• ×

ربيكا قرنق : لا أنوي خلافة سلفا كير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية نيروبي: مها التلب
أعلنت ربيكا قرنق أرملة القائد التاريخي للحركة الشعبية الراحل جون قرنق، عن عدم رغبتها في خلافة سلفا كير على سدة الحكم، وقالت لـ (التيار) عبر الهاتف أمس إنّ الوقت مازال مُبكِّراً للحديث عن خلافة سلفا كير لأنّ الأولويات تقتصر – حالياً على إحلال السلام وإيقاف الحرب بين الفرقاء المُتناحرين، وتوحيد الحركة الشعبية وإعادتها إلى "رؤية قرنق"، بجانب إعادة اللاجئين والنازحين لمناطقهم ومُواجهة المجاعة.
و كانت تقارير صحفية تناولت عن وجود تسوية سياسية عبر تشكيل حكومة انتقالية تقودها ربيكا قرنق و تنازل سلفاكير عن السلطة طواعية لها .
_____________________________

تقرير

لهذه الأسباب لن يتنحى سلفاكير لربيكا قرنق ..!
الخرطوم: مها التلب
بالتزامن مع وصول طلائع القوات الأفريقية لجمهورية جنوب السودان إيذاناً ببدء مرحلة جديدة تمهيداً لعودة زعيم المعارضة الجنوبية المسلحة د. رياك مشار الذي يجلس رهن الإقامة الجبرية في جنوب أفريقيا منذ عامين تقريباً تواترت الأنباء عن وجود تسوية سياسية تتمثل في تشكيل حكومة انتقالية تقتصر مهمتها الأساسية في التحضّير لانتخابات مبكرة العام المقبل، بجانب اقناع الرئيس سلفاكير ميارديت التنازل طواعية عن السلطة مؤقتاً لصالح حكومة توافقية انتقالية تقودها ربيكا نياندينق ديمبيور "أرملة الزعيم التأريخي للحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق".
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يتنحى سلفاكير ميارديت هكذا بتلك البساطة عن سدة الحكم؟!..
الإجابة التي لا تحتاج لكثير عناء (لا) لعدة أسباب لعل ابرزها أن وجود سلفاكير في السلطة الذي يعد آخر الضباط الخمسة المؤسسين للحركة على قيد الحياة بعد رحيل قرنق واروك طون ووليم نون وكاربينو كوانين، يعني سيطرة الدينكا على زمام الأمور و مفاصل الدولة و تأكيد لمقولتهم "أن الدينكا وجدوا ليحكموا" و لحماية مملكتهم و في سبيل ذلك دارت حرب طاحنة بين الدينكا و النوير راح ضحيتها الآلاف من البشر، وتوزعت مجموعات أخرى ما بين لاجئ ونازح.
أيضاً الحديث عن أن أرملة الراحل قرنق ستقود الحكومة الانتقالية هذا لن يسمح به إطلاقاً و سيواجه بمعارضة كبيرة لجهة أن ربيكا قرنق من مواليد "دينكا بور" بينما يتحدر سلفاكير من "دينكا بحر الغزال" و هنالك غبن تأريخي بين دينكا بور والأفرع الأخرى لقبيلة الدينكا.
وعرقلة مقترح خلافة ربيكا لسلفاكير، لا يعدو أن يكون محاولة لقطع الطريق أمام سيطرة دينكا بور على مقاليد الحكم وعدم تكرار سيناريو د. جون قرنق و هيمنة أبناء "دينكا بور" و تأكيداً لهذه الفرضية في العام 2014م بأديس أبابا طرح وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "ايقاد" مقترحاً بتولي نائب وزير الدفاع السابق و عضو مجموعة (10) الفريق مجاك أقوت مقاليد السلطة لفترة انتقالية، لكن ما حدث؟!..
من عجب أن المقترح تم رفضه من قبل الحكومة و المعارضة المسلحة بزعامة د . رياك مشار معاً وذهبت التحليلات وقتها في أسباب الرفض المغلظ من جانبي حكومة سلفاكير ومعارضة رياك مشار، أن مجاك ينتمي لـ "دينكا بور" الذين يتمتعون بحظوة عالية داخل الجيش الشعبي بالإضافة إلى ميزات شخصية أخرى للرجل الذي يحوز درجة الدكتوراه في الاقتصاد في واحدة من أعرق الجامعات البريطانية، يجيد مجاك التحدث بعدة لغات بينها الإسبانية بطلاقة، ومجاك من الوجوه المعروفة في شمال السودان، حيث تبوأ منصب نائب مدير جهاز المخابرات والأمن ضمن انصبة الحركة الشعبية في السلطة عقب توقيع اتفاقية السلام الشامل في 2005م في ذاك الوقت كان الفريق أول صلاح قوش يشغل منصب مدير الجهاز.
لكن التحليل الأكثر أهمية يتمثل في أن المجتمع الجنوب سوداني، لم تتجاوز أمراض أفريقيا المزمنة بعد في نظرته إلى المرأة ودورها في الحياة العامة، بجانب أن جوبا ليست مهيأة في هذا الوقت بالذات لتتقبل إمساك امرأة زمام الحكم وتكون المسؤولة الأولى عن مفاصل الدولة، فالحرب لا زالت تلقي بشرر كالقصر، واللاجئون "تبعثروا في كل واد" وليس ما حدث بمعسكر "خور ورل" في النيل الأبيض مؤخرا ببعيد عن الأذهان.
ولعل هذا ما حمل ربيكا على دحض التقارير التي تحدثت عن خلافتها لسلفاكير على سدة الحكم وعللت "ماما ربيكا" ذلك أن الوقت مبكر و الأولوية للسلام و توحيد الحركة الشعبية و إعادتها لرؤيتها.
و قالت لـ(التيار) أمس إن الوقت مازال مبكراً للحديث عن خلافة سلفاكير لأن الأولويات تقتصر – حالياً على إحلال السلام و إيقاف الحرب بين الفرقاء المتناحرين، و توحيد الحركة الشعبية و إعادتها الى "رؤية قرنق" بجانب إعادة اللاجئين و مواجهة المجاعة.
ثمة همس يدور إن هذا السيناريو – أي تنحي سلفاكير - أعده الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، لكن المؤكد حسب مصادر موثوقة تحدثت لـ(التيار) أن هذا غير صحيح لأن موسيفيني يعتبر الحليف الأقرب لسلفاكير ليس هذا فحسب لقد دفع جنوده للوقوف مع سلفاكير في حربه ضد مشار و في المقابل دفع ميارديت الملايين من الدولارات. وفي أديس أبابا إبان التفاوض بين الخصمين اللدودين – سلفا ومشار- كان موسيفيني يناصب الأخير العداء بل وقف مع سلفا في كثير من قمم رؤساء دول الإيقاد الذين فشلوا في إتخاذ مواقف ضد سلفاكير، كل تلك الأمور تجعل من موسفيني المستفيد الأول من وجود سلفا لذلك لن يسعى لإزاحته عن سدة الحكم.
وفي وقت سابق جرى تداول عدة أشخاص داخل مجلس أعيان الدينكا لخلافة سلفاكير، أبرزهم مستشار الرئيس للشؤون الخارجية نيال دينق نيال الذي يحظى بقبول طيب لأنه من الدينكا غير أن بعض القيادات ذهبوا إلى أن شخصيته ضعيفة و لا يتمتع بالكاريزما لذلك لن يستطيع حماية حقوق الدينكا، لكن مع ذلك وجد نيال حظاً كبيراً في الترشيحات لخلافة سلفاكير، لكن مع تمسك سلفا بمنصبه لا ينتظر سوى تدخل "عزرائيل" لإزاحته عن الكرسي شأنه كالغالبية العظمى من القادة الأفارقة.


بواسطة : admin
 0  0  1505
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:56 مساءً الثلاثاء 7 مايو 2024.