• ×

الامة والوطني (هجوم وهجوم مضاد) هل يشارك المهدي في الحكومة؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية شن المؤتمر الوطني- خلال منبره الإعلامي- هجوماً عنيفاً وانتقادات حادة لرئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، وقال أمين التعبئة السياسية بالحزب عمار باشري إن حزب الأمة ظل يعارض طوال 28 عاماً دون أن يحقق شيئاً، وانتقد باشري تحالف حزب الأمة مع الجبهة الثورية وحاملي السلاح، مشيراً الى أنها لا تتفق وشعارات المهدي، التي تتحدث عن الجهاد المدني، مطالباً إياه بمراجعة مواقفه السياسية قبل أن يلمح بالقول(نحن عارفين المهدي عايز شنو)؟ الواقع أن هجوم الحزب الحاكم على الإمام من الممكن قراءته على أنه (ردة فعل) على تعليقه الأخير على تنصيب رئيس الوزراء كأحد مخرجات الحوار.

يبدو أن لغة الصادق القاسية والتقليل من أهمية الخطوة، جعلت المؤتمر الوطني يرسل هذا السيل من النقد لرئيس حزب الأمة.. لكن السؤال الذي يصعد الى الأذهان ماذا يريد إمام الأنصار؟
حينما مدح الصادق المهدي مخرجات الحوار، وقال إنها تتطابق مع مطلوبات المعارضة، اتجهت التوقعات الى انضمام حزب الأمة الى الحوار الوطني، خاصة وأن الوطني ظل يردد أن كرسي الإمام يظل شاغراً، وحين أعلن عن عودته انفتحت بوابة التوقعات على مصراعيها مرة أخرى.
لكن الصادق المهدي في حوار مع الصحيفة، وكأنه يقول لا أحد يفتي ومالك في المدينة، أكد أنه لن يعقد اي اتفاقيات ثنائية مع الوطني، ولن يتخلى عن حلفائه في الجبهة الثورية، بل اشترط أن يتم اي اتفاق مع الحكومة تحت مظلة نداء السودان، ورغم أن الكثيرين اتهموا زعيم الأنصار بالاستقواء بهذه الحركات المسلحة، نتيجة شعوره وقتها باصطفاف إسلامي بالحوار الوطني، إلا أن الثابت أن الصادق يرفض اي اتفاق بعيداً عن حلفائه.
فريق آخر يرى أن تاريخ رئيس الوزراء السابق مع كل الأنظمة التي تسلمت السلطة بانقلاب عسكري، تبدأ بالمعارضة الشرسة ثم المهادنة، وتنتهي الى مشاركة حزبه في الحكومة، أضف الى طبيعة المزاج السياسي للإمام الذي يجعل هناك احتمالاً وارداً بأن يدير ظهره لحلفائه في الحركات المسلحة، والجبهة الثورية وغيرها من قوى اليسار الحديثة.

ثقة الحلفاء:
حلفاء المهدي في حزب المؤتمر السوداني يستبعدون أي حديث عن مشاركة حزب الأمة في الحكومة المقبلة، وقال القيادي بالحزب ابراهيم الشيخ لـ (خرلحظة) إن مطلوبات الإمام هي مطلوبات قوى نداء السودان من وقف للحرب وإطلاق للحريات العامة، والتي تضمنت حرية العمل السياسي و النقابي.
ويرى الشيخ إن حزب المؤتمر الوطني ظل طوال الفترة السابقة، ومنذ انطلاق حوار قاعة الصداقة يحرض الصادق على المشاركة في السلطة، وفي حالة عمل دؤوب- على حد تعبيره- لجذب الإمام الى طاولة الحوار والمشاركة في الحكومة، قائلاً: اليوم لا يختلف عن الأمس.

عمل دؤوب:
وقطع الشيخ بأن حليفهم حزب الأمة القومي لن يشارك في هذه الحكومة، ولن ينفض يده عن التحالف لا اليوم ولا غداً، مؤكداً أن الوطني غير مؤتمن على مخرجات الحوار التي مدحها الصادق المهدي.
وقال الوطني (ينط)، والدليل ماحدث الآن فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية، وفيما يتعلق بتحالف حزب الأمة والجبهة الثورية وصفها ابراهيم الشيخ بعلاقة مع السلام، وتأتي ضمن حرص الصادق المهدي على وقف الحرب، ولذلك فإن حزب الأمة لن يتحول لمحارب لأصدقاء وحلفاء الأمس- بحسب ابراهيم الشيخ- الذي مضى في حديثه بالقول إن الحوار الراهن لن يفيد الصادق ولا حزبه في شيء، بل يجب عليه أن ينأى بنفسه عن هذا الحوار العقيم، وأضاف المهدي ليس هو في حاجة للسلطة في هذه السن.
وجدد حزب المؤتمر السوداني ثقته في كون الإمام لن يعقد اي تسوية ثنائية، ولن يشارك في الحكومة حال لم تحدث تسوية سياسية شاملة.

من جانب آخر هناك أحزاب سياسية تستعجل رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني، وضرورة حسم مواقفه الداخلية بالحزب.. وبحسب حديث للناطق الرسمي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد الشيخ الذي نقلته (اس ام سي) بأنه لا يوجد مبرر لعدم مشاركة المهدي في الحكومة، في ذات الوقت الذي طالب فيه حزب التحرير الوطني الإمام بالعودة الى خيار الحوار الوطني والمشاركة في الحكومة.

مفاجآت الإمام:
الإمام أحمد المهدي في حديث صحفي أكد أنه يجب على الحكومة أن تقدم كل التنازلات التي تضمن مشاركة الصادق المهدي، لما يتمتع به من وزن سياسي، وموقع مهم في خارطة السياسة السودانية.

وبالرغم من ثقة حلفاء الصادق المهدي معارضي الحكومة في خطوات الانضمام الى الحوار والحكومة المقبلة في عدم مشاركة حزب الأمة القومي، فإن ذات الثقة متوفرة للذين خبروا الإمام ومواقفه فإن احتمال مشاركته يظل قائماً.. الأيام المقبلة ستكشف عن نوايا رئيس حزب الأمة القومي.
فاطمه أحمدون
آخر لحظة


بواسطة : admin
 0  0  731
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:54 صباحًا السبت 18 مايو 2024.