• ×

زهير السراج يكتب : بين محمد حاتم و علي بن الجُهم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية * تخيلوا انو الزول الهدد الداعين للاعتصام بإنو (يطلع زيت زيتهم) ده كان مدير التلفزيون فى يوم من الأيام، وطبعا ما غريبة على (محمد حاتم سليمان) إنو يخرج علينا بهذه اللغة النشاز، والاسلوب الركيك، والسباب الغريب، فـ(كل إناء بما فيه ينضح)، وهو لم يشذ عن القاعدة، أو يجيب حاجة من عندو، فلقد تشنفت آذاننا بالكثير من هذه اللغة الفجة والعبارات المسيئة .. من (تحت جزمتى)، لى (لحس الكوع)، لحدى (طالعونى) .. يعنى السيد حاتم لم يأت بغريب، بل الغريب أن يخاطب الناس بلغة رصينة واسلوب مهذب .. يجيبُهم من وين؟!


* بس الغريب إنو كان مدير تلفزيون، والحتة دى يعنى لازمها زول على الأقل يكون شوية كده عندو اسلوب جميل، ويعرف يوزن كلامو، ده لو ما كان زول مثقف أو أديب أو فنان أو فيو حتة رقّشة من الحاجات دى، زى مثلا (حمدى بدرالدين) الذى كان صاحب موهبة إذاعية وتلفزيونية كبيرة، وراجل مثقف، وصاحب أسلوب رصين، وحضور قوى، أو زى ( على شمو) اعلامى رصين، وزول مثقف وعلى خلق، وغيرها من الصفات الكثيرة التى يتميز بها أستاذنا الجليل!!

* أو زى (حديد السراج) لغوى من الطراز الأول، وأديب ومثقف، أو زى المرحوم (احمد سليمان ضو البيت) رجل مهذب، ومنضبط فى عمله وسلوكه وتعامله مع الناس، أو زى صلاح الدين الفاضل زول مبدع حتى النخاع ومن المخرجين المميزين فى العالم العربى، أو زى مدراء كتار مروا على الإذاعة والتلفزيون ولم نسمع عنهم إلا كل خير، ولم نسمع منهم إلا كل خير، موش زى واحد ما عندو اى موهبة عشان يكون مدير تلفزيون، وما معروف مؤهلاتو شنو غير المحسوبية والولاء، ويجى كمان يشتم الناس الذين دعوا لممارسة حق دستورى والاحتجاج السلمى على قرارات جائرة بالإعتصام فى منازلهم، ويقول ليهم أنحنا لمن نقوم بنطلع زيت زيتكم!!

* عليكم الله ده كلام زول كان مدير تلفزيون، ولا حتى مدير سلخانة ..مع الاعتذار الشديد لمدراء السلخانات المحترمين، بس الجاب المقارنة إنو السلخانات محل ضرب وضبح وسلخ وكده، وما بعيد تسمع فيها كده ولا كده مع ريحة الدم المالية المكان، لكن التلفزيون محل فن وثقافة وأدب ورقى، ما محل شحم ولحم وتيران هايجة!!


* وحتى لو فرضنا إنو الزول الجابوهو شغلوهو فى التلفزيون ده جاييى من بيئة سلخانية، وما عندو اسلوب، ولغته ركيكة وأسلوبه عاجز، موش مفروض يعنى بعد ما يشتغل فترة فى التلفزيون ويعاشر الفنانين والأدباء والشعراء والمثقفين، يتعلم شوية وياخد منهم شوية، خاصة لو قعد فترة طويلة زى (محمد حاتم سليمان)؟!


* ياخى زمان الشاعر (يزعم البعض أنه على بن الجُهم القرشى) عندما جاء من البادية مدح الخليفة المامون قائلا (أنت كالكلب فى الوفاء ** وكالتيس فى قراع الخطوب)، ولمن قعد فى المدينة شوووية كده قال متغزلا (عيون المها بين الرصافة والجسر ** جلبن الهوى من حيث أدرى ولا أدرى) .. تخيلوا كم اسبوع كده والكلام إتحول من تيوس وكلاب ونطح، الى مها وهوى وغزل رقيق .. بس السيد محمد حاتم عاشر ناس التلفزيون عشرة سنين وما اتعلم منهم حاجة، بل أثناء وجوده وقعت منه مخالفات، اضطرت الدولة لاتهامه بتبديد المال العام، ولم تفصل المحكمة بعد فى هذا الاتهام الخطير الذى لو ثبت عليه لدخل السجن، يعنى كمان فيها سجون، موش طليع زيوت بس !!


* لكين يا اخوانا برضو ما فيها غرابة كَونو محمد سليمان يعينوهو مدير تلفزيون، ويقعد فى التلفزيزن عشرة سنين وما يتعلم حاجة ... ما كتار جدا جابتهم الحكومة دى وشغلتهم فى التلفزيون مع الفنانين والشعراء والادباء والمثقفين، ووصلوا أعلى المناصب (ما نتيجة كفاءة طبعا) وكان ما مفروض يشتغلوا ربّاطين، خليكم من تلفزيونيين واعلاميين .. وبعدين هى جات على التلفزيون يعنى .. ما تشوفوا الرباطين الحايمين فى البلد دى قدر كيف، وبيعملوا فى شنو؟!


بواسطة : admin
 0  0  1046
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:59 صباحًا الجمعة 3 مايو 2024.