• ×

سينما حلفايا تضئ شاشتها بعد 20 عاماً

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ترجع البدايات الأولى للسينما في السودان إلى الفيلم الذي صور وعرض في سينما الأبيض، كان بمناسبة مرور الملك جورج الخامس في رحلته من الهند عائدا إلى بريطانيا واستقبله خلالها أعيان السودان، وكانت هي بدايات معرفة السودانيين بالسينما، أما في العشرينيات فكانت هناك عروض سينمائية في الخرطوم وبداية الثلاثينيات بدأ إنشاء دور العرض التي كان أولها سينما كلوزيوم.
مساء أمس الأول شهدت بحري وبعد عشرين عاما من التوقف عودة سينما حلفايا في ثوب أرجع الحضور والقائمين على الأمر إلى سبعينيات القرن الماضي تلك الحقبة التي امتثلوها بظهورهم في ملابس السبعينيات التي ارتدوها في تلك الليلة، كما تم عرض فيلم (المحطة)، وما إن أُطفئت الأنوار إلا وذرفت دموع من عايش تلك الحقبة، فيما انزوى الروائي عبدالغني كرم الله عضو لجنة التحكيم يحدث جاره متذكريْن أيامهما الخوالي، وعن معاناتهما للحضور من امتداد ناصر لمشاهدة الأفلام، وعن الأمطار التي تتساقط عليهما آنذاك.. وفي أجواء الاحتفال اعتلى السنوسي حسين السنوسي - حفيد مالك السينما -المنصة، وقال: "والله الواحد لمن شاف شاشة العرض دي شغالة بعد السنين دي كلها من غير ما يشعر عينه دمعت، ونتمنى السينما ترجع من جديد وأحسن مما كانت عليه، حتى نرى العالم من خلالها".
الضغوطات أخرجتنا
في ذات الاتجاه، تحدث لـ (اليوم التالي) السنوسي حسين، كاشفاً أن سينما حلفايا تم افتتاحها في عهد الزعيم الأزهري في العام 1963م، كما أن جده أقدم على شراء عدد من دور السينما في الولايات مثل بورتسودان سنار مدني، إضافة إلى سينما النيلين بالخرطوم أيضا. وقال إن سينما حلفايا استمرت في العرض حتى بداية الألفية الثانية ولدواع كثيرة منها الضغوطات الاقتصادية، كما أن تقطيع الأفلام من الجهات الأمنية والرقابية أفقدت الأفلام متعتها، لذا بدأت في التراجع وتغيير أنواع الأفلام المعروضة. وواصل السنوسي سرده: حتى بعد إغلاق السينما تم فرض رسوم كبيرة أثناء التجديد تفادياً للحظر، وعن عودتها وترميمها. وأضاف: "ذات لقاء جمعني بالهميم مصطفى النعيم رئيس جائزة تهارقا الدولية للسينما عرضت عليه أن يختار إحدى دور العرض فرحب بالفكرة، وكان الاختيار هو عودة حلفايا من جديد". وأوضح أن والده عبَّر عن فرحته بالعودة من جديد إلا أن حالته الصحية منعته من متابعة العرض من مساطب السينما.
سينما الصفوة
وقال عبدالله محمد - مدير السينما الشهير عبدالله حلفايا لـ (اليوم التالي): زارتنا سينما الشباب، وهي مجموعة ناشطة في العمل السينمائي، مقدمين عرضهم بالطلب، وتمت الموافقة عليه ليوم مجاني ليباشروا بعدها الدخول في تجهيزات المهرجان الدولي بهمة ومثابرة، برعاية معتمد بحري السيد حسن محمد حسن الذي لم يتقاعس عن تقديم الخدمة لهم. وواصل: كان حفل تقديم الجوائز يوماً أشبه بالأيام الخوالي التي قضيتها في الإشراف على السينما رغم الظروف التي مررنا بها مؤخراً، إذ أن عرض فيلم دون تشذيب أو تقطيع لم نعشه منذ زمن سحيق بعد فرض رقابة وضع اليد على الأفلام. ومضى متحدثاً عن حلفايا أنها لا تشبه بقية سينمات الخرطوم، إذ أن روادها كانوا من كبار المسؤولين في الدولة والطبقات الراقية، إضافة إلى مثقفي جامعة الخرطوم، وكان يعرض فيها مختلف الأفلام التي تلبي رغبة كل الجنسيات. وعن أسباب إغلاق السينما قال: "هناك أسباب كثيرة منها إهمال ماكينات العرض التي كانت تعمل منذ 1955م، بجانب عدم تجديد الأفلام المعروضة لأن التضييق الاقتصادي لم يسمح بشراء أفلام حديثة، في وقت كانت الأفلام تعرض تزامنا مع السينمات الأخرى في العالم، وأكثر ما يفقد المشاهد متعتة هي تقطيع الأفلام بدواعي الضوابط الاجتماعية في وقت كان الحضور من الأسر والطبقات المثقفة التي تبدي امتعاضها عن ما كان يحدث". وكشف أن هناك فكرة تجديد للسينما ستعرض على مجلس الإدارة تطالبهم بفرض مبالغ للعودة بها من جديد. ومضى في القول إن العودة تتطلب مبالغ هائلة تقدر بالمليارت، لكنها لا تمثل خسارة، وأضاف أن في السابق كان المخاوف كبيرة أما الآن وبعد الطفرة والتطور التفني الحديث وظهور الديجتال وامتلاء الأندية لابد من العودة مرة أخرى لأن متعة السينما لا تقارن بالنادي ولا المنزل، كما أن المجتمع بات منفتحاً
درية منير ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1927
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:26 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.