القصة الكاملة لانفجار طائرة الابيض العسكرية ..وسقوط 3 دانات.. نجاة اسرة باعجوبة

السودانية / متابعات /  الخرطوم:السودانية
استشهد (6)من افراد طاقم مروحية حربية تحطمت شمال شرقى مطار الابيض عقب اقلاعها مباشرة فى حوالى السابعة والنصف من صباح امس بولاية شمال كردفان فيما نجا (4) اشخاص من الموت جراء امتداد السنة اللهب الى المنزل الذي يقيمون فيه بحى المطار فى وقت تسبب فيه سقوط الطائرة الى تلف (6)منازل وتعرضها للتصدع وتعود التفاصيل الى ان المروحية الحربية كان على متنها كميات من العتاد الحربى وفى طريقها لتنفيذ مهمة حربية الا انه وعقب اقلاعها بثلاث دقائق حدث عطل فنى ادى لاشتعال النيران فى محرك الطائرة فاضطر كابتنها ومساعده للانحراف بها يميناً لابعادها عن المساكن التى تحيط بالمطار وفى تلك الاثناء أبلى الكابتن ملازم اول محمد صالح ومساعده ملازم كابتن محمد طه عبدالله بلاء حسناً وقاما باسقاط ثلاث دانات من أصل خمسة دانات كانت على متن الطائرة التى تحمل كميات من العتاد الحربى وكان ذلك التصرف تحسباً لعدم وقوع انفجارات ضخمة بسبب تلك الدانات وبعدها اسقطا الطائرة بالميدان ليسمع دوى ارتطام قوى وبعدها تلته اصوات انفجارات أدت لتحطم الطائرة الى اشلاء مما أدى لاستشهاد طاقمها المكون من (6) اشخاص وهم الكابتن ملازم اول محمد صالح ومساعد الكابتن ملازم طيار محمد طه عبدالله و(4) فنيين ثلاث منهم برتبة المساعد طيار وهم مساعد الرشيد حامد ،مساعد وليد ابوالجاز،مساعد مجدى ابراهيم ورقيب فنى احمد ابراهيم

اسرة الشهيد كابتن الطائرة

تلقت الحاجة (سعاد) والدة الشهيد كابتن ملازم طيار محمد طه عبدالله اتصالاً مساء امس الاول أكد فيه ابنها الخلوق بانه بصحة جيدة ومازحها بالهاتف وعند سؤالها له عن موعد حضوره خاصة وانه من المفترض ان يجلس اليوم لامتحان الكفاءة أكد لها بانه سيحضر يوم الجمعة ونال رضا والدته وقبل ان يغلق الهاتف طلب من والدته ان تصنع وجبة الافطار لانه بإذن الله سيتناول وجبة الافطار معها لتدعو له والدته بالتوفيق والنجاح وتغلق الهاتف وفى صبيحة الامس استيقظت الوالدة مبكراً وشرعت فى اعداد وجبة الافطار ولكنها وقبل ان تضع قدرتها على النار ورد اتصال هاتفى ليؤكد بان الكابتن (محمد) استشهد .

صيوان العزاء:

من داخل صيوان العزاء بالحاج يوسف مربع (19) حيث منزل اسرة الشهيد مساعد الكابتن ملازم طيار محمد طه كانت الاسرة تتلقى العزاء فى ابنهم الفقيد الذى لم يتجاوز عمره (28)عاماً وكانت والدته الحاجة(سعاد) قد انهارت تماماً حيث نقلت الى المستشفى لتلقى العلاج وتحدث شقيقه الاصغر (احمد) قائلاً بانهم تلقوا نبأ الوفاة فى حوالة الثامنة صباحاً وان شقيقه كان من المفترض ان يجلس لامتحان اليوم ولكنها مشيئة الله وقال ان الخبر وقع كالصاعقة عليهم أما والده الحاج طه عبدالله فقد كان يتلقى العزاء بصبر الصابرين ويطلب الرحمة والمغفرة لابنهم الشهيد فى وقت كان فيه الجيران والاصدقاء يبكون بحرقة على الشهيد الذى ترك لمسات وفاء فى دواخلهم حيث شهد له الجميع بدماثة الاخلاق وحسن المعشر مؤكدين بانه كان قد اعلن خطبته قبيل ايام لاحدى الفتيات طالبة بكلية الطب جامعة الفاشر .

شهود عيان

روى الناجى من الحادث واسرته ويدعى عادل ابشر جار النبى موضحاً بانه وفى حوالى السابعة والنصف صباحاً كنا نا وزوجتى وطفلتى ذات العامين وابن خالتى داخل احدى الغرف بمنزلنا الكائن بحى المطار مربع (11) بصدد شرب شاى الصباح وفى تلك الاثناء سمعنا صوت ارتطام قوى مع الارض التى اهتذت تحت اقدامنا وعندها خرجت من الغرفة فى طريقى الى الشارع لمعرفة مايحدث وبمجرد قيامى بفتح باب الشارع فوجئت بكتلة من اللهب مقبلة نحوى فقمت بصفق الباب وجريت الى الغرف وقمت باقتياد اسرتى ومن الناحية الاخرى للمنزل رميت بزوجتى وطفلتى من سور المنزل الى الشارع من الناحية الجنوبية الغربية للمنزل وتبعتهم انا وابن خالتى واسرعنا مبتعدين عن المنزل وركضنا بعيداً فى طريقنا الى مركز بسط الامن الشامل الذى يقع على مسافة من المنزل وبينما نحن نركض كنا نسمع دوى انفجارات ضخم لم يمكنا من رؤية الشئ الذى يتفجر ولكننى كنت موقناً تماماً بانها طائرة وبعد ان هدأت الدنيا عدت الى المنزل لأدرك بان الانفجارات ادت الى تصدع منزلى المكون من غرفتين ومخزن ومطبخ وصالة وسقطت المراوح أرضاً وتحطمت ابواب الشارع الاثنين وتصدعت الجدران حتى صارت الشمس تدخل المنزل وتشققت الارض مما أدى لتصدع الحمامات كذلك وذلك نتيجة انفجار القزائف .

متضررين اخرين :

وواصل عادل حديثه بان هنالك عدد من المنازل تضررت نتيجة انفجار الطائرة تجاوز عددها الستة منازل مؤكداً بان هنالك المزيد من المتضررين .

شاهد عيان اخر:

أما شاهد العيان الثانى وهو رئيس حزب الامة بولاية شمال كردفان منصور ميرغنى زاكى الدين فأوضح بانه يقيم بحى الامير جوار السجن الكبير واضاف بان الشهداء الست يقيمون بميس للطيارين يقع جوار منزله حتى انه أدى واجب العزاء لزملائهم مبيناً بان الطائرة هليكوبتر من طراز ابابيل وانها اقلعت فى حوالى السابعة والنصف صباحاً وعلى متنها كميات من الزخائر والدانات والاسلحة وافاد منصور بان المروحية تحمطت بميدان حى المطار الواقع شمال شرق المطار وان هنالك احد المنازل اشتعلت فيه النيران نتيجة امتداد السنة اللهب ليتم اطفاؤها وأكد منصور بان المروحية كانت قدمت مساء امس الاول من مدينة نيالا وباتت بمطار الابيض مؤكداً تضارب الانباء حول وجهتها وان معظم الانباء تشير الى انها كانت فى طريقها للدمازين.

ضجة المساجين :

واكد منصور بانهم انزعجوا من جراء انفجار الطائرة بسبب وقوع حالات هرج وضجيج بين مساجين السجن الكبير الذين حاولوا تنفيذ عمليات هروب من السجن لولا خروج الشرطة باسلحتها وسيطرتها على الموقف ليتم تأمين السجن ومد القوة بقوات احتياطية لمزيد من التأمين .

والى شمال كردفان:

عقد والى ولاية شمال كردفان معتصم ميرغنى زاكى الدين مؤتمراً صحفياً اكد فيه بان الحادث حادث عادى اى قضاء وقدر تعود تفاصيله الى تحطم طائرة حربية عسكرية تحركت من مطار الابيض فى مهمة عسكرية عملياتية وبمجرد اقلاعها وبمجرد اقلاعها وخروجها من سور المطار تعرضت لعطل مفاجئ وذلك بحى المطار وقد انحرف بها الطيار يميناً وذلك لتجنب السقوط فى الاماكن السكنية ووصف الوالى تصرف كابتنى الطائرة بانه عمل بطولى خاصة وان الطائرة كانت تحمل متفجرات عبارة عن دانات مبيناً ان الطاقم هبط بالطائرة فى ميدان كبير ولم تكن هنالك خسائر فى الارواح وسط المواطنين عدا استشهاد طاقم الطائرة المؤلف من (6) اشخاص تم تشييع جثامينهم عقب صلاة الجمعة بعد ان صلوا عليها بمسجد الابيض العتيق واعلن الوالى فى مؤتمره الصحفى الذى عقده ظهر امس بان هنالك عدد من المنازل المجاورة للميدان الذى هبطت به الطائرة قد تضررت وتعرضت للتصدعات وانه اعلن عن زيارة ميدانية لكل المتضررين من الحادثة سيتبعها تعويضات لزوى المنازل المتضررة .

تجدر الاشارة الى ان السلطات الامنية اعلنت عن عثورها على ثلاث دانات كان قد اسقطها طاقم الطائرة قبيل ارتطامها بالارض الا ان دانتين آخرتين كانتا على متن الطائرة تسببتا فى الانفجارات الشديدة للطائرة .

الناطق الرسمى:

نفى الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة عقيد الصوارمى خالد سعد عن تحطم المروحية نتيجة اصابتها فى اشتباكات واكد بان الطائرة كانت فى طريقها لأداء مهمة عسكرية أمسك عن ذكرها مبيناً ان عطل فنى اصاب محركها مما أدى لاشتعال النيران وذلك اثناء قيامها من مطار الابيض عقب اقلاعها بثلاث دقائق موضحاً بان الكابتن حاول الهبوط بها فى اقرب مكان وبعيداً عن المساكن ليسقطها فى ميدان واكد بان المروحية كانت تحمل على متنها عتاداً حربياً وتعيينات عسكرية وعلى متنها (6) اشخاص الكابتن ملازم اول محمد صالح ومساعده الملازم محمد طه و(4) فنيين استشهدوا جميعاً جراء انفجار الطائرة بسبب حمولة الزخيرة التى كانت على متنها.