• ×

تفلتات الجيش المصري بحلايب المحتل تقابلها دبلوماسية ناعمة من الخرطوم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تصاعدت وتيرة الأحداث داخل مثلث حلايب المحتل, وتفاقمت الأزمة ووصلت الى أبعد مما كانت عليه من قبل. واتبع الجيش المصري لغة لم نكن نتوقع ان توصل الى هذا الحد طردا وقتلا وتشريدا ومصادرة ممتلكات في وضح النهار،

هنالك ثمة سؤال: هل استغلت مصر سماحة وصمت الحكومة السودانية .. أم ان النزاع سياسي بحت ينشط في أوقات ينجم عن توتر سياسي داخلي أم ان حسم الملف والفوضى والإهانة يعتبر ملفا شائكا قد يؤدي الى تفاقم العلاقة أكثر مما هي عليه؟ في وقت يقف السودان خلف لغة دبلوماسية ناعمة تحت وثائق تثبت الأحقية في جزء من السودان هي مناطق حلايب وشلاتين وأبو رماد .
طناش الملف
وفي إفادة لممثل الدبلوماسية الخارجية في المشورة الشعبية د. عبد الرحمن أبو خريس لـ (الإنتباهة) قال ان الجيش المصري الموجود في الحدود المصرية بقصد النهب والسلب من المعدنين السودانيين. والجيش المصري اذا غرضه الحقيقي حراسة الحدود المصرية لماذا سمح الى المعدن السوداني ان يتخطى ذات الحد المحدد, وبعد ان يبدأ المعدن السوداني الحفر وتجهيز التعدين تعتدي عليه ويطرد ويصادر ما يمتلكه، موضحا بان وراء تلك اللعبة عملا تجاريا بحتا ونهبا وسرقة وخطة معروفة منهم, وتكرر ذلك في العام السابق ولم يعطوا المعدنين السودانيين معداتهم الى الآن، وأن الجيش المصري لا يعرف حقوق الإنسان وهو قادر على أذية السودان, ويعتبر المعدنين السودانيين وسيلة واحدة من خططهم. وقال ابو خريس إن الجيش المصري بعد ما صادر ممتلكاتهم تم طردهم وتشريدهم الى الصحراء الى أن راحوا ضحية هذه المهزلة التي لم تنطق فيها الجهات المعنية حرفاً واحداً وهم على علم بكل التفاصيل دون ان تكتب في الصحف, وهذا مما أدى الى توتر العلاقات مع مصر, وأصبحت القضية متشابكة وحساسة جدا وهذا بسبب طناش المل وتجاوزه. موضحا ان الجانب السوداني ينتظر من حكومة مصر ان ترد عليه بان مثلث حلايب يتبع لكم وتقدمه لهم على طبق من ذهب, لذلك لابد من التدخل العاجل وتحري الدقة في الظلم والإهانة التي ألمت بالمواطن السوداني وهو داخل حدود سودانية. وأضاف خريس ان الجيش المصري تجاوز القانون الدولي نفسه بهذه العملية وهو سرقة حقوق السودان, لذلك لابد من اتفاق الرئاسة مع الرئاسة المصرية باعتبار أنها هي القيادة الفعلية دون تضليل بين الطرفين وتغييب المعلومات بين الجانبين السوداني والمصري, بالرغم من ان مصر تنظر الى الموضوع نظرة اقتصادية من ناحية المصالح المشتركة بينهما تجاريًا ,لذلك جاء الرد خرابا اقتصاديا, ردة فعل وقعت على المعدنين. وكشف عن أن الرفض والخلاف حول المثلث جاء من قبل الرئيس مرسي, ولم ينظر في ملف حلايب طيلة عهده، لذلك نرجو من الحكومة السودانية ان تجهز جيشا من الدعم السريع والجيش ليقف على الحدود السودانية, ولابد من تحديد الحدود خوفا من شيء سوف يحصل ولا يحمد عقباه.
نهب وسلب
تصاعدت الأحداث بمثلث حلايب المحتل من قبل الجيش المصري, بل تزايدت وتيرة الخلافات بسبب مصادرة الجيش المصري للمعدنين السودانيين في منطقة شلاتين بعد ان نهبوا ممتلكاتهم , وتسببت مطاردات الجيش المصري للمعدنين السودانيين في جبال حلايب المحتلة في مصرع (19 ) معدنا عطشًا في الجبال جراء ملاحقة السلطات المصرية لهم، وكانت السلطات المصرية قد طردت كل المعدنين من شلاتين وطاردتهم الى داخل جبال حلايب ولقي عشرة سودانيين حتفهم بنيران الجيش المصري في شلاتين قبل أسبوع ونيف. ويعاني السودانيون داخل المثلث المحتل من حملات ادارية وتفتيش وقمع وقتل وطرد معدنين ونقل (14 ) معدناً فروا من المطاردات في حلايب بحسب مصادر (الإنتباهة ) بعد ان وصلوا لحالة صحية سيئة جدا وتمت استضافتهم بالقسم الأوسط ببورتسودان، وقد نقلوا ان (19 ) معدنا لقوا مصرعهم عطشا إثر المطاردات العنيفة التي تعرضوا لها من الجيش المصري, والذي منعهم من التعدين ولاحقهم داخل جبال البحر الأحمر. وفي ذات السياق قالوا ان هنالك مجموعة كبيرة من المعدنين المطرودين من شلاتين وصلوا الى مدينة أوسيف ويبلغ عددهم (101 ) معدن سوداني . وأفادوا ان السلطات المصرية قد نهبت وسلبت جميع ممتلكاتهم , وأشارت المصادر الى أن حكومة البحر الأحمر صنفت العائدين لمجموعتين: مجموعة مقتدرة ماليا وبلغ عددهم (75 ) ، ومجموعة غير مقتدرة ماليا وبلغوا (26 ) معدنا تم تقديم مساعدات لهم للوصول الى ذويهم .
كرت ضغط
الفريق الأمني عثمان بلية نائب رئيس هيئة الأركان سابقا يرى في حديثه لـ (الإنتباهة ) ان ليس هنالك حل مع القاهرة حول مثلث حلايب غير التحكيم الدولي باعتبار ان مصر ليس لديها وثائق او خرائط تثبت ملكيتها لحلايب, ونحن السودانيين أعطيناهم وثائق طابا ومع ذلك احتلوا المثلث، وهذا مما دعاهم ان يضعوا شروطا للدخول والخروج والطرد والإهانة واستلاب ومصادرة ممتلكات السودانيين. موضحا ان داخل المثلث أغلبهم سودانيون ينتمون الى قبيلة البجا لكن المصريين حاولوا استمالتهم عبر سياسة توفير الخدمات, إلا أن قضية حلايب هي كرت ضغط على السودانيين , واعتبرته سياسياً لوضع المشاكل بين المنطقتين وهي اكثر مماهي عليه من احتلال من الجانب المصري. وقال ان السودان صاحب حق دون جدل كثير ودون سياسة مستقلة من الجانب المصري مع سد النهضة الحصار الاقتصادي بينهم. وكشف بلية عن أن القوات السودانية المتمركزة داخل المثلث والحدود حجمها بسيط جدا باعتبار أنها عبارة عن قوات رمزية تمثل السودان فقط مع الوحدات الادارية في مثلث حلايب، لذلك المصريون فرضوا أنفسهم على المثلث واستقلوا، وعندما طالبوا أعطوهم نقاطًا حدودية على البحر الأحمر يبلغ عددها عشر نقاط ، وكل واحدة تبعد عن الثانية مسافة عشرة كيلو مترات .
الاحتلال غير الشرعي
بشأن تطور الأوضاع داخل مثلث حلايب قالت وزارة الخارجية إنها ظلت خلال الفترة الماضية تقدم تقارير دورية لمجلس الأمن بشأن النزاع الحدودي حلايب وابورماد وشلاتين وأوضح وكيل وزارة الخارجية السفير عبد الغني النعيم قائلا: نحن حريصون على حق السودان وتأمين سيادته وأرضه حتى نثبت جميع الأشياء على الأرض. وتابع: قدمنا تقريرا للأمين العام للامم المتحدة مشفوعا بوثائق ونعمل على استرداد حقوقنا بالطرق القانونية والمعاهدات المعمول بها دوليا. وأكد إخطار وزارة الخارجية السودانية للأمم المتحدة المؤرخ 6 يوليو الحالي عدم اعتراف الخرطوم بالوجود العسكري المصري وكافة أشكال السيادة المصرية الحالية في مثلث حلايب باعتباره احتلالا غير شرعي وترفض كافة الممارسات وأعمال السيادة من جانب مصر في حلايب براً وبحراً, وإعلان مصر بهذا الخصوص. وتابع: الإخطار الذي جاء ردا على إعلان أودعته مصر لدى المنظمة الدولية في 4 مايو الماضي ,كما لا تعرف حكومة السودان باي حقوق لطرف ثالث بناء على تصرفات مصر على أساس وضع الاحتلال الحالي .

عوضية سليمان
الانتباهة


بواسطة : admin
 0  0  915
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:06 صباحًا السبت 18 مايو 2024.