• ×

عثمان ميرغني يكتب : مأساة الكرة ..مأساة وطن !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية بالله عليكم- ماذا لو أصدر مجلس الأمن– أيضاً- قراراً بتجميد النشاط السياسي في السودان!، ألا يحل ذلك كل المشاكل بالجملة بدلاً من التعامل (بالقطاعي) كوليرا، ماء، كورة، كهرباء، تعليم.. والقائمة الطويلة التي تتبادل السطوة على الأثير الاجتماعي السوداني.

نضيع الوقت في نوبات البكاء، فكلما حلت بنا فجيعة ننسى التي قبلها، ونتفرغ للجديدة، حتى تأتي أختها.. أمس الأول في اللحظة التي أعلنا فيها فتح بيت البكاء الرياضي.. على خلفية قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بتجميد عضوية الاتحاد السوداني والنشاط الخارجي.. والحسرة الكبيرة التي ارتسمت على جماهير الرياضة، في ذات اللحظة كانت هناك أسر سودانية كثيرة تتجرع حسرة من نوع آخر.. بعد إعلان إدارة الحج والعمرة رفع تكلفة الحج هذا العام إلى أكثر من (42) ألف جنيها للعادي، و(105) آلاف جنيه للخاص.. كلها نكبات تمسك بتلابيب بعضها، وتكشف أن أصل المشكلة واحد!، العقلية، ومنهج الإدارة الذي يحكمنا.

في مأساة كرة القدم ليست العلة في صراع الاتحاد الرياضي، بل في (المفاجأة).. أن يكون هناك إنذار واضح.. وتهديد سافر من الفيفا بتجميد عضوية الاتحاد، والنشاط الرياضي في حال استمرار قرار وزارة العدل.. فيتفرج الشعب السوداني- كله- على العباقرة، وهم يجتمعون بمقر الاتحاد ليخرجوا ويعلنوا للشعب السوداني (اتراضينا) بتقاسم لجان التسيير.. ثم يذهبوا- وبراءة الأطفال في أعينهم- ليفاجؤوا بخطاب من الـ”فيفا” يذكرهم أن المشكلة ليست في (التراضي)، بل في قرار صادر من وزارة العدل لا بد من إبطاله.. بالله عليكم ألم تدخلوا مثل هذا الفيلم عشرات المرات.. تبدأ مشكلة صغيرة، تسخر منها الحكومة، فتكبر قليلاً، فتسخر الحكومة أكثر.. وتكبر، ويكبر تغافل الحكومة، وسخريتها.. ثم عندما تقع الفأس في الرأس يبدأ النواح والتراجع المُذِل بعد فواتير باهظة أكبر من أن تسترد أو تعوض.

مشكلة دارفور– مثلاً- بدأت صغيرة، استهانت بها الحكومة، فكبرت رويداً رويداً، والعباقرة أهل الحل والعقد يرفعون التقارير؛ ليقولوا للقيادة (أسبوع واحد، ونرفع لكم التمام..)، تمام نهاية المشكلة.. فإذا بالأسبوع يمر، ثم الشهر، ثم السنة، ثم (15) سنة حتى اليوم، ويلتهم حريق دارفور الإنسان، والزرع، والضرع، حتى السمعة الدولية للسودان.

هي عقلية واحدة تختلف ألوانها.. وتبقى المشكلة أننا شعب طيب و(مسكين) كلما وقعت واقعة انشغلنا بها وغرقنا في تفاصيلها، وننسى السبب.. حتى ندخل في نفق الأزمة الجديدة التالية لها.

صدقوني- نحن نتسلى بـ (يوميات) فارغة عبثية.. نصحتكم كثيراً، ولا أضجر من إعادة النصح، ارفضوا الواقع كله.. ارفضوا التعامل بـ (القطاعي).. تعاملوا مع جذور المشكلة.. لا بد من حل شامل ينهي آلام شعب صبر حتى ضجر منه الصبر.

يا شعب السودان النبيل، انسوا حكاية الكرة.. فالرياضة- أصلاً- في الحضيض، وتعاملوا مع المشكلة الحقيقية!.

السودان كله الآن يغرق.. يغرق.. يغرق!.
التيار


بواسطة : admin
 0  0  1538
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:41 صباحًا الخميس 16 مايو 2024.