• ×

عثمان ميرغني يكتب : أغلقوا الإستراحات

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية نهار أمس اتصل بي أحد مواطني ولاية النيل الأزرق، وصف لي الطقس الغائم الممطر الذي تعيشه الولاية منذ عدة أسابيع، بالصدفة- أيضاً- روى لي بعض من زاروا ولايات سنار والقضارف وكسلا نفس المشهد.

أجزاء واسعة من وطننا الحبيب أنعم الله عليها بالأمطار المبكرة التي تبرد الطقس، وتزيد الجمال، خضرة على مد البصر.. فيصبح السؤال لماذا لا يتمتع السودانيون بترف السياحة الداخلية وقضاء– مثلاً- شهر رمضان في الربوع الجميلة.. فيكون الكيل كيلين؛ لأن الولايات تستثمر في حركة الزائرين (السياحة المحلية)؛ فتزدهر التجارة في هذه الولايات، وتفتح فرص عمل كثيرة تقلل من أوزار العطالة.

طبعاً- أتوقع أن أسمع وجهة نظر مضادة تسأل وهل الولايات لديها مقومات استقبال الزوار والسياح (باستثناء بورتسودان)؟.

صحيح، هل لمستثمر عاقل أن يذهب إلى مدينة الدمازين مثلاً أو سنار؛ ليشيد فندقاً أو عمارة للشقق المفروشة؟- بالطبع- لا؛ لأنها ستكون مسكناً للجن لا للزوار.. بأمر الحكومة!، أتدرون كيف؟.

لكل وزارة أو وحدة حكومية (استراحة) في كل مدن السودان.. وعندما تبعث الحكومة بموظفيها في زيارات عمل إلى الولايات فهم يقيمون في هذه (الاستراحات) الحكومية، ولا عزاء لقطاع الفنادق والشقق المفروشة.

غالبية هذه (الاستراحات) الحكومية، وفي كل المدن السودانية تظل فارغة لا تستقبل زواراً.. بئر معطلة وقصر مشيد.. وتنفق الحكومة من مال الشعب السائب على المحافظة على هذه الاستراحات طوال العام.. ليكون الضرر ضررين.. إتلاف المال العام.. وحرمان القطاع الخاص من هذه الأموال التي كانت جديرة بتحفيز صناعة السياحة، وتطوير الفنادق في كل مدن السودان.

في تقديري الأنموذج الذي قدمه الدكتور محمد طاهر أيلا في بورتسودان لو اتبعه ولاة النيل الأزرق وسنار وكسلا وكردفان لقفزت السياحة الداخلية طفرة هائلة.. ولوفرت عشرات الآلاف من فرص العمل، وجددت شباب هذه المدن التي كانت في يوم من الأيام عرائس المدن.

أقترح على السيد وزير السياحة أن يجتهد في استصدار قرار من مجلس الوزراء بتصفية كل (الاستراحات) الحكومية في مدن السودان المختلفة.. وتقديم حوافز جادة للمستثمرين في قطاع السياحة من فنادق وشقق مفروشة ونقل ووكالات السفر.

نحن بلد سياحي.. لكننا نجهل ذلك- على حد وصف سائح أوروبي، زار السودان قبل أسابيع قليلة؛ فكتب وصفاً لرحلته إلى الأثار التأريخية في البجراوية والبركل، واختصرها في عبارة واحدة (يبدو أن هذا البلد لم يسمع بكلمة سياحة).


بواسطة : admin
 0  0  1837
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:10 مساءً الإثنين 29 أبريل 2024.