• ×

سهير عبد الرحيم تكتب : شلهوتة ! (منع من النشر)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية كانت هناك امرأة ستينية ؛ تكثر من التطواف ببيوت الجيران بصورة شبه يومية؛ مما كان يسبب الازعاج لأهالي الحي.


زيارات تلك المرأة لم ترتبط بمناسبات أو أسباب أو مواقيت معينة بل كل ما هفا بخاطرها طرق أبواب الجيران كانت (تلفح) ثوبها و(تبقى مارقة) ؛ ولأن كثرة تلك الإطلالة ارتبطت عند الجيران بـ (الشحاته) فقد كان وجودها غير مرغوبا فيه.



وحدث أن أطلقت عليها إحدى نساء الحي لقب (شلهوتة)، وكلمة شلهوتة مشتقة من كثرة الشلهتة؛ بمعنى أنها تكثر من الشحاتة واللهلهة، ودائما (متجرسة ومشلهتة)، وباستمرار في وضعية عليكم الله أدوني حبة زيت وأدوني شوية بصل.


وحين يتعذر على شلهوتة لفح ثوبها، وطرق أبواب الجيران بالدرب عدييييل؛ كانت تنادي بالحيطة (يا جماعة أزيكم كيفنكم عاوزة كسبرة، شطة، ملحة، ثوم) وهكذا، كانت شلهوتة تشحت كل شيء واي شيء..


والغريب في الأمر أن "شلهتتها" تلك لا ترقى إلى مستوى احتياجاتها أو تتناسب مع مستوى عائلتها المادي بمعنى أنها بقليل من التدبير والاقتصاد كان في أمكانها تجنب شحدة الأشياء البسيطة على الأقل.


وبمرور الوقت لم يعد أحد ينادي شلهوتة باسمها الحقيقي وصار اسم شلهوتة هو الاسم المتداول، والسائد عند نسوة المدينة، بل إن زوجها اكتسب سمات اسم زوجته فصاروا ينادونه بـ (شلهوت).


شلهوتة كانت تزور الجيران أكثر من زيارة الجيران لها في بيتها، بمعنى أنها حايمة طوالي (يا بيت امسكني ويا بيت فكني) ، ولأن الجيران بدأوا يتضايقون من شحادتها الكثيرة ، ونفذ صبرهم، وملوا من الإنفاق عليها فقد أصبح يستقبلها الأطفال الصغار حين تطرق أبواب البيوت.. وما أن تجلس في صالون هذا البيت أو ذاك حتى يبدأ الاطفال يتهامزون ويتلامزون حول يا ترى ما هي أسباب الزيارة؟، هل هي ملحة، ولا كسبرة، ولا شطة، ولا يمكن لحمة عدييل؟.


شلهوتة كانت تحس بالحرج من ضعف استقبالها، ثم لا تلبث أن تسأل الأطفال أمكم وين يا أولاد فيتحجج الأطفال بأن الأم إما نائمة أو مريضة أو في مشوار خارجي؛ ومهما مكثت شلهوتة من ساعات في انتظار الأم ففي النهاية لا يودعها عند باب الخروج إلا الأطفال.


طيب نحنا حكينا قصة شلهوتة ليييييه.


خارج السور:

من فارق داره قلّ مقداره.


بواسطة : admin
 0  0  1290
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:36 صباحًا الجمعة 26 أبريل 2024.