• ×

سياسي بارز : زيادة عدد الولايات بجنوب السودان الي 36 سيدمرها

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية انتقد سياسي جنوبي بارز قرار الرئيس سلفا كير ميارديت بإضافة 8 ولايات جديدة إلى 28 ولاية في دولة جنوب السودان، وعدّ الخطوة "فيدرالية قبلية" لتدمير الدولة الوليدة.

وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة السودان الجديد، كوستيلو قرنق لـ "سودان تربيون" إن "سلفا كير ومستشاريه لو كانوا يدركون خلفية النظام الفيدرالي وكيفية عمله حقا لما توقفوا عن إنشاء ولايات جديدة فحسب بل أنهم سيعيدون التقسيم القديم القائم على 10 ولايات".

وأصدر سلفا كير السبت الماضي قراراً بتشكيل 8 ولايات جديدة شملت "أعالي النيل الوسطى، ملكال، شمال أعالي النيل الرنك، ولاية لاتجور، ولاية ماويت وأكوبو وطمبرة، ولاية مايووت، ولاية بيه، وولاية قودويه وجوبيد.

وفي أكتوبر 2015 أصدر سلفا كير قرارا مماثلا بزيادة عدد ولايات البلاد إلى 28 ولاية بدلا عن 10 ولايات وهو ما رفضته المعارضة حينها بشدة. وتاريخيا ضم جنوب السودان 3 أقاليم: إقليم بحر الغزال (شمال غرب)، الإقليم الاستوائي (جنوب)، وإقليم أعالي النيل (شمال شرق).

وأفاد كوستيلو، المقيم في ألمانيا، أن دولة الجنوب الآن على حافة الإنهيار الإقتصادي "إن لم تكن انزلقت فيه فعلا وعليه ليس من الحكمة تشكيل ولايات جديدة في بلد يعاني الإفلاس". واعتبر أن القرار "مخالفا للدستور ونصوص اتفاقية السلام".

وأوضح أن الفيدرالية ليست مصطلحا لـ "تحديث القبلية"، أو حلا لمعالجة الانقسامات والصراعات في بلد يعيش حربا داخلية، وزاد "هي وضعت لتخدم الإجماع الوطني وتعزز الإدارة الجيدة على المستوى المحلي وليس المقصود بها تهميش جماعات عرقية معينة في تقاسم السلطة على المستوى القومي".

وقال كوستيلو إن "فيدرالية سلفا كير الحالية ليست من أجل التنمية كما أنها لم تصبح وسيلة لخلق رواتب ضخمة لكوادر الحركة الشعبية والجيش الشعبي لأن أسعار النفط هبطت بحدة".

وأبان أن ولايات جنوب السودان العشر في السابق لم تكن قادرة على تمويل الشرطة المحلية ناهيك عن تمويل البرلمان والحكومة الولائيين، لكن ولايات مثل الاستوائية الوسطى التي تضم العاصمة جوبا والوحدة وأعالي النيل المنتجتين للنفط تمكنتا من تحمل كلفة أنظمتها الفيدرالية.

وعقد مقارنة بين دولة جنوب السودان الفقيرة وذات الـ 36 ولاية، وألمانيا الغنية بعدد سكان 82 مليون نسمة حيث يوجد بها 16 ولاية فقط جميعها قادرة على تمويل أنشطتها الإقليمية، مع وجود ولايات مثل بافاريا وبرلينبراندنوبيرغ تضم مجموعات سكانية متباينة.

وأشار كوستيلو إلى أن سويسرا مقسمة إلى 26 إقليم منها 4 أقاليم تطبق نظام تعدد اللغات، حيث تسود في الدولة أربع لغات معترف بها "الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانية"، رغم أن المواطنين الذين يتحدثون الألمانية يمثلون 60% من السكان.

وتابع "كل هذه المجموعات العرقية جميعها سويسرية ويمكنها العيش في ولاية واحدة ويرجع السبب وراء نجاح هذا النظام طيلة 170 عام إلى التسامح والاعتراف بحقوق الآخرين".

وقال "هذه هي رسالة التي يجب أن يبشر با الرئيس سلفا كير شعبه بدلا من إنشاء ولايات جديدة كحل لما ينظر إليه خطأً بأنه نزاعات قبلية"، وزاد "الفيدرالية ليست نظاما قبليا حديثا وإلا انتهى بنا الأمر لتقسيم البلاد إلى 60 ولاية هي عدد القبائل الموجودة فيه الجنوب".


بواسطة : admin
 0  0  815
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:01 مساءً الأحد 19 مايو 2024.