• ×

الصحافة السودانية بين مطرقة الحكومة وفقر الناشرين

صحافيون سودانييون لـ "السودانية" : صحافة الخرطوم في حالة احتضار وبعضها في انتظار شهادة الوفاة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم : فتحي العرضي  تعاني الصحافة السودانية من جملة المعوقات التي تعترض طريقها لتودي رسالتها بحيادية ونزاهه كسلطة رقابية على اداء الاجهزة الرسمية للدولةمن جهة , والعمل كقناة اتصال بين الحاكم والمحكوم بايصال صوت المواطن لصناع القرار من جهة اخرى .
ومن بين المعوقات التي تعوق اداء السلطة الرابعة في السودان تسلط السلطة التنفيذية بمصادرة واغلاق دور الصحف بحة تجاوزها الخطوط الحمراء , فيما تغرق الصحف احيانا في مشاكل وتحديات خلال سعيها لتحقيق السبق الصحفي في اطار التنافس المحموم بين مجموعة من الصحف تفوق حجم القراءة متجاوزة سقف وهامش الحريات المتاح في البلاد . من جهة ثانية تعاني معظم دور الصحف ومالكيها من الناشرين من شح الامكانات المالية لمحدودية سوق الاعلان في البلاد والتنافس الشرس على سوق محدودة ومكتظة بالصحف , الامر الذي يجعل تغول الناشرين احيانا على حقوق العاملين في الصحف , بالاضافة الي غياب العملية التدريبة للكادر الصحفي والانفاق عليه من قبل المؤسسات الصحفية . وللوقوف على معاناة الصحافة السودانية , استطلعت "الشرق" عددا من قيادات الصحافة السودانية
من جهته قال نبيل غالي مدير تحرير صحيفة الاهرام اليوم ل"الشرق" ان الصحافة السودانية بالرقم من عمرها الطويل ووجودها سابق لصحف في بلدان اخرى الا انها ظلت تعاني من معينات صدورها دائما التي تتمثل في الاوراق والاحبار وكل ما له صله بالمطابع خاصة هي الان في مساعي الي ان تصبح موجودة برفع الضرئب عنها , ربما هذه الصعوبات تعد جزء الازمة التي تعانيها الصحافة السودانية في عدم استمرار صدورها بانتظام لفترت طويلة . من ناحية اخرى يعتبر عامل الحريات ايضا احد حوائط الصد بالنسبة لازدهارها ,وايضا انقلاقها على ماهو محلي يشكل حاجزا امام الاطلاع عليها خاصة في الفضاء الاسفيري . واعتقد ان عدم استعانة صحافتنا بكتاب ورموز في الوطن العربي والاستفادة من اقلامهم يشكل ضمورا في مادتها .اما فيما يختص بالكادر البشري ازعم ان هنالك كادر صحفيا ذو كفاءة وقدرة بين الجيل الذي اصبح الان يشكل حضورا في فضاء الصحافة السودانية, خاصة ان هذا الجيل اغلبه من خريجي كليات الاعلام ,ولكن ينقصة عامل التدريب قبل التخرج اذ يفاجا بان هنالك بونا شاسعا بين ماتلقاه من منهج اكاديمي في الجامعة وبين الوقع العملي, وهذا يمثل تحديا في مهاراته الاكتسابية . لان صحافة اليوم لم تعد موهبة فقط لانها اصبحت ممزوجة بالعلم ومن اكتسبها علما سوف يسير فيها بنجاح ولايستطيع احد ا ان يحلق بعيدا بها , في تقديري ان مجلس الصحافة والمطبوعات كان له دور لايستهان به في عمل الدورات التدربية للصحفيين لتاهيل اكثر في هذا المجال ,و الصحافة في البلدان الشمولية القابضة هي صحافة النظام الحاكم , اما في البلدان الديمقراطية يتقاسم فيها المجال الصحفي مع النظام بحيث تصدر صحف ناطقة بلسان النظام واخرى تصدر من شركات خاصة لايهم فيها اذا كانت الشركة يقوم على شانها فرد او عدد من الافراد . واعتقد ان دخول القطاع الخاص للاستثمار في هذه المهنة فيه جراءة تحد له لان العائدة ليس بالمضمون, ويمكن لهذا القطاع الخاص ان يكرس ماله في مجال اخر ياتية بثمار عائد سريع , واعتقد ان على الدولة ان تسهم في توفير اليات عمل الصحافة باسعار تحاول من خلالها ان تكون في متناول من يقومون عليها , كما ا ن صحافتنا الملاحظ عليها ان عدد صفحاتها لايتجاوز ال16صفحة بينما الصحافة في البدان العربية الاخرى تقدم صحفا تكاد تكون اضعاف عدد صفحات الصحف السودانية مجتمعة , وربما يرجح هذا الى ضعف الاعلان ,وامل ان تكون هنالك فسحة من الحرية اكثر اذ ان الصحافة لاتذدهر الا في مناخ به فضاء .
في سياق متصل قال جمال على حسن نائب رئيس تحرير صحيفة الحرة ل"الشرق "على المستوى الفني لا اشك بان الصحافة السودانية حصلت لها طفرة كبيرة وهي مواكبة نوعا ما للمستوى الفني لصناعة الصحف من تكنولوجيا موجودة, اما فيما يختص بالحريات فنحن ككتاب راى وروئسا تحرير نرى ان مشكلة الحريات لاتكمن في الرقابة المباشرة لكن هنالك انواع اخرى وخطيرة منها الامساك ب (بلف) الاعلانات الحكومية واعطائها لمن يتماشى مع سياساتها ,ومن مشاكل الحريات انه لاتوجد معايير لحريات الصحافة وغياب هذا المعيار اتاح الحريات يجعل ان مصادرة الحرية متوقع في اي وقت ,والصحافة السودانية عموما غارقة في المحلية لان المجتمع السوداني ليس لدية الرغبة في معرفة الاخبار الاقليمية وان القاري السوداني منغلق في المشاكل المحلية ( القاري لوكل ) ام علي المستوى المهني قيد الصحافة يعطى لي اناس غير مؤهلين وليس لهم علاقة بالمجال وحصول هذا الخلل بعد تحول االسجل الصحفي الى اتحاد الصحفين , وانا اوكد وجود فساد في رخصة القيد الصحفي ومن هنا اهاجم رئيس اتحاد الصحفيين السودانيون كيف يكون رئيس لاتحاد الصحفين العرب وهو فشل في الاتحاد السوداني اليس هذا تناقض واضح , واكد ان تحول المؤسسات الصحفية الى مؤسسات افراد تسبب في صياغة قانون ضعيف وقديم يجعل هذه المؤسسات ممالك للاسر ولافراد واخيرا نرجو اعادة السجل الصحفي الى هيئة حكومية متخصصة ,وتفعيل الحد الادنى لاجور الصحفين لتوفير الامان الوظيفي للعاملين ,
الى ذلك اكد محمد عبد القادر نائب رئيس تحرير بصحيفة الراي العام ان اوضاع الصحافة السودانية سيئة للغاية والان تمر بظروف اقتصادية خانقه بسسب ارتفاع المدخلات وضعف التوزيع و قلة العائد من الاعلان وذلك يرجع الى الظروف الاقتصادية المتدنية , بجانب هذه المشكلات هناك مشكلات اخرى من بينها ضيق السوق وكثرة الصحف باعداد كبيرة لاتتناسب مع القراء و اضف الى وذلك المنافسة الكبيرة التي فرضتها شبكة الانترنت وهي تؤثر سلبا على القارئين للصحف كل هذه الظروف مجتمعة ادت الى ان تكون الصحافة فقيرة جدا ,الامر الذي انعكس على اوضاع الصحفيين وجعل منها اوضاعا لاتهئ الصحفي لممارسة مهمتة على الوجة الاكمل,وبسبب تدني الاوضاع الاقتصادية في السودان فقدت الصحافة الكثير من الكوادر المؤهلة بسب الهجرة الى الخارج والبحث عن الدخل المنتظم والاوفر , لذلك ارى ان الصحافة دخلت في حالة احتضار وان بعضها مات وينتظر الاعلان وشهادة الوفاء , وارجح عدم وجود مؤسسات صحفية راسخة بسبب الظروف الاقتصادية وان هنالك تبديد للكوادر المؤهلة الموجودة للتوسع في اصدارات جديدة , اما من ناحية الحريات فلا ارى ان هنالك ازمة حريات بل هنالك جري في تنقل الاخبار ولاتوجد خطوط حمراء بدليل ان اكثر الصحف توزيعا هي صحف النظام .
وكان نقيب اتحاد الصحافيين في السودان د. محيي الدين تيتاوي ارجع سبب تراجع الصحافة في بلاده الى استهداف الانظمة التي حكمت البلاد لها، ورغم انها بدأت في أوائل القرن الماضي إلا ان عدم تواصل الاجيال في المهنة لعدم الاستقرار السياسي جعلها تتخلف عن ربيباتها في العديد من الدول العربية.


بواسطة : admin
 0  0  1859
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:24 مساءً الخميس 2 مايو 2024.