• ×

عثمان ميرغني يكتب : 210 ألف دولار في اليوم الواحد تمويل سفر الحكوميين!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية اقرأ هذا الرقم.. (563) هو عدد السفريات الرسمية للمسؤولين الحكوميين إلى خارج السودان خلال الربع الأول من هذا العام.. أي بمعدل (7) سفريات في اليوم الواحد.. خلال العام الماضي 2016 كان عدد السفريات (2126) سفرية.

هذه الأرقام وردت في تقرير وزارة مجلس الوزراء الذي قدمه الوزير أمس أمام البرلمان.

لو افترضنا أن متوسط تكلفة السفرية الواحدة في حدود (30) ألف دولار للتذاكر والنثريات والإقامة لكل أعضاء الوفد.. فإن جملة الأموال التي يدفعها الشعب السوداني من حر مال فقره المدقع لتمويل هذه السفريات يصبح رقماً مهولاً جداً.. (210) آلاف دولار في اليوم الواحد!.

بعيداً عن التكاليف سيكون السؤال المؤلم عن ماذا تفعل هذه الوفود.. فقبل أيام قليلة وبمجرد إعلان التشكيلة الوزارية الجديدة بدأت أخبار السفريات الرسمية للوزراء الجدد والقدامى.. وقمنا (في صحيفة التيار) برصد دقيق لهذه السفريات.. وأدهشنا- للغاية- أنها تبدو أقرب إلى سفريات إلى مناطق سياحية مختارة بعناية.. وتحت غطاء العمل الرسمي!.

حكي لي أحد كبار موظفي وزارة مهمة.. أن الوزير سافر في رحلة استغرقت نحو نصف شهر.. بدأت بالدول الإسكندنافية.. حضر فيها مؤتمراً كان ممكناً للسفارة السودانية المختصة أن تشارك فيه باسم السودان دون حاجة إلى تكبد الوزير مشاق (الحقيقة متعة) السفر.. وبعد انتهاء المؤتمر بدلاً من الرجوع مباشرة إلى الخرطوم.. سافر الوزير عائداً عبر العاصمة الفرنسية “باريس”، وأمضى بها عدة أيام.. ثم عرج على “جنيف”، ومنها إلى “إستانبول” ثم القاهرة، وأخيراً عاد إلى الخرطوم.. ووجد في مكتبه تذاكر رحلة “ماليزيا” جاهزة، فسافر في اليوم التالي.

بل وزير آخر.. لم يخرج من صالة كبار الزوار في مطار الخرطوم.. عاد من رحلة خارجية فوجد تذاكر ونثريات الرحلة التالية ينتظره بها موظفو مكتبه في المطار، وواصل سفره إلى جهة أخرى.

والأضل من كل ذلك، أن السفريات- أحياناً- يتمتع بها الوزير أو الوكيل أو كبار قيادات الوزارة، بينما هي مهمة (فنية) يفترض أن يذهب إليها المختصون الفنيون.. وأحياناً يصطحب الوزير معه كل أو بعض أسرته.

وفي حالات يسافر المسؤول رغم انتهاء المؤتمر الذي يتحجج بالسفر إليه.. كأن تتأخر تأشيرة الدخول إلى ما بعد موعد المؤتمر، ورغم ذلك يسافر المسؤول فمن الأصل حضور المؤتمر ليس من أولويات المهمة الرسمية.. لأن بعض المسؤولين الذين يسافرون للمشاركة في مؤتمرات قد لا يشارك في الجلسات أو ربما يكتفي بالجلسة الافتتاحية (المتلفزة).. وينصرف للسياحة والتسوق بقية أيام المؤتمر الدولي.

بند السفريات مفتوح على مصراعيه لإكمال الجاه الوزاري بمتعة السياحة والاسترواح بعيداً عن بلادنا المزدحمة بالأزمات.. فيطل السؤال.. عندما يلقي وزير مجلس الوزراء بيانه أمام نواب البرلمان، ويعلن هذه الأرقام سافرة.. ألا يطالب النواب الكرام بتفاصيل المهام التي استنزفت المال في كل هذه السفريات؟.

أم هي أرقام والسلام!.


بواسطة : admin
 0  0  1855
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:41 صباحًا الثلاثاء 30 أبريل 2024.