• ×

سهير عبد الرحيم تكتب عن مآسي العلاج : (شيرنق) في لصقة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تعرضت قرية أم جر بولاية النيل الأبيض لحالات إسهالات مائية حادة ، الإسهالات تفاقمت لدرجة احتاجت معها مجموعة كبيرة من المواطنين للإسعافات المستعجلة .



القرية وكعادة غالبية القرى في السودان لا يوجد بها مركز استشفاء متكامل إنما هنالك كشك صغير متواضع يطلق عليه شفخانة، فإذا اشتد المرض على أحدهم نقل إلى كوستي أو في حالة الترف الشديد ينقل ميسوري الحال إلى الخرطوم .



هذا يعني أن القرية لا قبل لها ولا قدرة على استقبال أي إصابات متعددة أو حالات وبائية مكثفة ، أهالي القرية أنفسهم لجأوا إلى مدارس المنطقة بحثاً عن (كنبة) يجلسون عليها ريثما يتناولون المحاليل الوريدية .


صور الأهالي وهم يحتمون بجدران المدرسة كانت صادمة جداً، فصول تحت التشييد نتوءات في الحوائط، أسرة حديدية متناثرة داخل الفصول الدراسية ليس عليها فرش ولا تحمل أغطية (حبال فقط) .



كل امرأتين أو كل ثلاثة نساء يتكئن على سرير واحد، المحاليل الوريدية نفسها علقت على الشبابيك والأبواب أو ثبتت في مسامير على الحوائط .


البعض اجتهد في وضع عصا طويلة بصورة أفقية تمتد على جانبي الحائط، علق عليها أيضاً عدد من المحاليل الوريدية .في صف الرجال أقصد عنبر الرجال .



أكثر صورة لفتت نظري كانت لطفلة ومعها على ما يبدو شقيقها وهما يجلسان على كنبة واحدة ويده تكاد تلتصق مع يدها، اليدان بهما آثار تركيب محلول وريدي حاولت أن أجد تفسيراً طبياً لتلك الحالة ولكني لم أجد فلم أسمع في حياتي بـ شيرنق لـ درب أو حقنة لاستخدام شخصين .


حاولت الاجتهاد أكثر لأعرف ما الذي يجمع بين يدي الطفلة وشقيقها فلم أتبين إلا ما يبدو أنه شيرنق في( لصقة ) .


إن عبارة المأساة تمشي على قدمين خلقت لتكون لسان حال أهل تلك القرية، فعلاً البؤس يمشي على قدمين، تدني الخدمات مستوطن، البيئة متردية، الفقر صديق للمواطنين .


خارج السور :

المأساة ليست في الإسهالات المائية ...........المأساة اسمها أم جر.


بواسطة : admin
 0  0  1442
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:54 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.