• ×

إسلاميون يدعون الي مراجعة مؤسسات وأفكار الحركة الإسلامية في السودان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية اتفق إثنان من الإسلاميين البارزين في السودان، على أن الحركة الإسلامية السودانية تحتاج إلى مراجعة أفكارها ومؤسساتها وأن تتخذ هوية جديدة وخطاً سياسياً مختلفاً، لتكون جزء من المرحلة المقبلة في تاريخ السودان.

وأكد رئيس حركة "الإصلاح الآن" غازي صلاح الدين، والقيادي بالمؤتمر الشعبي المحبوب عبد السلام، الأربعاء، على ضرورة نقد تجربة الحركة الإسلامية في السودان للمراجعة والتطوير.

وكان غازي والمحبوب يتحدثان في منتدى (15/21) بعنوان "الإسلاميون والتغيير"، أقامه شباب حزب المؤتمر الشعبي المعارض.

وقال عبد السلام، إن الحركات الإسلامية في العالم باتت تشتكي من تجربة الحركة الإسلامية في السودان، لجهة أن الآخرين باتوا ينسبونها إلى الحركة الاسلامية السودانية ويحاسبونها على أخطائها.

وأضاف "لذلك مطلوب من السودانين القيام بعملية إصلاح عاجلة لهذا المأزق الذي ورطهم فيه الحركات الاسلامية في العالم كله". موضحاً أن الاصلاح العاجل يحتاج أن يبدأ بالنقد الجذري واتخاذ هوية جديدة وخط سياسي جديد في التاريخ.

وزاد "تجربتنا ارتكبنا فيها أخطأ عظيمة وهي أكبر هدية يمكن أن نهديها للعالم بالمراجعة، لكنا لن نستطيع أن نقوم بهذا الفعل إلا اذا تحلينا بقدر كبير من التجرد". مبيناً أن الاسلاميين اذا ارادوا انشاء حزب حديث عليهم أن يتفقوا على رؤية وبرنامج إضافة إلى أجهزة منتخبة ومحاسبة للحزب.

وذكر المحبوب أن مؤسسي الحركة الاسلامية في مصر والسودان، وصلا إلى نتيجة متقاربة حينما قيما حركتيهما، مشيراً إلى مقولة حسن البنا حول الأجهزة الأمنية الخاصة التي أنشاءها بنفسه بأنهم "لا إخوان ولا مسلمين". وأكد أن حسن الترابي وصل إلى ذات الأمر حينما قال في شهادته على العصر بإن المكاتب الخاصة للحركة الاسلامية أضرت بالحركة.

ونبه المحبوب إلى أن السودان ليس كياناً قوياً ولا قديماً كما يشاع، محذراً من التسرع في التغيير، وزاد "فهو محتاج إلى الهبوط الناعم والتداول الطويل.. كثيرا من الناس يحلمون بأن يحصل التغيير السياسي سريعاً.. نتمنى أن يتأخر التغيير حتى نقيم أمرنا على السوية".

من جهته نبه غازي صلاح الدين العتباني، إلى ضرورة أن تكون هناك مراجعات للأفكار والمؤسسات، مشيراً إلى ابحاث غربية متقدمة على الإسلاميين في هذا الشأن.

وأضاف "الإصرار على العودة بصورة سالبة للأفكار القديمة لتقول إنك تريد أن تبعث الحركة الإسلامية بتلك الأفكار القديمة ليس مجدياً"، مشيراً إلى أن الشورى والمؤسسية في الحركة الاسلامية لم تطبق عملياً بطريقة تعصم الحركة من الوقوع في الخطأ.

وذكر أن قضية المعارف والعلوم باتت تدخل في وعي البشرية عكس السابق لجهة أنها محدد أساسي لقوة المجتمعات ومقدرة الإنسانية على حل مشكلاتها.

وقال إن الحضارة الغربية هي التي تقدم الحلول للمشكلات الانسانية في الوقت الحالي بينما تراجع الاسلاميين عن هذا الدور.

وشدد على تطوير منهج الحركة للتزكية والاستقامة والتجديد لأنه يمثل احدى ركائز السلطة الاخلاقية للحركة، وزاد "لا بد للحركة أن تكون حركة وعي في ضمير المجتمع وتدخل في ثقافته ولغته اليومية وممارساته المختلفة".

وأعتبر العتباني أن تجربة العصيان المدني السوداني خلال الأيام الماضية، تطور نوعي جديد لطرائق العمل السياسي. وأردف "الآن نتعامل مع مجموعات تنشأ في أحشاء الوطن وتقيم علاقاتها فيما بينها لتخرج أدبا جديدا وعملاً، ناجحا أو فاشلاً، فهي سنة ستمضي إلى نهايات جديدة إن لم يتعامل معها بعقلانية".

وأشار إلى أن العالم في مرحلة من التاريخ تحيط بها تحديات ومهام كبرى، قائلاً إن عملية التغيير بصورة مشروعة توفر العمق الاستراتيجي للتداول حول امهات القضايا، وهو ما لا يتوفر حال تم التعامل التغيير بروح القطيع المتدافع للهروب


بواسطة : admin
 0  0  797
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:50 صباحًا السبت 18 مايو 2024.