العلاقة الزوجية بعد عقد القران وقبل ليلة الدخلة.. قصص مؤثرة

الخرطوم ـ السودانية 

لم يمض سوى أشهر من زفافهما حتى نُصب نفس الصيوان الذي تلقوا فيه التهانئ بعقد قرانهما، يتقبلون فيه التهانئ بمناسبة المولود الأول. الكل كان يهمس متسائلاً: (متين تمت تسعة شهور)، وهنا يبدأ الحساب، منذ تحديد موعد العرس حتى أن وضعت حملها، يغوصون في التفاصيل هل يا ترى أكملت حملها أم وضعت في الشهر السابع؟ وآخرون يقررون: ربما أخطأت فانخرطت في علاقة بزوجها بعد العقد وقبيل ليلة الزفاف. قصص كثيرة في هذا الصدد، يحكيها رواة حقيقيون، فلنستمع إليها:

وصفني بالضعف لثقتي به

تروي (م .ع) قصتها قائلة: تقدم لخطبتي، ولكنني أنا التي دفعت ثمن تلك الخطوة وحدي، كانت العلاقة بيننا تسير بشكل طبيعي، ولكنني أصبحت ضعيفة أمامه حتى حدث ما حدث، وفجأة اختفى هو، ولم أجد إليه طريقاً، بعدها وصلتني ورقة طلاقي، وأنا في الشهر الخامس من الحمل. وأردفت: حدثت لي بسبب ذلك مشاكل كثيرة، بيني وبين أسرتي، وبيني وبين أسرته، حتى وصلت المحاكم، وكان لذلك وقع وأثر سلبي في نفسي ونفس أسرتي التي أُحرجت بسبب ما حدث مني ومن تصرفي، ولكنني لم أندم على أنه طلقني بل ندمت أنني ارتبطت ووثقت برجل لم يكن رجل بقدر الثقة التي منحته إياها، فتركني في متنصف الطريق أواصل المشوار وحدي، بينما لاذ بالفرار. وأضافت: لم ينته الموضوع على ذلك، بل وصفني بالضعف وتجرأ وتلاسن معي، ونسي أنني زوجته، وأن هذا المولود هو ابنه الشرعي.

يمكن الاستمتاع

وفي السياق، يقول الشيخ عبد الكريم: إن العلماء اتفقوا على أن العقد ما دام تم مستوفياً لأركانه وشروطه الشرعية كلها، فإن هذا الرجل يعد زوجها شرعاً، وأنه يحل لكليهما الاستمتاع ببعضهما في أي وقت وأي زمان، فلا مانع من أي صورة من صور الاستمتاع من تقبيل وأحضان ومعانقة إلاّ الجماع، فإن كثيراً من العلماء قالوا بتأخيره حتى يتم الدخول بالطريقة التي جرى عليها العرف، وذلك صيانة للزوجة وحماية لها من أن تحدث أمور لم تكن في حسبانها، فتدفع الثمن غالياً وفادحاً. وأضاف الشيخ عبد الكريم: خاصة وأن مثل هذه اللقاءات تكون في أولها ومقدماتها تحت السيطرة، إلاّ أنه مع تكرارها أو طولها أو عدم وجود أي رقابة قد تتطور الأمور ثم يفقدان السيطرة على تصرفاتهما، ويحدث الجماع والإيلاج في غفلة وهما لا يشعران، وبعد الانتهاء تبدأ رحلة المعاناة والعذاب من قبل الفتاة خاصة، مما يجعلك في وضع الذل والهوان والخوف من أن يتخلى عنها في لحظة، وقد يترتب على ذلك استغلاله لهذا الخوف والتعلق، فيطلب منك ذلك بصورة منتظمة، وفي الأثناء قد يحدث خلاف بين الطرفين - لا قدر الله ثم ينتهي إلى الطلاق فتصبح الفتاة أمام أعين الناس مطلقة بعد العقد فقط، وقبل الدخول عليها، في حين أن الحقيقة أنها فقدت عذريتها، وأصبحت ثيباً، ومن ناحية المجتمع أي رجل آخر لا يقبل بك، إذ أنه يريدك بكراً، لذا يقول حسب رأيي الشخصي: لا مانع من الاستمتاع مع ضرورة اليقظة والانتباه خاصة من جانب الفتاة شخصياً فهي التي ستدفع الثمن وحدها، وتعرض سمعتها وسمعة أهلها للخطر.

التعليم والمادة سببان رئيسان

من جهته يقول الأستاذ ياسر عبد الغني - باحث اجتماعي - أنه وبعد التردي الاقتصادي الكبير، فإن مثل هذه العلاقات تعود إلى الإبتزاز المادي، كما أن المستوى التعليمي للعائلات متوسطة الدخل يكون منخفضاً دوماً، وبالتالي سيكون هذا الزواج غير مرفوض والعلاقة الدخلة لا تكون حراماً، لكن إذا كان الزوج من الطبقات الميسورة أو الغنية، فهي لا تحرم هذة العلاقة بل تقرها لتأخذ منها متنفس يخرجها من دائرة الفقر والكدح التي تعيشها، وهنا النقطة تؤيده للملاحظة المباشرة للباحث التي تفيد بأن غالبية الفقراء يرفضون التصريح بفقرهم خشية التعرض لسخرية الآخرين، ولا يصرحون أيضا بعلاقة بنتهم، لكن النسبة التي حصدتها العائلات الفقيرة تؤكد أن الفقر سبب مهم لقبول العائلات مثل هذا الزواج طمعاً في التخلص من ويلات الفقر والفاقة. وأردف: غير أن اللافت للنظر هو نسبة العائلات الغنية التي تنتمي إليها الضحايا، وهي تؤكد أن المجتمع يعاني من أزمة زواج حقيقة قد تنفجر في وقت ما محدثة كارثة حقيقية، وهذه النسبة إذا ما أضيفت إليها نسبة العائلات المتوسطة الحال الاقتصادي تشير إلى قصور في نظرة هذه العائلات، وأشار إلى أن الشرع يحل العلاقات، ولكن العادات والتفاليد لها أحكام تجعل من الحلال حرام ومن الحرام حلال
دُرِّية مُنير ـ اليوم التالي