• ×

لاجئو جنوب السودان البحث عن دور لسفارة بلادهم بالخرطوم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تقرير: ملوك ميوت
بعد الوضع الذي اصبح طارداً في جنوب السودان نتيجة الحرب الدائرة منذ العام 2013م إضافة الى المجاعة التي ضربت كافة المناطق,

جعلت المواطن لا يفكر إلا في اقرب طريقة مختصرة يخرج بها مع عائلته الى أقرب دولة باحثاً عن الأمن والاستقرار بدلاً من المعاناة التي اصبحت ترافقه مع كل بزوغ فجر جديد نتيجة فشل قيادات الدولة في إيجاد حلول للحرب التي قضت ليس على الاخضر واليابس فقط, بل على سنابل الأحلام والأماني التي كان يتطلع إليها الجنوبيون عندما أعلنوا الاستقلال, وفشلت البعثات الدُبلوماسية التي تمثل الدولة الوليدة في معظم دول العالم وإسرائيل. (الإنتباهة) جلست إلى اللاجئين الجنوبيين من مختلف الطبقات الاجتماعية في الخرطوم والولايات الاخرى وكذلك مخيمات اللاجئين في خور الورل والرديس(1و2) بولاية النيل الأبيض جنوب كوستي وغرب الجبلين وجبل اولياء ومايو والحاج يوسف بولاية الخرطوم . فضلاً عن رسائل اللاجئين الجنوبيين من ولاية النيل الأزرق وسنار والتي حملت حكومة وسفارة دولتهم مسؤولية كل ما يعانيه المواطن الجنوبي من مآسٍ, حيث أكدوا أن سفارة جنوب السودان لم تقدم لهم أبسط الخدمات الانسانية المنوط بها كسفارة تمثلهم في المهجر في حصر أعدادهم ورفعها الى المنظمات الإنسانية المختصة لتقوم بتقديم المعونات الإنسانية لهم.
عدم الإستراتيجية والتخبط
ابتدر المهندس لورنس شول اكوك حديثه قائلاًمن المفترض ان تقدم سفارة جنوب السودان ابسط الخدمات في المجال الإنساني لرعاياها الذين هربوا من القتال الدائر في الجنوب بعد ان تطور الوضع الى ان اصبحت مجاعة في كل شبر من جنوب السودان, مع ان السفارة تعلم تماماً بان المواطن ترك كل ما كان يملكه وفر بجلده وأطفاله باحثاً عن الأمن والامان في السودان الذي لم يقصر في مؤازرة شعب جنوب السودان. ومن المفترض ان تتحرك السفارة في تشجيع المنظمات السودانية للوقوف مع اللاجئين الجنوبيين لكن للاسف الشديد السفارة لم تتحرك بل مازالت ساكنة ومتفرجة على الوضع المزري الذي يرتع فيه اللاجئون وإن دل ذلك إنما يدل على عدم وضع إستراتيجيات دُبلوماسية لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة بل وانه دليل على تخبط المسؤولين بالسفارة مع قلة إلمامهم بالمهمات الدُبلوماسية لمساعدة رعاياها في الدولة التي لجأوا إليها. فاللاجئون الجنوبيون في السودان يعانون الأمرين معاً بعد تركهم ديارهم بفعل الحرب ليجدوا أنفسهم أمام اخطر الظروف الاقتصادية والمعيشية في السودان الذي لم يبخل عليهم بشيء إلا وان تقدم في قائمة المقدمين للمساعدات لشعب الجنوب, وكان من الاجدر ان تسهم سفارة جنوب السودان في هذا العمل الانساني لرعاياها الهاربين من نيران الحرب بحثاً عن الامن والاستقرار في السودان . فلابد للسفارة ان تقوم بدورها حتى لا يفقد اللاجئ الجنوبي الثقة في من يمثله خارج بلاده.
استهداف مجموعة من أخرى
وصفت الاستاذة بمدارس الكمبوني الثانوية كرستينا جوزيف ممارسات حكومة سلفاكير باستهداف سفارة جنوب السودان تقديم المساعدة لمجموعات معينة دون الاخرى ولم تسمها , واضافت ان سفارة الجنوب اكدت فشلها منذ افتتاحها حتى الآن لم نر لها شيئا يذكر في خدمة المواطن الجنوبي في السودان ومن المفضح ألا تحاول الجهة التي تمثل دولة الجنوب ممثلة في سفيرها ميان دوت وول لقاء الجالية الجنوبية ولو مرة واحدة. ونؤكد ان اسباب الحرب الدائرة الآن انتقلت من ساحتها الاساسية الى سفارات دولة جنوب السودان التي تنظر لكل من يذهب إليها بعين الشك في ولائه لحكومة سلفا كير وهذا منظور ضيق جداً فليس كل شعب جنوب السودان يقف في صف واحد مع سلفا كير وان السفارة بحد ذاتها ليست سلفا كير أكثر من كونها لدولة جنوب السودان الذي سينتفض قريباً من السقوط الهائل في ميادين الدول الناشئة والفاشلة حديثاً .السياسات الخارجية لدولة جنوب السودان غير واضحة المعالم وكل خطوة تتم في الظلام بعيداً عن أعين آلاف المراقبين الجنوبيين المختصين في شؤون مهام البعثات الدُبلوماسية هم الذين يهمهم مصلحة الوطن والمواطن .المهم اليوم قبل غد هو إعادة صياغة ممثلي البعثات الدُبلوماسية في كافة سفارات جنوب السودان واختيار المختصين في الشأن الدُبلوماسي وهم كُثر بدون محاباة حتى يتمكنوا من تمثيل جنوب السودان خارجياً بصورة تحفظ كرامة اللاجئ الجنوبي أينما كان .
اغتيال الأحلام
أشار توت قركيك في حديثه لـ(الإنتباهة) الى ان حكومة الجنوب فشلت في إنقاذنا من المآسي التي نعاني منها في ظل الظروف الاقتصادية المتردية مع عدم وجود اعمال تساعد على رفع المستوى المعيشي . الحرب التي اشتعلت في الجنوب بدون رحمة كافية ان تقضي على كل أحلام الجنوبيين الذين كانوا يعلقون تطلعاتهم الى الدولة الجديدة . القيادات الجنوبية في السفارة لم تقدم لنا شيئا في النيل الأزرق حتى ولو على مستوى مكتب استخراج الأوراق الثبوتية الجنوبية ناهيك من ان تعرف أرقام رعاياها في الولاية . أما السيدة ميري اوضوك تحدثت لـ(الإنتباهة) من مخيم الرديس(2)للاجئين غرب معتمدية الجبلين بولاية النيل الابيض, وقالت ان حكومة الجنوب تعامل الجنوبيين على اساس عرقي لذلك لا يمكن لها ان تقدم لمواطني الشُلك الذين يقيمون في المخيمات, مؤكدة في قولها ان سفير جنوب السودان لم يفكر يوماً في زيارة المخيمات التي معظم لاجئيها من قبيلة الشُلك خصوصاً بعد ان اتهم المك(رث) قبيلة الشُلك حكومة سلفا كير بتشريد الشُلك من مناطقهم واستبدالهم بآخرين وهذا ما حدث بالتمام بعد ما أعلنت قوات الجيش الشعبي بان كل مناطق قبيلة الشُلك مناطق عمليات مستهدفة عسكرياً فهذا يعني بصورة واضحة عملية التطهير العرقي لقبائل الشُلك في البر الغربي والشرقي في ولاية أعالي النيل .ونحن الآن في مخيم الرديس للاجئين نترك أمرنا لله اولاً ثم لحكومة السودان التي وقفت بجانبنا منذ اندلاع المعارك حتى تاريخ اللحظة ما زالت تقدم قدر ما تستطيع تقديمه لكل اللاجئين الجنوبيين الذين يصل عددهم الى(150.000)لاجئ في اكثر من (10)مخيمات. أم الناس ضوكوان موظفة في احدى المنظمات الكنسية التي تسهم في العمل الصحي قالت ان حكومة الجنوب اغتالت الأحلام والطموحات التي كانت في دواخل الجنوبيين الذين اصبحوا الآن بدون طموح ولا حلم إلا العيش في الامن والاستقرار وان اللجوء الى الدول التي فيها الامن والاستقرار أرحم من البقاء تحت رحمة الجيش الشعبي البارع في اغتصاب النساء كبار السن والقُصر بدون محاسبة ورائحة البارود اليومي . وفي الاثناء يضيف السلطان اكيج جمعة بمنطقة مايو جنوب الحزام الاخضر ويقول ان سفارة جنوب السودان لا تحترم رعاياها ولا تعاملهم بطريقة جميلة ونحن كسلاطين كثير ما طلبنا لقاء السيد السفير مراراً دون جدوى حتى الآن واخيرا إقتنعنا بعدم لقائه رافعين أيادينا البيضاء الى رب السماء والأرض لينصفنا من الذين نشروا في البلاد الخوف والرعب والجوع في نفوس الآمنين, وفي نهاية المطاف سينتصر شعب جنوب السودان يوماً .
فشل السياسية الخارجية
الاستاذ أتيم كوريوم الصحفي بصحيفة the horizon))اليوغندية اكد في حديثه لـ(الإنتباهة) ان واقع السياسة الخارجية ينبئ الى عدم تمكن الكادر المؤهل في الوصول الى المكان الذي يناسبه إلا عن طريق الواسطة هذا ما ادى الى تراجع كبير في عدم نجاح ممثلي البعثات الدُبلوماسية الجنوبية التي أصبحت تحت رحمة الولاء الحزبي أو القبلي الطائفي والاثني ويقع كل تلك المسميات تحت عباءة الفساد الاداري الذي هي السوسة التي تنخر في اعلى الدرجات الدُبلوماسية في جنوب السودان الذي يسمى الآن بـ(مولود إفريقيا المشوه) .ويرجع كل ذلك الى السياسات الخاطئة التي مارستها الدولة منذ بداية الميلاد في إعلاء راية القبلية فوق الجميع في وطن تسوده نسبة الأمية اكثر من (65%) فضلاً عن الفاقد التربوي الذي يدعي المسئولية الوطنية التي اصبحت على فوهة بركان بدأ دخانه يتصاعد. واضاف كوريوم قائلاً ان الخطأ ليس من ممثلي البعثات الدُبلوماسية في الخارج بل الخطأ الفادح الذي سيبقي وصمة عار في جبين حكومة سلفا كير هو عملية الاختيار لهؤلاء الممثلين بطرق قبلية اكثر من اكاديمية , ولذلك نحن لا نتوقع سياسة ناجحة تقدمها البعثات الدُبلوماسية التي تمثل دولة جنوب السودان في الخارج, وعلينا ان نتوقع المزيد من الفشل والفضائح الدُبلوماسية التي تمثلنا في كل الأقطار.
بداية خاطئة
الأستاذ اتينج ويك اتنج السكرتير الصحفي للرئيس سلفا كير اختصر حديثه في ان الخطأ مشترك منذ بداية الاستقلال في عملية اختيار الممثلين للبعثات الدُبلوماسية لانها لم تتم بالمعايير المطلوبة, وكانت المحاباة والواسطات هي سيدة الموقف في ذاك الوقت ولكن في الفترة الاخيرة التفتت الحكومة بعد التقارير التي تلقتها من هنا وهناك وعملت على إعادة النظر في تلك البعثات والآن معظم الأقطار تم تغيير من كانوا يمثلون جنوب السودان فيها , مؤكداً اعتدال الأوضاع الدُبلوماسية في الآونة الأخيرة لتوضيح أهداف ومبادئ حكومة سلفاكير المستقبلية حول الأحداث الدائرة . وطالب ويك مساعدة المجتمع الدولي جنوب السودان للخروج من الأزمة التي تدور في البلاد والعمل على ضغط المعارضة المسلحة لقبول الجلوس الى طاولة الحوار الوطني من أجل مصلحة الوطن والمواطن.


بواسطة : admin
 0  0  838
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:07 صباحًا الجمعة 17 مايو 2024.