• ×

شمائل النور : ما فعلته قناة الجزيرة أسوأ من تصريحات بلال

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية الانقسام الحاد والاستقطاب والاصطفاف الذي يحدث داخل السودان إزاء أزمة الخليج، ربما لم يحدث بذات حدته في دول الأزمة نفسها. ويبدو أن أزمة الخليج، تعبر عن أزمتنا نحن بشكل أوضح مما تعبر عنه مواقفنا إزاء أزماتنا الداخلية.

اللافت، أن كثيراً من الصحفيين والإعلاميين السودانيين في بلدان الخليج، أعلن كل معسكر منهم موقفه الداعم للدولة التي يقيم فيها، بل ونصّب بعضهم أنفسهم حكاماً على مواقف الآخرين، رغم أنه غير مطلوب منهم كل ذلك.

شيء آخر، منذ تفجر الأزمة، اختار الإسلاميون في السودان الوقوف مع قطر، رغم إعلان الحكومة الرسمي الموقف المحايد، لكن ظل الإسلاميون بمختلف مجموعاتهم يحرضون بشكل أو بآخر للانحياز لقطر، وهذا يبدو طبيعي، لأنهم في قلب المعركة بين دول المحور الثلاثي وقطر وإن كان ظاهرياً.
أما المُحيّر، أن بعض المختلفين مع الإسلاميين آيدولوجياً أو حتى المناوئين للحكومة خارج المنظومة الإسلامية، اختاروا الوقوف في معسكر السعودية، وتبنوا تماماً المعركة ومضوا في الدفاع عنها، فقط، لأن الموقف المعلن من السعودية أنها ضد (الإخوان المسلمين) رغم أن السعودية ليست دولة علمانية، بل هي الحاضن الآيدولوجي لجماعات الإسلام السياسي الأكثر تشدداً.

وفوق كل ذلك، الموقف الرسمي الذي أعلن الحياد، يتعرض الآن لمحاولات جر مستميتة، من طرفي الأزمة، السعودية وقطر.
قبل أيام، خرج السفير السعودي بالخرطوم من صمت الدبلوماسية الخليجية، وأعلنها رسمياً، أن دولته تريد الموقف الواضح والنهائي من السودان، أثارت تصريحاته جدلا واسعا، وعدها البعض أنها اقتربت من نقطة (الوصايا) الحمراء.

أمس هاجت مواقع التواصل على خلفية (استيضاح) مراسل من قناة الجزيرة بالخرطوم، إلى رئيس الوزراء مباشرة، الخطاب يريد توضيح تصريحات وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، التي أدلى بها في القاهرة خلال اجتماعات وزراء الإعلام العرب، التي انتقد فيها قناة الجزيرة وهاجمها، ثم تنكّر لها.
قطعاً، ولا يختلف اثنان، من حق دولة قطر أن تطلب موقفا واضحا من السودان إزاء الأزمة، كما طلبت السعودية، هذا لا جدال فيه، فعلى أساس المواقف تُحدد الدول علاقاتها الخارجية.

لكن ما فعلته قناة الجزيرة كان أسوأ من تصريحات بلال، كان تجاوزاً على نحو مهين، والمؤسف نشرها للخطاب في وسائل التواصل الاجتماعي، تأكيداً للإهانة، الأجدر أن تستفسر قيادة الدولة في قطر القيادة في السودان، أو حتى سفير قطر في الخرطوم، من حقه أن يستفسر الخارجية.
أزمتنا أكبر من أزمة الخليج.. جيشنا يقاتل للسعودية ولا نستطيع أن نقول في وجهها (لا)، رغم الصورة البائسة التي رسمتها حرب اليمن، وقناة فضائية قطرية تستوضح رئيس وزراء دولتنا ولا نستطيع قول (لا).. لكن، هل نلوم الخلايجة؟.


بواسطة : admin
 0  0  974
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:36 صباحًا الأحد 19 مايو 2024.