سودانيون عالقون بميناء جدة .. تفاصيل المأساة

السودانية أوضاع مأساوية يعيشها سودانيين عالقين بميناء جدة بالمملكة العربية السعودية، وروى شهود عيان أن الصالات الرئيسية داخل وخارج ميناء جدة شهدت تكدسا كبيرا للعالقين وسط غياب تام لقنصلية السودان بجدة. وأصدرت السلطات السعودية منذ أشهر عفوا عاما عن مخالفي شروط الإقامة و أمهلتهم مدة ثلاثة أشهر لمغادرة أراضيها. مشاهد العالقين وهم خارج الميناء وتحت ظل الأشجار، تعكس حجم معاناتهم وهم في انتظار الفرج، بينهم رجال ونساء كبار السن، وأطفال مع أسرهم. وهاتفت صحيفة التيار سفير السودان بالسعودية للتعليق على أزمة العالقين بجدة، لكنه لم يرد على المكالمة رغم تكرار الاتصال وأيضا لم يرد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية على الاتصالات لاستجلاء موقف الوزارة من تلك الأزمة المتفاقمة.

ذكر شهود عيان أن الصفوف تراصت أمام منافذ بيع تذاكر البواخر المصرية التي ارتفعت بصورة جنونية. في المقابل اظهر العالقون خشيتهم من التعرض للسجن والغرامة من قبل السلطات السعودية بعد تجاوزهم للمهلة التي انتهت أول أيام عيد الفطر الحالي.

وشكا العالقون من أوضاع صعبة حيث تقطعت بهم السبل وطالبوا الحكومة والقنصلية بالتدخل فورا لحل مشكلتهم و تسهيل عملية عودتهم إلى أرض الوطن. وقال أحد العالقين: "معاناتنا كبيرة و نحن الآن نواجه السجن و الغرامة بعد أن تجاوزنا المهلة التي منحتنا لها السلطات السعودية".
انتقد عبد الرحمن محمد وقيع الله أصحاب البواخر المصرية الذين ضاعفوا قيمة التذاكر مستغلين الوضع الحرج للسودانيين العالقين هناك، وقال وقيع : "شركة نماء المصرية للبواخر حددت سعر التذكرة (600) ريال لكن سرعان ما ارتفعت ووصلت إلى(1000) ريال ثم (1500) ريال"، وتابع بصوت متهدج: "حتى وصلت لـ(2000) ريال و نحن لا نملك هذا المبلغ، ولا ندري ماذا نفعل وإلى أين نذهب"؟!.

منتصر الامام قال "نحن عالقون لأكثر من شهر و لم يحل أحد قضيتنا"، وعبر عن استيائه البالغ من تجاهل الحكومة لهم و طالبها بالتدخل لحل الأزمة و ترتيب عودتهم إلى البلاد و أضاف: "نطالب الحكومة بالتدخل العاجل لحسم هذا الأمر، وأضاف سوداني آخر : "نحن أسر كبيرة، أطفال، و كبار سن نعاني من أوضاع صعبة داخل وخارج الميناء.
وأضاف: "رغم الألم والمعاناة، وصعوبة الانتظار، إلا أن هناك من حبب الله الخير إليه، إذ وفر بعض السودانيين المقيمين في جدة إفطار رمضان للعالقين بالميناء، في لفتة إنسانية خففت كثيرا على بني جلدته، الذين أغضبهم تجاهل قنصليتهم وغيابها الكامل عن المشهد".
وعلى ذات النسق روى أحد العالقين أنهم يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، و يستظلون بالأشجار أثناء ساعات النهار التي تزيد حرارة شمسهم الحارقة من معاناتهم، و ذكر أن أحد السودانيين المقيمين هناك قام بمساعدة السودانيين و تقديم وجبة إفطار رمضاني حيث لم يتذوقوا قبلها الأكل لمدة يومين متتالين.
وأضاف في حسرة : "والله الأطفال كان وضعهم يقطع القلب، وظلوا يعتمدون على "البسكويت و الماء" كوجبة أساسية. و قال أحد العالقين، والذي فضل حجب اسمه أمس إن موجة الغضب وسط العالقين بعد أن ضاعفت شركة نماء المصرية أسعار التذاكر، دون الالتفات إلى معاناتهم، تسببت في قيامهم بتهشيم مكتب الشركة من فرط الغضب، احتجاجا على هذا التعامل.
مها التلب ـ التيار