تصفية الحسابات والإنتقام بالكجور والسحر الاسود في أماكن العمل

الخرطوم ـ السودانية منذ عهد بعيد والى يومنا هذا لا يزال بعض الناس يستخدمون الكجور أو السحر الأسود للخروج من مأزق أو مطمع وظيفي أو تصفية حساب وإضرار بشخص ما وهم يعتمدون عليه بصورة كبيرة في أغلب أمور حياتهم وخاصة عندما يتعلق الأمر بمطمع وظيفي وانتزاعه من زميل له أو تخطي شخص يكون أجدر منه أو إزاحته من طريقه فيلجأ إلى الساحر أو الفكي مستعينا به حتى يتمكن من النيل منه.

والكجور أنواع منه من يضر الشخص ضررا بليغا ويعرف بالسحر الأسود وهو يستخدم ويقوم به سحرة وثنيون يستخدمون تمائم ومن أشهرها تميمة تسمى النجسة وسميت بذلك الاسم لاحتوائها على رموز شيطانية ودم حيض وهي من أخطر أنواع السحر، أما الحجبات والتي يقوم بها ساحر مسلم ويسمى الفكي اقل خطرا من سابقتها التي يمكن أن تسبب الضرر للاثنين معا وتستخدم فيها بعض الآيات القرآنية والادعية مع بعض الرموز المبهمة، وهنالك العراف وهو شخص يقوم بكتابة أو صناعة بعض الأعمال وهو شخص يخلط بين الديانة الاسلامية والمسيحية والسحر وبعض الوثنية ولغات الميتة ويكتب بها أسماء لشياطين ومردة.

بعض المواقف

روت س ــ وكانت تعمل باحدى وكالات السفر والسياحة أنها لم تندم في حياتها علي شيء قامت به سوي شيى واحد وهو أنها قبلت بأن تشترك مع زميلها في الكيد لزميلة أخرى لهما بعد أن تقربت من صاحب الوكالة وأصبحت هي الآمر الناهي وتتمتع بكل الامتيازات من سفريات داخلية وخارجية مع المدير وتنال الحوافز والمكافآت الضخمة وسحبت البساط من تحت أرجلهن، وطرح هو تلك الفكرة الشيطانية وهي الذهاب لفكي وعمل عمل لها فما كان من شريكتها إلا والإسراع في إنجاز المهمة التي كانت بالنسبة لها طوق نجاة وخاصة أنها كانت الأكثر تضررا وبعد فترة تم طردها من العمل وكانت وقتها لم تعلم أنها أخذت فكرتها على محمل الجد إلا بعد أن طلبت منها مرافقتها لذلك الدجال وإعطائه نصف راتبها لأنها وعدته بذلك واستنكرت الأمر لتتهمها بأنها تراوغ حتى لا تدفع وبعد فترة تم طردها هي أيضا وتظن أن زميلتها قد قامت بنفس الأمر معها.

ولأيمن حكاية عن الكجور كان بطلتها زميلة لهم حيث كانوا يعملون في أحدى المحليات فقال «أرتبط زميلي بعلاقة حب مع إحدي العاملات في المحلية وكانا يتعاونان على التجهيز لحفل زفافهم يوفران ويشتريان حتى قاموا بتوفير معظم متطلبات الزواج ولم يتبق إلا اليسير ولكن تبدل حالهم في فترة وجيزة وأصبحوا دائما ما يتشاجرون الى أن تركوا موضوع الزواج وسرعان ما تزوج بائعة الشاي التي كانت بالقرب من مكان العمل بالرغم من أنها أكبر منه وهي أرملة ولها أطفال، وعلمنا فيما بعد أنها كانت تسحره ولكن تضرر هو كثيرا ليصبح أشبه بالفاقد لعقله سريع الانفعال وبسبب كثرة مشاكله تم فصله من العمل ودخل عالم الخمر وبدأ بضربها حتى أنها لعنت اليوم الذي فكرت بالزواج منه وفعلت المستحيل ومنه الذهاب للسحرة والدجالين حتى يكتمل الزواج.

حكى أ ــ قصة صديقه الذي فصل عن العمل بسبب خلافه الشديد مع رتبة أعلى منه وهو كان في إحدى الوحدات الشرطية ليطلب منه المساعدة للنيل من رئيسه ولعلاقتي الوثيقة به ذهبت معه الى أحد المشايخ المشهورين بمثل تلك الأعمال ليعطينا ثلاثة ورقات وطلب منا دفن إحداها في المقابر وأخرى في طريق الشخص المقصود أما الثالثة في مكان العمل وبالفعل نفذنا ما طلب منا بالحرف الواحد وانتظرنا أسبوعا وبالفعل تم نقل رئيسه لمنطقة بعيدة ولكن لم يتحقق الجزء الثاني المتعلق برجوعه للعمل.

آراء حول استخدام الكجور
وصفت الأستاذة ليلى الذين يستخدمون الكجور بأنهم أشخاص ضعاف ولا يواجهون مشاكلهم بل يستعينون بالدجالين والمشعوذين لحلها وذلك لفقدانهم الثقة في أنفسهم بالرغم من علمهم أن هؤلاء الدجالين لن يستطيعوا فعل شيء وإنما يمكن أن يتصادف حل مشكلتهم فينسب الفصل لذلك الدجال.

فيما قال محمد إبراهيم إنها محاولة يقوم بها الإنسان عندما تنسد كل الأبواب في وجهه ولا يجد مفرا من ذلك وهو أن يستعين بالسحر وخاصة في حال ان يكون خصمه ذا نفوذ وأعلى منه في المرتبة فيصعب النيل منه ليكون السحر وهو الوسيلة أفضل له وبما أنه لا يستطيع تحديد ماذا حدث له.

واستنكر الشيخ خضر استخدام الكجور لتصفية الحسابات في البيئة العملية، وقال«نهانا رسولنا الكريم على الإقدام على مثل تلك الأفعال التي قد تؤدي بالإنسان للكفر بالله بل وحتى مجرد الجلوس للسحرة وقال في حديثه الشريف «من جلس لكاهن أو عراف لن تقبل منه صلاة لأربعين يوماً» ناهيك عن الإستعانة به لأن كل الأمور بيد الله ولا يضر الساحر بسحره شخصا إلا بإذن الله.


صديق علي ـ صحيفة الإنتباهة