خلاف حول بئر في مناطق التنقيب عن الذهب، يقود إلى عمليات ذبح وتهشيم رؤوس، القَتلَة لم يكتفوا بإزهاق الروح، بل تفنّنوا في طرائق الانتقام.

هل تذكرون، ذلك اللص، الذي قُبض عليه في أحد أحياء الخرطوم، المواطنون تولوا نصب محكمة للص كيفما اتفق، بدلاً عن تسليمه الشرطة، قاموا بتعذيبه بصورة وحشية للغاية، مستخدمين الشطة، ولم يكتفوا بذلك، تم تصوير المشهد بشكل هستيري، شباب في مقتبل العمر، يصورون مقطع فيديو وهم يحشون الشطة في مؤخرة اللص، الذي كان يتلوى من الألم ويبكي ويترجاهم أن يتوقّفوا.
لا يُمكن بأيِّ حال، حسبان هذه الحوادث باعتبارها مجرد حوادث عرضية وفردية، هذه مُؤشّرات حيّة لثقافة العنف التي سادت المجتمع، ومع غياب القانون، أصبح الجميع يريد أن يأخذ القانون بيده.

غير أنّ حادثة أبو حمد التي وقعت بين زميلين مُراهقين، وإن كانت أسبابها ما بُذل في الإعلام، أو كانت أسباباً أخرى، فهي خطيرة بكل المقاييس، حمل دوافع الانتقام والتشفي مكلف ومرهق نفسياً، فمن أين لهؤلاء اليافعين مقدرة نفسية لتحمل كل هذه الكراهية.
أياً كانت الدوافع، فإن طريقة ارتكاب الفعل الانتقامي المُوغلة في الوحشية، تُفسر حالة العنف الذي استشرى بيننا.. نحن لسنا بخير.