• ×

سهير عبد الرحيم تكتب : حلال علينا ،(منع من النشر)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية سألني أحد الإخوة السوريين ويدعى (بشار) : لماذا تعتقدين يا أستاذة سهير أننا جئنا إلى السودان ولم نلجأ إلى تركيا ، على الرغم من أن تركيا بلد نظيفة وجميلة ومُتطوِّرة وعصرية، وعلى الرغم من أنّ كلفة دخولنا تركيا تعادل عشرة جنيهات سُودانية، في حين أنّ كلفة دخولنا السودان حوالي أربعة آلاف جنيه عن كل شخص في أسرتي..


وأضاف بشار : أنا وزوجتي وشقيقي وسبعة من أطفالي دفعنا أربعين ألف جنيه لدخول السودان والوصول إلى هنا ؛ ذلك على الرغم من أن نفس هذا المبلغ كان يمكن أن أدفع منه مقدم شقة بتركيا وسيارة وابدأ منه عملاً تجارياً هناك..


هل تعلمين لماذا ؛ لأنّ السودان بلدٌ مُحترمٌ به من الإرث والأخلاق ما لن أجده في تركيا، بالسودان أنا مُطمئنٌ على أطفالي من أنّهم سينشئون في بيئة سوية ومُجتمع مُحب دون أن يختلطوا بعادات وسلوك مُجتمعي لا يشبه ديننا.. نحن في السودان نشعر إننا في بلدنا ولسنا لاجئين.


سألت بشار عن تعليقه حول ما نُسب لسوريين يسيئون للسودان؟ فأجابني هؤلاء لا يمثلونا وإن كان السودان لا يعجبهم فليذهبوا إلى مصر وتركيا، هناك يُمكنهم أن يحصلوا على مرتبات ويعيشوا ملوكاً تحت لقب لاجئ في بلدان تتسوّل باسمنا...... أما نحن فإننا نحب السودان وشعبه ولا نُبدِّله بأيِّ وطن آخر.



لك أن تعلم أيها القارئ أنّ بشار هذا انفصل عن زوجته عقب معرفته أنّها على علاقة برجل سوداني فطلقها وأرجعها إلى سوريا، وحين سألته ما كان موقفه من الرجل السوداني أجابني: (شو بدي أعمل فيه.. زوجتى اهيا الغلطاني.. وما يصير تعيش معي) .


هكذا تعالج الشعوب مشاكلها الاجتماعية باجتثاث أصل المشكلة..... هم ليسوا مثلنا ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعامة حينما نُواجه الخطر...... ثم نحاول أن ننتقم من قوم مستضعفين كل ذنبهم أن فتيات مراهقات ونساء متصابيات يركضن خلفهم وهن يحلمن بمشهد رومانسي على غرار المسلسلات التركية المصحوبة بالدبلجة الشامية.



كنت أتمنى أن يجيبني أحد دعاة تأديب وطرد السوريين عن سؤال بسيط : يا ترى أطفال من الذين يعيشون في دار المايقوما...!!؟ تلك الدار التي يدخلها يومياً ما بين ثلاثة إلى خمسة أطفال منذ أكثر من ثلاثين عاماً أتراهم أبناء السوريين أم أنهم أبناء رجال سودانيين....!! ام ان حلال علينا وحرام عليهم تنطبق هنا


هل يا ترى للشرف أكثر من لون ونوع ومقاس، بحيث يزني الرجل السوداني من هؤلاء الانذال بسودانية فتنجب طفلاً تتركه على قارعة الطريق تأكل الكلاب جزءاً منه والقطط ما تبقى ويبقى الفتات للنمل، ثم يأتي أحدهم ليخبرنا أن الدم يفور في عروقه لأنّ سورياً أمسك يد سودانية في الشارع العام.


هل في هذه الحالة يُسمى الأمر غيرة على الشرف أم أن السوداني يخشى ضياع (ممتلكاته) من النساء ويخاف منافسة غير مُتكافئة من شاب أشقر يجيد أحاديث الحُب والرومانسية.


كفاكم خبالاً وقوموا إلى إعمار وطنكم والمحافظة على أسركم.


خارج السور:

ماذا نسمي استغلال بعض الرجال السودانيين للحوجة المادية لبعض السوريات والأجنبيات من دول شرق أفريقيا وممارسة الرذيلة معهن بمقابل مادي..؟!


*نقلا عن التيار .


بواسطة : admin
 0  0  1395
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:16 مساءً الأحد 5 مايو 2024.