• ×

الطاهر ساتي يكتب : الغنائم مصرية !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية كما أن ادعاء الغباء نوع من الذكاء، فان ادعاء الذكاء أغبى أنواع الغباء .. وعلى سبيل المثال، ظل معمر القذافي يدعم حركات التمرد السودانية في آخر سنوات عهده قبل أن يلقى مصيره الذي لا يتمناه أحد حتى لعدوه..

وعندما تعاتبه السلطات الحكومية على هذا الدعم غير المشروع، كان القذافي يدعي الذكاء قائلاً : ( الحكومة الليبيبة لا تدعم المتمردين، ربما يمولهم بنك الساحل والصحراء، والتمويل المصرفي – كما تعلمون – مفتوح للجميع، لهم ولكم أيضاً).. هكذا كان غباء القذافي يفضح ذاته، ثم قاده إلى ذاك المصير!!
> ويبدو أن المخابرات المصرية تقتدي بالقذافي، وتمضي – بالدولة المصرية ورئيسها- إلى ذات المصير .. فلنقرأ هذا التصريح : ( من المعلوم أن مصر تدعم ليبيا عسكرياً وجنوب السودان كذلك، وإذا سئلت واتهمت بدعمها للمعارضة السودانية المسلحة تُجيب بأنها دعمت فعلياً ليبيا والجنوب بالسلاح، ولكن إذا تسرب السلاح إلى جهة أخرى فهي غير مسؤولة عن ذلك، وهذه المبررات من حيث الشكل لا غبار عليها، إلا أن صاحب العقل يُميز)، الدكتور أمين حسن عُمر متحدثاً عن قضية الساعة .. معارك دارفور الأخيرة، وما فيها من (غنائم مصرية)!!
> دعم دولة جنوب السودان للمتمردين بالسودان ليس بحاجة إلى دليل أو بُرهان، بل إحدى فرق الجيش الشعبي لا تزال عصية على الانفصال بالاختباء في سفوح وقمم جبال النوبة .. ومن هناك تقاتل القوات المسلحة والدعم السريع وتغدر بأهالي جنوب كردفان، وتنهب أبقارهم ومواشيهم كما حدث قبل أسابيع باعترافهم ثم باستردادهم بعض ما نهبوها .. ومع ذلك، ما يخفف على نفوس أهل السودان وجع هذا الدعم غير المشروع هو أن جنوب السودان, محكوم بدولة الغابة التي لا سلطان عليها و (لا كنترول).. !!
> فالسادة بحكومة الجنوب ذهبوا بدولة ذات موارد وآمال شعب، ثم – سريعاً – أهدروا الموارد ودفنوا آمال شعبهم وحولوا دولتهم إلى غابة من الحروب القبلية والمجاعة والنزوح واللجوء والفوضى التي تنافس سوريا والعراق واليمن .. وهذه الموبقات الجنوبية التي لا مثيل لها في القارة الإفريقية – غير ليبيا – هي التي ظلت ولا تزال تدعم المتمردين بالسودان وترعاهم، وليس سلفا كير والمسماة – مجازاً – بحكومة الجنوب التي بحاجة إلى دعم مقداره ( قوت اليوم)، لتعيش وتحكم ما تبقى من الشعب .. لا نعاتب حكومة الجنوب لأن من الغباء أن نٌعاتب الفراغ!!
> ولكن من الغباء أيضاً ترك الفراغ بالجنوب للمخابرات المصرية التي استغلته (استغلالاً خبيثاً)، كما كشفت معارك دارفور.. فالعربات التي تم تدميرها ونزعها بشمال وشرق وجنوب دارفور، وكذلك المدرعات التي تشارك لأول مرة، ( مصرية).. وعليه، فإن فرسان الجيش والأمن والدعم السريع لم ينازلوا هذه المرة ما نسميها بحركات دارفور، بل نازلوا حركات تقاتل للمخابرات المصرية بالوكالة.. وقد سحقوها وأسروها خلال ساعات.. ومن ألف ونيف، بعد الموت والهروب، فالمئات – من عملاء المخابرات المصرية – في أسرهم يعترفون بكيف تم جمعهم بمثلث العوينات وبحر العرب ثم دفعهم عبر ثلاثة محاور إلى محارق الجيش والدعم السريع!!
> وادي هور والنيماية والعشيراية هي مقابر عملاء المخابرات المصرية.. وفيها استولى فرسان بلادنا من المدرعات المصرية ما كانت تكفي لفتح ثغرة في محاربة الإرهاب بمناطق سيناء الخارجة عن سلطة المخابرات المصرية لعجزها عن توفير الإرادة والعزيمة, وكأن المدرعات وحدها هي التي تقاتل .. وناهيكم عن عاصمة ومدائن السودان، بل لم تتأثر حتى مدائن وعواصم دارفور بآثار معارك وادي هور والنيماية والعشيراية .. فالحرب لا تشغلنا عن الصلاة، وهذا هو الفرق بين السودان ودولة ترتجف كجسد الراقصة – من أقصاها إلى أقصاها – إذا أصابت رصاصة (طرف حدودها).. ولن تعرف المخابرات المصرية هذه الدولة المهترئة ما لم يرسم فرسان الجيش والدعم السريع (إحداثياتها)، بحيث يكون رد التحية بأحسن منها!!


بواسطة : admin
 0  0  1825
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:17 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.