• ×

شمائل النور تكتب : حل ديليفري !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية قبل يومين كان مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة يزور السودان، يلتقي قادة الحكومة، والمعارضة، ويطلع على كل الأوضاع، في سبيل حل الأزمة السودانية.

اللافت- أنه وكلما حل مبعوث علق الكثيرون عليه الآمال، بل، إن قادتنا- إن كانوا في المعارضة أو الحكومة- يحمّلون ثابو مبيكي ما هو فوق طاقته، وينتظرون منه- بل يرون أن ذلك واجب عليه- أن يأتي بالحل للأزمة السودانية، بينما هم يرتشفون قهوتهم.. نعم، بعضهم يظن أن هذا واجب الوساطة.

إبان القرار الأمريكي برفع العقوبات عن السودان تفشت حالة إحباط وسط بعض القوى المعارضة، ولا تزال تعوّل على ما تبقى من فترة الـ (6) أشهر حتى ترجع أمريكا إلى صوابها، وتفرض العقوبات من جديد.

في حين أن مثل هذا القرار يُمكن أن يحوّل إلى مرصد لمراقبة أداء الحكومة التي ظلت تعلّق كل فشلها في قرار رفع العقوبات.. لكن.. هذا هو نمط التفكير السائد لدى الغالبية من قوى المعارضة، وهو في آخره تعويل ورهان على المجتمع الدولي.

منذ تفجر الصراع في دارفور، وقبل ذلك وصل السودان عدد مقدر من المبعوثين، ربما فاق عددهم مبعوثي سلام الشرق الأوسط، الذي تقتتل فيه دول عدة، ومع ذلك الأزمة باقية.

قبل فترة تحدث أحد سفراء الدول الأوروبية بوضوح شديد عن حل الأزمة السودانية، حيث قال: الحل بأيديكم أنتم، فلا تنتظروا أن يأتيكم من الخارج.

أن نكتف أيدينا، وننتظر أن تتكرم علينا دول ما، بإيفاد مبعوث؛ ليصلح ذات بيننا، ثم نرمي التهم هنا وهناك على المبعوث، فتارة تتهمه الحكومة بتنفيذ أجندة المعارضة، وتارة تتهمه المعارضة بخدمة أجندة النظام، هذا ليس- فقط- فشلاً، بل هذا استحقاق لا بد منه نظير حالة عجزنا وكسلنا.

القضية لا تتصل بشخص المبعوث بقدر ما هي متصلة مباشرة بنا نحن، نحن أصحاب الأزمة، صانعوها، ومهندسوها، بالتالي مفاتيح حلها بيدنا، لا بيد الخارج، على كل الأطراف أن تصب جهودها في الداخل، وتعيد تنظيم صفوفها، ومخاطبة قضاياها، وقضايا الشارع من الشارع.. فإن كانت السلطة هذه المرة نجت من تدويل قضية ما، وكسبت المعارضة تدويل قضية أخرى، فهذا لا يعني أن الحل يأتيك معلباً ما عليك إلا نزع الغطاء.

الأزمة أزمتنا، لم نستأذن المجتمع الدولي في تفجيرها، نحن من أشعلنا الحرب، ونحن من بيدنا وقفها.


بواسطة : admin
 0  0  1428
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:26 صباحًا الثلاثاء 21 مايو 2024.