• ×

طالب نازح اول الشهادة السودانية بشمال دارفور

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تغلب طالب نازح في المخيمات على ظروفه الصعبة وأحرز المركز الأول على مستوى ولاية شمال دارفور بنسبة نجاح بلغت 92,1%، لكنه ورغم تفوقه يعتزم الجلوس مرة أخرى لتحقيق حلمه بدراسة الهندسة الميكانيكية.

الطالب عصام محمدين محمد أحمد أبكر، كان عمره لم يتجاوز السنة السابعة عندما غادر وعائلته بلدة "تابت" بمحلية طويلة وحطوا رحالهم في مخيم أبوشوك للنازحين (6) كلم شمالي مدينة الفاشر، جراء الحروبات التي شهدها إقليم دارفور.

تمكن عصام من مواصلة الدراسة والجلوس لامتحانات الشهاده الثانوية هذا العام وإحرازه المركز الأول على نطاق الولاية بالرغم من مرارة النزوح وقسوة الحياة.

لكن عصام يقول لـ "سودان تربيون"، إنه بصدد الجلوس مرة أخرى لامتحانات الشهادة السودانية لأن رغبته في دراسة الهندسة الميكانيكية تحتم عليه امتحان الشهادة السودانية من المساق العلمي وليس الأدبي كما فعل هذا العام.

ويبدو واثقا من تحقيق نسبة أكبر من النسبة التي أحرزها الآن "92.1%"، قائلا "أهدي هذا النجاح لكل النازحين وأهل شمال دارفور.. سأرفع رأس ولايتي عاليا العام المقبل حينما نعود للجلوس مرة أخرى لاداء الامتحانات في الميثاق العلمي".

ويؤكد عصام النازح بمخيم أبوشوك أن جلوسه للامتحان في الميثاق الأدبي كان دوبلا رغبة منه، لذلك قرر العودة الى المدرسة ومواصلة الدراسة لتحقيق رغبته في دراسة الهندسة الميكانيكية.

ويقول "بعد اندلاع الصراع في دارفور بات الأمن غير مستتب وقررت أسرتي المغادرة والمجئ الى المعسكر حيث أصبحنا نازحين في مخيم أبوشوك.. والدتي علمتني أن الحرب ليست حلا للمشكلة وأن العلم هو سلاح المستقبل لهذا جعلت الهدف أمامي هو التعليم والدراسة مهما كلف الأمر".

يقيم عصام وأخوته الخمسة "4 أولاد وبنت" في منزل ضيق مشيد بالطين والقش وتنعدم فيه خدمات الكهرباء والمياه، لكنه بالعزيمة استطاع احراز المركز الأول في امتحانات الشهادة الثانوية على مستوى شمال دارفور من مدرسة الفاشر الثانوية النموزجية بنين.

ويقول إنه يعمل أحيانا في كمائن الطوب من أجل شراء الكتب والدفاتر خاصة خلال العطلة الأسبوعية والعطلة لمساعدة أسرته وتوفير متطلبات المدرسة والصرف على اخوته.

والد الطالب عصام يمتهن الزراعة ودائما ما يكون خارج المنزل.

وتقول والدته زهراء آدم محمد إبراهيم لـ "سودان تربيون" إن نجاح ابنها هو نجاح لكل أهل الولاية، مشيرة إلى أن سلوكه بالمنزل يتسم بالهدوء منذ الصغر ويحب الجميع.

وأشارت الى أن عصام كان متفوقا منذ مرحلة الأساس ودائما ما حصل على المركز الأول على مستوى الفصل ولا يؤجل دروسه اليومية الى الغد.

وفي العام الماضي تمكن التلميذ مدثر عبد الحكم علي الطاهر الذي احرقت قريته بمنطقة (ملم) في شمال دارفور أثناء نشوب الحرب من التفوق في امتحانات شهادة مرحلة الأساس وهو يدرس من داخل أحد أشهر مخيمات النزوح المنتشرة غربي السودان.

وأحرز مدثر الذي يبلغ من العمر 15 عاما 279 درجة بفارق نقطة واحدة عن المجموع الكامل المتحصل من 280 درجة ليحتل مكانا بارزا بين رصفائه المتفوقين.

ونزح والدا مدثر، من قرية (ملم) الى مخيم (أبو شوك) الذي يعد الأكبر في شمال دارفور، قبل عدة سنوات مع اشتعال الحرب المستمرة في الإقليم منذ العام 2003.

ونصب والده عبد الحكم علي الطاهر إماما على مسجد أبوشوك، وحرص على تعليم جميع ابناءه وايصالهم الى مراحل متقدمة في السلم الدراسي.


بواسطة : admin
 0  0  1351
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:08 مساءً الخميس 16 مايو 2024.